إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القنوت والأنقطاع لله تعالى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القنوت والأنقطاع لله تعالى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    مع أنّ الصلاة جميعها إظهار للعبوديّة وثناء على الله، فإنّ الذات المقدّسة للحقّ جلّ وعلا، فتحت باب المناجاة والدعاء للعبد، بالخصوص في حال القنوت، وهو حال المناجاة والانقطاع إلى الحقّ، وشرّفته بهذا التشريف. فالأفضل في أدب عبوديّة العبد السالك:
    1. أن يراعي أدب المقام المقدّس الربوبيّ.
    2. أن يراقب أدعيته لتكون مشتملة على تسبيح الحقّ تعالى وتنزيهه، وتتضمّن ذكر الحقّ وتذكّره.
    3. أن يكون ما يسأل الحقّ تعالى في هذه الحالة الشريفة من سنخ المعارف الإلهيّة، وطلب فتح باب المناجاة، والأُنس، والخلوة، والانقطاع إليه.
    4. أن يحترز عن سؤال الدنيا والأمور الخسيسة الحيوانيّة والشهوات النفسانيّة، فيصيبه الخجل في محضر الأطهار، ويصير بلا حرمة ووقار في محضر الأبرار.
    القنوت انقطاع تامّ
    أيّها العزيز، إنّ القنوت هو قطع اليد عن غير الحقّ، والإقبال التامّ على عزّ الربوبيّة، ومدّ يد السؤال خالية الكفّ إلى الغنيّ المطلق، والكلام عن الدنيا في هذا الحال هو كمال النقصان وتمام الخسران.
    أيّها العزيز، حيث إنّك الآن بعدت عن وطنك، وهجرت مجاورة الأحرار، وابتُليت بهذه الدار المظلمة ذات التعب والمحن الكثيرة، فلا تحبس نفسك بقيود الدنيا، ولا تنسج على نفسك خيوطها كدود القزّ.
    "إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك"
    أيا عزيزي، إنّ الله الرحمن قد خمّر فطرتك بنور المعرفة ونار العشق، وأيّدها بأنوار كالأنبياء وعشّاق كالأولياء، فلا تطفئ هذه النار بتراب الدنيا الدنيّة ورمادها، ولا تكدّر ذاك النور بكدورة التوجّه إلى الدنيا وظلمتها، وهي دار الغربة، فإنّك إذا توجّهت إلى الوطن الأصليّ وطلبت الانقطاع إلى الحقّ وعرضت عليه حالة هجرانك وحرمانك بقلب موجع وأظهرت حال مسكنتك واضطرارك ووجعك، فيدركك الإمداد الغيبيّ وتساعد مساعدة باطنيّة وتجبر النقائص؛ إذ من عادته الإحسان ومن شيمته التفضّل.
    وإذا قرأت في القنوت من فقرات المناجاة الشعبانيّة لإمام المتّقيــــن وأميــر المؤمنين عليه السلام، وخصوصاً قوله عليه السلام: "إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك.." إلى آخره، فاقرأه بحال الاضطرار والتبتّل والتضرّع، لا بقلب ميّت كقلب الكاتب فهو أنسب لهذه الحال.
    وبالجملة، إنّ مقام القنوت كمقام السجود؛ فكما أنّ السجود مقام فناء العبد وترك الغير والغيريّة، فالقنوت مقام الانقطاع إلى الحقّ وترك الاعتماد على الغير، وهو روح مقام التوكّل.
    📗 مقتبس من كتاب الآداب المعنويّة للصلاة
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X