عاشوراء:
مع كل عاشوراء، هناك اطلالة حسينية لكم من الأسئلة الانسانية: ما الذي تغير في حياة الناس؟ وما نوعية هذا التغيير؟ هل تعلمنا من عاشوراء كيف نتعامل مع بعضنا البعض؟ هل أدركنا أن حسن المعاملة حق من حقوق الناس؟ هل نظر أحد منا الى الحنو الحسيني الذي كان يشمل الجميع؟ وهل أدرك أن هذا الحنو أعده الاسلام صدقة فيها أجر وثواب وفرجة كرب وهم؟
التحرر:
موضوع كبير مفلسف، حاول الكثير منهم التركيز على الوجه الآخر منه، فتساءلوا: لماذا نحبس أنفسنا في الماضي؟ والفرق كبير بين أن ننظر الى الماضي كمكون من مكونات الوجود، حجر اساس لحاضر محبوس فيه، وغد جاء مكبلاً أساساً بحواضن الماضي؟
من حقنا نحن أن نسأل: لماذا تحبسون أنفسكم في ماض بليد؟ لماذا الى الآن تدافعون عن الباطل؟ لماذا لا تتحرون من قبلية ألّهَتْ لكم أصناماً؟ تعالوا لنبني الغد الذي ليس فيه ظلم، ليس فيه ذابح وذبيح.. لا تحنطوا لي معتقداتي.. الأمس الذي نرفضه هو الذي نرتضيه مقبرة لكل حياتنا، ما نفع خسارة تعرش في أرواحنا؟ ومسعى أمس التواريخ خساراته كانت نصراً يطلع من فجر التضحيات.. فكل جيل فيه يزيد هو بحاجة الى حسين، اليوم وغداً...
أنت معنا أم علينا؟
الضيافة سمة عربية كريمة، وفي عاشوراء تكون سبيلاً من سبل النصرة والولاء الحسيني، لكن ماذا لو عرفت يوماً أن في الباب هو الحسين بن علي (عليه السلام) جاء لك وهو مخضب بدمه العاشورائي؟ ما الذي يودك أن تستعرض به للنصرة، وما الذي تتمنى أن تخفيه عن عين الحسين (عليه السلام)؟
هل فعلاً أنت... نعم انت تمتلك الاستعداد الكامل لاستقبال سيد الشهداء (عليه السلام) في بيتك؟ ماذا ستجيب لو سألك: أنت معنا أم علينا؟ هل سيدرك الحسين (عليه السلام) انه في بيت شيعي حسيني متأهب للتضحية طوال حياته؟ هل سيضمك الى قائمة (يا ليتنا كنا معكم)؟ هل سيقول لحبيب بن مظاهر: سجّلْ هذا من أنصاري؟
الحكمة:
لم يكن النبي (ص) بأكثر عدد من قريش، ولكنه كان ينتصر بحكمته وحسن تدبيره، هذا فضلاً عن التسديد الإلهي المقترن بطاعة المسلمين للرسول (ص)، فإذا ما خالفوه - كما حصل في معركة أحد - انقلبت الأمور ضدهم، وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن..! فما أحوجنا اليوم إلى أن ننتهج حكمة وسياسة الرسول (ص)، ونحن نخوض حرباً ضروس ضد الطغاة المتجبرين من داعش والقاعدة والجماعات الإرهابية بشتى مسمياتها.. لا تتحكم بنا الأمزجة والأهواء، نعد العدة ونتهيأ، ونمضي كبنيان مرصوص يشد بعضه بعضاً، فتصعب هزيمتنا، وتقترب ساعات الظفر بإذن الله سبحانه وتعالى.
المعارضة:
هل تعني المعارضة التمرد على القانون وتعطيل المؤسسات، ومحاولة السيطرة على الحكم بعملية إنقلاب عسكرية أو شعبية؟ أم أن المعارضة هي الرقابة على مؤسسات الدولة، وفضح محاولات الفساد والتلاعب بالمال العام؟ إن كل التجارب السابقة تثبت نضج الشعب العراقي، ووعيه وإدراكه لمطالبه، وكيفية المطالبة بها، وما هي عواقب الانجرار خلف أبواق التخريب المتعمد من هنا أو هناك.. إنه شعب مثقل بالعلم والأدب والمعرفة.. لا يحتاج إلى وصاية من أحد، يعرف مصيره، ويعرف عدوه من صديقه، ويرى أن مستقبله بيده هو لا بيد غيره.. يحدده ويرسم آفاقه بصبره وثباته وتكاتف أبنائه.