بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . اللهم صلِ على محمدٍ وآلِ محمدٍ .
من الأدعية التي يظن بل يقطع الإستجابة السريعة فيها هي دعاء المظلوم على ظالمه ، نعم قد تتأخر الإجابة لغاية وحكمه لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى .
ونموذجاً للمظلوم والظالم إخترنا لكم قصة سعيد بن جبير مع المبير المتعطش لسفك الدماء أعني به الحجاج بن يوسف الثقفي (لعنه الله) .
يروى أن الحجاج قال لسعيد : أنت شقي بن كسير ؟! ( يعكس اسمه ) .
فرد سعيد : أمي أعلم بإسمي حين أسمتني .
فقال الحجاج غاضباً : شقيت وشقيَت أمك .
فقال سعيد : إنما يشقى من كان من أهل النار ، فهل أطلعت على الغيب ؟
فرد الحجاج : لأُبَدِلَنَّك بِدُنياك ناراً تلَظّى !
فقال سعيد : والله لو أعلم أن هذا بيدك لاتخذتك إلهاً يُعبَد من دون الله .
قال الحجاج : ما رأيك فيّ ؟
قال سعيد : ظالم تلقى الله بدماء المسلمين !
فقال الحجاج : أختر لنفسك قتلة يا سعيد !
فقال سعيد : بل أختر لنفسك أنت ! فما قتلتني بقتلة إلا قتلك الله بها !
فرد الحجاج : لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحداً قبلك ، ولن أقتلها لأحد بعدك !
فقال سعيد : إذاً تُفسِد عليّ دُنياي ، وأُفسِدُ عليك آخرتك .
ولم يعد يحتمل الحجاج ثباته فنادى بالحرس : جروه واقتلوه !!
فضحك سعيد ومضى مع قاتله فناداه الحجاج مغتاظاً : ما الذي يضحكك ؟
قال سعيد : أضحك من جرأتك على الله ، وحلم الله عليك !!
فاشتد غيظ الحجاج وغضبه كثيراً ونادى بالحراس : اذبحوه !!
فقال سعيد : وجِّهوني إلى القبلة ، ثم وضعوا السيف على رقبته ، فقال : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين .
فقال الحجاج : غيّروا وجهه عن القبلة !
فقال سعيد : ولله المشرق والمغرب فأينما تُولّوا فثمّ وجه الله .
فقال الحجاج : كُبّوه على وجهه !
فقال سعيد : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى .
فنادى الحجاج : أذبحوه ! ما أسرع لسانك بالقرآن يا سعيد بن جبير !
فقال سعيد : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . خذها مني يا حجاج حتى ألقاك بها يوم القيامـة !!
ثم دعا قائلاً : اللهم لا تسلطه على أحد بعدي .
وقُتل سعيد .
والعجيب أنه بعد موته صار الحجاج يصرخ كل ليله : مالي ولسعيد بن جبير ، كلما أردت النوم أخذ برجلي !
وبعد 15 يوماً فقط مات الحجاج ولم يُسلط على أحد من بعد سعيد .
رحمك الله يابن جبير !
أين نحن من ثباتك وقوة حجتك ! وسلامة إيمانك .
اللهم لا تجعل الدنيا أكبـــر همنا ولا مبـــلغ علمنا ولا الى النـار مصيرنا يـــــا الله . (1) .
--------------------
(1) الاختصاص ، الشيخ المفيد ، الصفحة 205 .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . اللهم صلِ على محمدٍ وآلِ محمدٍ .
من الأدعية التي يظن بل يقطع الإستجابة السريعة فيها هي دعاء المظلوم على ظالمه ، نعم قد تتأخر الإجابة لغاية وحكمه لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى .
ونموذجاً للمظلوم والظالم إخترنا لكم قصة سعيد بن جبير مع المبير المتعطش لسفك الدماء أعني به الحجاج بن يوسف الثقفي (لعنه الله) .
يروى أن الحجاج قال لسعيد : أنت شقي بن كسير ؟! ( يعكس اسمه ) .
فرد سعيد : أمي أعلم بإسمي حين أسمتني .
فقال الحجاج غاضباً : شقيت وشقيَت أمك .
فقال سعيد : إنما يشقى من كان من أهل النار ، فهل أطلعت على الغيب ؟
فرد الحجاج : لأُبَدِلَنَّك بِدُنياك ناراً تلَظّى !
فقال سعيد : والله لو أعلم أن هذا بيدك لاتخذتك إلهاً يُعبَد من دون الله .
قال الحجاج : ما رأيك فيّ ؟
قال سعيد : ظالم تلقى الله بدماء المسلمين !
فقال الحجاج : أختر لنفسك قتلة يا سعيد !
فقال سعيد : بل أختر لنفسك أنت ! فما قتلتني بقتلة إلا قتلك الله بها !
فرد الحجاج : لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحداً قبلك ، ولن أقتلها لأحد بعدك !
فقال سعيد : إذاً تُفسِد عليّ دُنياي ، وأُفسِدُ عليك آخرتك .
ولم يعد يحتمل الحجاج ثباته فنادى بالحرس : جروه واقتلوه !!
فضحك سعيد ومضى مع قاتله فناداه الحجاج مغتاظاً : ما الذي يضحكك ؟
قال سعيد : أضحك من جرأتك على الله ، وحلم الله عليك !!
فاشتد غيظ الحجاج وغضبه كثيراً ونادى بالحراس : اذبحوه !!
فقال سعيد : وجِّهوني إلى القبلة ، ثم وضعوا السيف على رقبته ، فقال : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين .
فقال الحجاج : غيّروا وجهه عن القبلة !
فقال سعيد : ولله المشرق والمغرب فأينما تُولّوا فثمّ وجه الله .
فقال الحجاج : كُبّوه على وجهه !
فقال سعيد : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى .
فنادى الحجاج : أذبحوه ! ما أسرع لسانك بالقرآن يا سعيد بن جبير !
فقال سعيد : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . خذها مني يا حجاج حتى ألقاك بها يوم القيامـة !!
ثم دعا قائلاً : اللهم لا تسلطه على أحد بعدي .
وقُتل سعيد .
والعجيب أنه بعد موته صار الحجاج يصرخ كل ليله : مالي ولسعيد بن جبير ، كلما أردت النوم أخذ برجلي !
وبعد 15 يوماً فقط مات الحجاج ولم يُسلط على أحد من بعد سعيد .
رحمك الله يابن جبير !
أين نحن من ثباتك وقوة حجتك ! وسلامة إيمانك .
اللهم لا تجعل الدنيا أكبـــر همنا ولا مبـــلغ علمنا ولا الى النـار مصيرنا يـــــا الله . (1) .
--------------------
(1) الاختصاص ، الشيخ المفيد ، الصفحة 205 .
تعليق