إنَّ القدرة التي جعلت النار على إبراهيم برداً وسلاماً،
وأبطلت سحر السحرة بعصا موسى، وأحيت الأموات بنفس عيسى،
وأبقت أهل الكهف قروناً أحياء نياماً بلا ماء و لا غذاء،
من الهيّن عليها إبقاء إنسان ألوف السنين حيّاً يرزق ويعيش بنشاط الشباب،
من أجل هدف إبقاء الحجّة لله في أرضه، ونفاذ مشيئته في غلبة الحقّ على الباطل، لقوله تعالى في الكتاب الكريم:
﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾.
وليس بعيداً عن زماننا يوم انهدم قبر الشيخ الصدوق (قدّس سرّه)،
فوجدوا جثّته في قبره غضّة طريّة،
ورأوا أنَّ العوامل الطبيعيّة لتحلّل الجسد قد توقّف عملها في بدنه الشريف !
فإذا كانت قوانين الطبيعة تخضع للاستثناء في حقّ شخص ولد بدعاء الإمام المهدي (عليه السلام) وألّف كتابا مثل كمال الدين باسمه، فلا تعجب أن تخضع هذه القوانين للاستثناء في حقّ خليفة الله تعالى في أرضه، ووارث جميع أنبيائه وأوصيائه.
الشيخ الخراسانيّ (دام ظلّه)