ة
تأليف ... علي حسين الخباز
تسلط الانارة على فسحة من مكان بمثابة استعلامات قصر الامير صالح بن وصيف ، حراسة مشددة داخل قاعة القصر / يوجد توقيف صغير مهيء لانتظار الموقوفين على ذمة المحاكمة ، فهو الامير وهو الحاكم الوحيد وهو القاضي الذي لا شريك له في البلاد ، سجينان داخل الموقف المنحرف بزاوية من زوايا المسرح تكاد تكون غير مرئية )
قائد الشرطة :ـ ( يدخل لمقابلة السجينين ينظر اليهم نظرة تهكم واستصغار ) ايها الصعلوكين حسابكما عسير عند الأمير،
صعلوك 1:ـ( مع صعلوك 2) قل لهذا الشرطي اننا لم نتعود الخوف يوما ، ولا نسمح لمن يهددنا كائن من يكون ، قل له ذلك لا تنسى
صعلوك2:ـ هو يسمعك
قائد الشرطة :ـ هذا آخر ما عندكما ؟
صعلوك 1:ـ ( مع صعلوك 2) هل قلت له ما أوصيتك به
قائد الشرطة :ـ يبدو انكما تستدرجان قسوتي لترون العجب العجاب أعتقد انكما لم تقابلا من قبل قائد شرطة مثلي
صعلوك 1:ـ( سخرية / يثخنها في فمه ) القـــائـــد
شرطي خادم في بيت ( يصغر اللفظ) أمير
صعلوك 2:ـ ( يهمس بإذنه ) دعنا نجاريه كي لا نصعب الامر
صعلوك 1:ـ اطمئن تماما هو الامر صعب للغاية ولا يمكن تهوينه برضا شرطي
قائد الشرطة :ـ ( بحنق شديد ولهجة فيها الوعيد ) اعتقد إني استطيع ان ابشركما انكما ستعدمان
صعلوك 1:ـ( ببرود ) اعرف
قائد الشرطة :ـ ( باستغراب ) تعرف انك ستعدم
صعلوك 2:ـ (هههههههههههههه) هل لديكم عقوبة اشد
قائد الشرطة :ـ( يغير اسلوب الحديث ) الا تتوقعان العفو ، جرائم كبيرة تمر في هذا القصر ويعفي عنها ، اميرنا طيب القلب
صعلوك 1:ـ الا معنا
قائد الشرطة ( باستغراب) ما جريمتكما ؟
صعلوك 2:ـ قائد شرطة ولا يعرف جريمة من يحتجزهم
صعلوك 1:ـ في هذا القصر الكبير يعيش كثير من الخدم والشرطة والحراس ، لكن في الحقيقة لاوجود لأحد سوى الأمير ، فلا تنظر لأحد
قائد الشرطة :ـ هل تعلمان ماذا يمكن ان افعل لو تدخلت لصالحكما
صعلوك 1:ـ( يهز كتفه علامة لا شيء )
قائد الشرطة :ـ وضعكما على ما يبدو خطير ، لكن في كل الأحوال وضعكما لا يشير الى وجود انقلاب عسكري على مقام الامير ، مع وجود اوامر التشدد
صعلوك 1:ـ ألم تقرأ اوامر التشدد ؟
قائد الشرطة :ـ قرأتها لكن الكثير من مثل تلك الاوامر تذهب برجاء بسيط لعفو الأمير ، ما زلت اؤكد لكما إني قادر على أن أجلب لكما العفو
صعلوك 1:ـ( يهز كتفه علامة لا يستطيع ) كل وجودك ينتهي بإيماءة من إيماءات الامير
قائد الشرطة :ـ من أين ظهرتما الي اليوم ، اليأس أكبر جريمة يقترفها الانسان بحق نفسه ،
الصعلوك 1:ـ ما الأمر ؟
قائد الشرطة :ـ ( يسحب نفسا باعتبارات الصبر و التصابر ) لا شيء سوى إني أرى عقوبتكما بعين سلطتي ، لن اقتلكما الا بعد ان اريكما غباء الجرأة الى أين يؤدي """
الصعلوك 2:ـ ( مع صعلوك1 ساخرا مستهزأ بلغة التهديد) قل لقائد الشرطة تساهل لقد ارتعبت انا ، قلبي ضعيف ، صرت ارتجف
قائد الشرطة :ـ( بغضب ) يتقدم نحوهما ليخيفها لكنه بحذر يظهر انه يخافهما في داخله ) هل تسخر مني ؟
صعلوك 2:ـ لا
قائد الشرطة :ـ وماذا يعني كلامك ؟
صعلوك 2:ـ من يدرك اليأس لا يعرف قلبه الخوف
قائد الشرطة :ـ الآن فهمت الأمر وادركت سر القضية ، واستوعبت الموقف تماما ، انتما أحمقان ( برهة صمت ينظر الى وجهيهما فيجدهما غير متأثرين )، احمقان حتى لو كنتما في اعلى مراتب اليأس على العاقل ان يحاول عسا المحاولة تنقذه والعفو ممكن
صعلوك 1:ـ ممكن ؟ لأن لاوجود لقانون يحكم البلاد
قائد الشرطة :ـ انا الى الآن اعتبرتكما ضيوفي ، لكن أي تطاول على مكانة مولاي الامير سيتغير الوضع ، دعوني أذهب لأخبر الأمير عن وجودكما ( يذهب )
صعلوك 2:ـ( يجول في الموقف يبحث عن ماء وعن طعام ) أحمق هذا الشرطي ، لا يدرك ان القضية اكبر من وجوده
صعلوك 1:ـ يبدو انه لم يتعلم ان يقابل صعلوكين خالفا اوامر الحكومة ،
صعلوك 2 :ـ توقيف ذابل لا ماء فيه ولا كسرة من رغيف ، إياك ان تضعف امام الامير
صعلوك 1:ـ لا أبدا انا لأول بحياتي اكون مؤمنا بما افعل
صعلوك 2:ـ وايمان يستحق التضحية ( يلتفت بحثا عن الناس ) انهم يراقبوننا
صعلوك 1:ـ مستغربون أذهلتهم شجاعتنا ، ينظرون الينا كصعلوكين يهددان أمن الناس ،
صعلوك 2:ـ دعهم يخافون صعلكتنا خير من ان يتجرأوا على إيماننا ، لكن في كل الاحوال الامير صالح بن وصيف ليس قليل شر
صعلوك1:ـ مجرم له تأريخ عريق بالقتل
صعلوك 2:ـ يقولون انه تركي وهو احد قواد المتوكل ، قتل المعتز واخذ امواله واموال إمه قبيحة،
***
( تنتقل الانارة الى عمق المسرح ، عرش الامير صالح بن وصيف ، يظهر عليه بذخ السلطة وبهرجة العرش وتنافخ التيه ، يقف مدير الشرطة امامه باستكانة ذليلة )
صالح بن وصيف :ـ ما ذا لديك اليوم ؟
قائد الشرطة :ـ الصعلوكان
صالح بن وصيف :ـ وماذا تنتظر ادخلهما
قائد الشرطة :ـ اردت ان أخبرك سيدي الامير بانها قذران يستحقان الموت لجرأتهما
صالح بن وصيف :ـ اعرفهما جيدا ، لا تعرفني بهما ، ادخلهما علي وانا اعرف تدبيري معهما
( يدخل الصعلوكان بكل برود ، ينظران بدهشة الى العرش )
صالح بن وصيف ( يراقبهما لبرهة صمت ) منذ زمن وانا متوعك ، وصحتي على مالا يرام ، انا مريض والمشكلة إني اعرف مرضي ، تعلمت على القتل والذبح ، منذ فترة لم اقتل احدا ، لم أحاسب مجرما ، ويبدو إني تركت القارب على هواكما ، قلت مع نفسي عساهما يعقلان ، يبدو ان العروش لا تستقيم الا بدم وهيبة العروش الحقيقية تصنعها ضحاياه ، تكلما ما لهذا الصمت الاثول ليس من عادتكما السكوت
صعلوك 1:ـ( يتحرك نحو سقاء الماء يبحث عن ماء فهو عطشان ، يشرب وهو يتفرس بوجه الامير ، تعبيرا عن عدم الخوف ) نحن لم نفعل جريمة يا سيدي الأمير
صالح بن وصيف :ـ حقا ؟ جيد انك أخبرتني ، كدت انسى ، تصور إني كدت انسى
صعلوك 1:ـ أطعناك والتزمنا بما أمرتنا
صالح بن وصيف :ـ ( بسخرية ) وأنا أرسلت عليكما لأشكركما على معروفكما الكبير وحسن تصرفكما
صعلوك 2:ـ نحن وافقنا على طلبك ، ولم نسأل عن التفاصيل لثقتنا العالية بمعاليك
صالح بن وصيف :ـ منذ اليوم الاول الذي ارسلتكما فيه ، وانا اساوم هذه الفكرة في راسي ، واقاوم بروحي ما يردني من اخبار واراكما فعلا قادران على إداء المهمة ، وبدم بارد ،دعوني اسألكما عن كل شيء ، كانت معظم الاخبار التي تصلني من داخل السجن عن وضعكما تغيظني ولا اصدقها ،
الصعلوك 1:ـ قررنا ان نحدثك الصدق يا مولاي الأمير ، عسانا ننفعك بشيء
صالح بن وصيف:ـ يبدو ان مخيلتي كانت مفعمة بالآمال وبالثقة العالية بكما ، وبانكما ستنجزان المهمة بأسرع مما كنت اتوقع
الصعلوك 1:ـ هل انت تعرف السجين يا سيدي ؟
صالح بن وصيف :ـ أخبراني عنه
صعلوك 2:ـ هذا الرجل من اولاد رسول الله
صالح بن وصيف :ـ صلى الله عليه وآله وسلم
صعلوك 1:ـ واخلاقه أخلاق جده الرسول في هديه وسكونه وكرامته
صالح بن وصيف :ـ ( وكانه انتبه لنفسه وقد انجرف لموضوعهما / بامتعاض ) وبعد ؟
صعلوك 2:ـ وهو على صغر سنه متقدما على العلماء والرؤساء
صعلوك 1:ـ مكرما عند سائر الناس ، كما كان اباؤه واجداده الائمة الاطهار من عترة الرسول المصطفى
صالح بن وصيف :ـ اسمعاني جيدا يبدو انكما لا تعرفان امور كثيرة ، اذا أردت ان تعرف هوية خليفة اذكر إسم إمام من ائمة أهل البيت في عرشه ، سيهتز العرش بمن فيه ، لمجرد ذكر اسم إمام ، لذلك هم عرضة للتنكيل عند عرش كل خليفة ، فهمتما الامر لو بعد ؟
صعلوك 1:ـ بماذا يغضبهم وهو القابع في السجن يصلي ويصوم ويقرأ القرآن
صالح بن وصيف :ـ امتداد موقعه انتما لا تعرفان التقارير التي ترد اليهم من داخل السجن ،، والخليفة واتباعه يطالبوني بان اضيق عليه ، كيف اضيق عليه السجن واشرس صعلوكين ذهبا الى السجن بمهمة وما عادا ، انا ارسلهما لايذائه والتضييق عليه ، وكانما ارسلتهما ليصليا خلفه ( يقلدهما ) الله أكبر ، بسم الله الرحمن الرحيم ( يمد يده الى الصعلوكين ) قبل الله الصالح من اعمالكم
صعلوك 2:ـ لو تمهلنا الحديث وتتأمل في واقع الأمر ، لكان الأمر غير هذا الامر ، لكنت رحمتنا ورحمت نفسك من هذا الويل ،
( صعلوك 1:ـ ربما تعتقد ايها الامير ان المدة التي قضيناها في السجن بسيطة
صعلوك2:ـ ربما قليلة في حساب الزمن لكنها كبيرة في حساب التجربة
، كل لحظة تمر تعطينا عشرات الدروس في الدين والاخلاق
صالح بن وصيف :ـ وأنا حصلت ايضا على بركات هذه الدروس الكثير من التوبيخ وأحصل على خيبتي واساي ،وتوبيخ ربما يزيلني من الامارة كلها ،
صعلوك 1:ـ هذا السجين هو الامام الحسن العسكري عليه السلام يا سيدي الأمير
صعلوك 2:ـ انه الامام الحادي عشر من ائمة أهل البيت عليهم السلام
صالح بن وصيف :ـ ( توبيخ) هذا انجازكما في السجن اصبحتما من شيعته ؟ هذا الذي اتفقنا عليه ؟ واظن انكما ستطالبانني بالجائزة ؟ انتما تستحقان القتل بدل الجائزة ،
صعلوك 1:ـ نحن يا سيدي الأمير ما تعودنا الخوف لنخاف احد،
اذا انت مقتنع بقتلنا فافعل
صعلوك 2:ـ اننا أردنا ان نسدي لك خدمة ( مع الجمهور ) نحن لسنا اسارى عرش وسلطان ، والا ما كنا صعاليك ، قطاع طرق ، شطار في أذى الناس دون ان يردعنا قانون أو خفنا من سلطة وسلطان ، فكرة ان يهددنا الامير قديـــــــــمة لا تصلح للعمل ، قضينا العمر محكومون بالموت ( مع الامير ) أردنا ان نسدي لك خدمة
صعلوك 1:ـ ( مع الجمهور ) نحن باي وقت من الاوقات اشقياء ، صعاليك ما خفنا الموت يوما ،معقولة اليوم سنخشاه؟ لا طبعا ، هذا الأمير واهم حين يهددنا
صعلوك 2:ـ نريد ان نقول لك هو يتلقى الأذى من ظلم السلاطين ، وهو يعيش الرقابة والإقامة الجبرية ، وأقسى مرحلة مرت به هي مرحلة رقابتك سيدي الامير، سجنك ، سجن الأمير صالح بن وصيف، ومع هذا انقطع الامام الى الله سبحانه تعالى
صالح بن وصيف :ـ اعتقد ان سجني يكفي لصلاة الجماعة
صعلوك 1:ـ مهما قلت هذا يعود لك سيدي الأمير أما أنا أحس بوجع الضمير
صالح بن وصيف :ـ اين كان عنك ضميرك ايام الصعلكة واذى الناس
صعلوك 1:ـ هو هذا السؤال، انا صعلوكا هداني الله على يديه فكيف بمن يصلي وهو بعيد عن الله سبحانه
صالح بن وصيف :ـ أياك ان تتجرأ
صعلوك 1:ـ لا والله لكن مجرد فكرة اني دخلت السجن جاسوسا مسخرا لأذى الإمام هي فكرة موجعة مرعبة
صعلوك 2:ـ كل كلمة كنت اسمعها من سيدي العسكري تعادل عندي الحياة بما فيها ، كل ما انام استيقظ مرعوبا أعلن بين يديه توبتي ، استغفر الله ربي وأتوب اليه
صعلوك 1:ـ ( مع الأمير ) خليك معنا ، لترى ان التفكير مجرد التفكير بالشر مع هذا الرجل يعد كابوسا
صالح بن وصيف :ـ خليكما معي ، انا رجل مطالب من قبل الحكومة ، ان اضايق هذا الرجل أن اجعله يعيش الويل والأسي والهم الثقيل ، ان أجعل السجن عليه عذابا يتمنى من خلاله الموت ، مطالب من الحكومة وفي السجن للحكومة عيون تبرق كل ما يحدث ، عجبا، هل عيون الحكومة صلت معكم جماعة (هههههههههه)جواسيس الخليفة يصلون خلفه، يتضرعون الى الله بين يديه ثم يطالبون بموته ، ، ويعاتبوني ، اخترت له صعلوكين من اقذر الصعالكة قذرين لقصد ايذائه ، وإذا بهم يعودان لي بهذا التدين ما شاء الله ، وبهذا الوقار ما شاء الله ، ويقولون بين سطر وسطر اللهم صل على محمد وآل محمد
الصعلوك1:ـهل نحن نعيش في دولة اسلامية ؟أم دولة كافرة ؟
صالح بن وصيف :ـ اياك والسياسة يا صعلوك
صعلوك 1:ـ هل تراني عندي امكانية تغيير السلطة ، لا يا سيدي الامير انقلاباتهم على بعضهم تكفي
صالح بن وصيف :ـ( بسخرية ) نعم لماذا انتما واقفان تعالا لنجري اجتماعا سريا ندرس فيه احوال البلاد انا امثل الحكومة وانتما تمثلان بني هاشم
صعلوك 1:ـ انا يا سيدي لست قائدا انا رجل صعلوك افهم الذي افهمه على قدر عقلي هداني الله ببركة مولاي الحسن العسكري ، دعني سيدي الامير اسألك سؤالا
صالح بن وصيف:ـ نبدأ الاجتماع ؟ لكن اياك والجرأة فانا امهلتكما الكثير
صعلوك 1:ـ لم نعد بحاجة الى الجرأة ، لكني اسأل ، أيعقل لحكومة مترامية الاطراف لها جيوش وحكومات وسلاطين وامارات ويرعبها أمر سجين واحد ، تضعه في حبس مدعوم بمخابرات وجواسيس من قبل السلطة المحلية وسلطة الدولة ، واجراءات امنية كثيرة وكبيرة
صالح بن وصيف :ـ ستجعلاني احدثكما عن بعض خبايا العرش ، ارسل علي اكثر من خليفة لينبهني خطورة وجود الحسن العسكري على قيد الحياة ،
صوت :ـ يا صالح بن وصيف هل تعرف من هو سجينك ضيق عليه وتخلص منه
صعلوك 2:ـ هذا هو حالنا وقد اطلعت عليه فاحكم بما تشاء ، يبدو اننا اصبحنا في واد والحكومات بواد
صعلوك 1:ـ سيدي الأمير دعني اقص لك حكاية صغيرة من حكايات السجن ، هل سمعت بإسحاق الكندي ، فيلسوف العراق الكبير ، هذا الفيلسوف ناقض القرآن في بعض علومه ،وشغل نفسه بذلك وتفرد به في منزله مع بعض طلابه
صالح بن وصيف :ـ هل الكندي كان معكم في السجن ؟
صعلوك 2:ـ لا لكن احد طلابه
صعلوك 1:ـ حاوره الامام في بعض الامور المهمة والتي تبين خطأ نظريته
صالح بن وصيف :ـ وما الذي حدث ؟
صعلوك 1:ـ ان الكندي تراجع عن مشروعه وحرق جميع منجزه الفلسفي وأعلن التوبة لله
صالح بن وصيف :ـ الكندي ؟ اسحق الكندي ؟
صعلوك 1:ـ سيدي الأمير خليك معنا ولإسمعك قولا واحدا من اقوال الإمام عليه السلام ،
صالح بن وصيف :ـ ( يضحك ) ايها الصعلوكان هل صارت نيتكما ان تشيعاني انا أيضا لاحول ولا قوة الا بالله وما لبني هاشم الا السجون ،هل تركتما لي مكانا معكم في السجن ( يضحك)
صعلوك 1:ـ يقول امامي العسكري عليه السلام
( الله هو الذي يتأله اليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق ، عند انقطاع الرجاء من كل من دونه )
صعلوك 2:ـ يقول إمامي الحسن العسكري من آنس بالله استوحش من الناس
صالح بن وصيف :ـ هههههههههههه تبين ان مسعاكم الحقيقي صار تشيعي بحرفنة الصعاليك ، اذا دعاني انا اسألكما لماذا لم تعتبرا بقول امامكما العسكري وهو يقول ( للشجاعة مقدارا فان زاد عليه فهو تهور )
صعلوك 1:ـ والله هي للإمام عليه السلام لكنك من اين سمعتها
صالح بن وصيف :ـ قلت لكما ان السجن صار مرتعا للجواسيس ، وجميع أحداث الدولة كان يتنبأ بها وتصل تلك التنبؤات الى الحكومة وتدرس
صعلوك 1:ـ كانت هناك محاولة من محاولات المعتز لاغتيال الامام ابتسم لنا وقال سيغتالوه قبل ان يغتالني ،
صالح بن وصيف :ـ انا لا يهمني أمركما ، ولا يهمني حتى أمر الامام ، يهمني عرشي وحكومتي ، ولكني فعلا عندي فضول وفضول كبير،، عن سبب الاهتمام الزائد والمبالغ فيه من الحكومة ضد سجين ، يطالبون ديمومة سجنه ، ويشددون الرقابة كل حين ، دققت في الأمر لأعرف جوهر القضية
صعلوك 1:، نحن نعرف القضية
صالح بن وصيف :ـ ما الذي تعرفانه ؟
صعلوك 2:ـ ان الحكومة تخشى مولود الامم الثاني عشر صاحب الزمان عليه السلام
صالح بن وصيف :ـ هذا هو مرتكز فضولي ، ومكمنه في جملة ترتعد امامها العروش... المهدي .. الامام الموعود الذي يقصم الجبارين ويقيم دولة الحق بامر الله سبحانه ( ينظر الى الصعلوكين ) ارتحتما ؟
( يخرجان من العرش وهما يرددان وخلفهما الجمهور )
الحمد لله قاصم الجبارين
مبير الظالمين
مدرك الهاربين
نكال الظالمين
صريخ المستصرخين
موضع حاجات الطالبين
معتمد المؤمنين
الحمد لله قاصم الجبارين .........................
تأليف ... علي حسين الخباز
تسلط الانارة على فسحة من مكان بمثابة استعلامات قصر الامير صالح بن وصيف ، حراسة مشددة داخل قاعة القصر / يوجد توقيف صغير مهيء لانتظار الموقوفين على ذمة المحاكمة ، فهو الامير وهو الحاكم الوحيد وهو القاضي الذي لا شريك له في البلاد ، سجينان داخل الموقف المنحرف بزاوية من زوايا المسرح تكاد تكون غير مرئية )
قائد الشرطة :ـ ( يدخل لمقابلة السجينين ينظر اليهم نظرة تهكم واستصغار ) ايها الصعلوكين حسابكما عسير عند الأمير،
صعلوك 1:ـ( مع صعلوك 2) قل لهذا الشرطي اننا لم نتعود الخوف يوما ، ولا نسمح لمن يهددنا كائن من يكون ، قل له ذلك لا تنسى
صعلوك2:ـ هو يسمعك
قائد الشرطة :ـ هذا آخر ما عندكما ؟
صعلوك 1:ـ ( مع صعلوك 2) هل قلت له ما أوصيتك به
قائد الشرطة :ـ يبدو انكما تستدرجان قسوتي لترون العجب العجاب أعتقد انكما لم تقابلا من قبل قائد شرطة مثلي
صعلوك 1:ـ( سخرية / يثخنها في فمه ) القـــائـــد
شرطي خادم في بيت ( يصغر اللفظ) أمير
صعلوك 2:ـ ( يهمس بإذنه ) دعنا نجاريه كي لا نصعب الامر
صعلوك 1:ـ اطمئن تماما هو الامر صعب للغاية ولا يمكن تهوينه برضا شرطي
قائد الشرطة :ـ ( بحنق شديد ولهجة فيها الوعيد ) اعتقد إني استطيع ان ابشركما انكما ستعدمان
صعلوك 1:ـ( ببرود ) اعرف
قائد الشرطة :ـ ( باستغراب ) تعرف انك ستعدم
صعلوك 2:ـ (هههههههههههههه) هل لديكم عقوبة اشد
قائد الشرطة :ـ( يغير اسلوب الحديث ) الا تتوقعان العفو ، جرائم كبيرة تمر في هذا القصر ويعفي عنها ، اميرنا طيب القلب
صعلوك 1:ـ الا معنا
قائد الشرطة ( باستغراب) ما جريمتكما ؟
صعلوك 2:ـ قائد شرطة ولا يعرف جريمة من يحتجزهم
صعلوك 1:ـ في هذا القصر الكبير يعيش كثير من الخدم والشرطة والحراس ، لكن في الحقيقة لاوجود لأحد سوى الأمير ، فلا تنظر لأحد
قائد الشرطة :ـ هل تعلمان ماذا يمكن ان افعل لو تدخلت لصالحكما
صعلوك 1:ـ( يهز كتفه علامة لا شيء )
قائد الشرطة :ـ وضعكما على ما يبدو خطير ، لكن في كل الأحوال وضعكما لا يشير الى وجود انقلاب عسكري على مقام الامير ، مع وجود اوامر التشدد
صعلوك 1:ـ ألم تقرأ اوامر التشدد ؟
قائد الشرطة :ـ قرأتها لكن الكثير من مثل تلك الاوامر تذهب برجاء بسيط لعفو الأمير ، ما زلت اؤكد لكما إني قادر على أن أجلب لكما العفو
صعلوك 1:ـ( يهز كتفه علامة لا يستطيع ) كل وجودك ينتهي بإيماءة من إيماءات الامير
قائد الشرطة :ـ من أين ظهرتما الي اليوم ، اليأس أكبر جريمة يقترفها الانسان بحق نفسه ،
الصعلوك 1:ـ ما الأمر ؟
قائد الشرطة :ـ ( يسحب نفسا باعتبارات الصبر و التصابر ) لا شيء سوى إني أرى عقوبتكما بعين سلطتي ، لن اقتلكما الا بعد ان اريكما غباء الجرأة الى أين يؤدي """
الصعلوك 2:ـ ( مع صعلوك1 ساخرا مستهزأ بلغة التهديد) قل لقائد الشرطة تساهل لقد ارتعبت انا ، قلبي ضعيف ، صرت ارتجف
قائد الشرطة :ـ( بغضب ) يتقدم نحوهما ليخيفها لكنه بحذر يظهر انه يخافهما في داخله ) هل تسخر مني ؟
صعلوك 2:ـ لا
قائد الشرطة :ـ وماذا يعني كلامك ؟
صعلوك 2:ـ من يدرك اليأس لا يعرف قلبه الخوف
قائد الشرطة :ـ الآن فهمت الأمر وادركت سر القضية ، واستوعبت الموقف تماما ، انتما أحمقان ( برهة صمت ينظر الى وجهيهما فيجدهما غير متأثرين )، احمقان حتى لو كنتما في اعلى مراتب اليأس على العاقل ان يحاول عسا المحاولة تنقذه والعفو ممكن
صعلوك 1:ـ ممكن ؟ لأن لاوجود لقانون يحكم البلاد
قائد الشرطة :ـ انا الى الآن اعتبرتكما ضيوفي ، لكن أي تطاول على مكانة مولاي الامير سيتغير الوضع ، دعوني أذهب لأخبر الأمير عن وجودكما ( يذهب )
صعلوك 2:ـ( يجول في الموقف يبحث عن ماء وعن طعام ) أحمق هذا الشرطي ، لا يدرك ان القضية اكبر من وجوده
صعلوك 1:ـ يبدو انه لم يتعلم ان يقابل صعلوكين خالفا اوامر الحكومة ،
صعلوك 2 :ـ توقيف ذابل لا ماء فيه ولا كسرة من رغيف ، إياك ان تضعف امام الامير
صعلوك 1:ـ لا أبدا انا لأول بحياتي اكون مؤمنا بما افعل
صعلوك 2:ـ وايمان يستحق التضحية ( يلتفت بحثا عن الناس ) انهم يراقبوننا
صعلوك 1:ـ مستغربون أذهلتهم شجاعتنا ، ينظرون الينا كصعلوكين يهددان أمن الناس ،
صعلوك 2:ـ دعهم يخافون صعلكتنا خير من ان يتجرأوا على إيماننا ، لكن في كل الاحوال الامير صالح بن وصيف ليس قليل شر
صعلوك1:ـ مجرم له تأريخ عريق بالقتل
صعلوك 2:ـ يقولون انه تركي وهو احد قواد المتوكل ، قتل المعتز واخذ امواله واموال إمه قبيحة،
***
( تنتقل الانارة الى عمق المسرح ، عرش الامير صالح بن وصيف ، يظهر عليه بذخ السلطة وبهرجة العرش وتنافخ التيه ، يقف مدير الشرطة امامه باستكانة ذليلة )
صالح بن وصيف :ـ ما ذا لديك اليوم ؟
قائد الشرطة :ـ الصعلوكان
صالح بن وصيف :ـ وماذا تنتظر ادخلهما
قائد الشرطة :ـ اردت ان أخبرك سيدي الامير بانها قذران يستحقان الموت لجرأتهما
صالح بن وصيف :ـ اعرفهما جيدا ، لا تعرفني بهما ، ادخلهما علي وانا اعرف تدبيري معهما
( يدخل الصعلوكان بكل برود ، ينظران بدهشة الى العرش )
صالح بن وصيف ( يراقبهما لبرهة صمت ) منذ زمن وانا متوعك ، وصحتي على مالا يرام ، انا مريض والمشكلة إني اعرف مرضي ، تعلمت على القتل والذبح ، منذ فترة لم اقتل احدا ، لم أحاسب مجرما ، ويبدو إني تركت القارب على هواكما ، قلت مع نفسي عساهما يعقلان ، يبدو ان العروش لا تستقيم الا بدم وهيبة العروش الحقيقية تصنعها ضحاياه ، تكلما ما لهذا الصمت الاثول ليس من عادتكما السكوت
صعلوك 1:ـ( يتحرك نحو سقاء الماء يبحث عن ماء فهو عطشان ، يشرب وهو يتفرس بوجه الامير ، تعبيرا عن عدم الخوف ) نحن لم نفعل جريمة يا سيدي الأمير
صالح بن وصيف :ـ حقا ؟ جيد انك أخبرتني ، كدت انسى ، تصور إني كدت انسى
صعلوك 1:ـ أطعناك والتزمنا بما أمرتنا
صالح بن وصيف :ـ ( بسخرية ) وأنا أرسلت عليكما لأشكركما على معروفكما الكبير وحسن تصرفكما
صعلوك 2:ـ نحن وافقنا على طلبك ، ولم نسأل عن التفاصيل لثقتنا العالية بمعاليك
صالح بن وصيف :ـ منذ اليوم الاول الذي ارسلتكما فيه ، وانا اساوم هذه الفكرة في راسي ، واقاوم بروحي ما يردني من اخبار واراكما فعلا قادران على إداء المهمة ، وبدم بارد ،دعوني اسألكما عن كل شيء ، كانت معظم الاخبار التي تصلني من داخل السجن عن وضعكما تغيظني ولا اصدقها ،
الصعلوك 1:ـ قررنا ان نحدثك الصدق يا مولاي الأمير ، عسانا ننفعك بشيء
صالح بن وصيف:ـ يبدو ان مخيلتي كانت مفعمة بالآمال وبالثقة العالية بكما ، وبانكما ستنجزان المهمة بأسرع مما كنت اتوقع
الصعلوك 1:ـ هل انت تعرف السجين يا سيدي ؟
صالح بن وصيف :ـ أخبراني عنه
صعلوك 2:ـ هذا الرجل من اولاد رسول الله
صالح بن وصيف :ـ صلى الله عليه وآله وسلم
صعلوك 1:ـ واخلاقه أخلاق جده الرسول في هديه وسكونه وكرامته
صالح بن وصيف :ـ ( وكانه انتبه لنفسه وقد انجرف لموضوعهما / بامتعاض ) وبعد ؟
صعلوك 2:ـ وهو على صغر سنه متقدما على العلماء والرؤساء
صعلوك 1:ـ مكرما عند سائر الناس ، كما كان اباؤه واجداده الائمة الاطهار من عترة الرسول المصطفى
صالح بن وصيف :ـ اسمعاني جيدا يبدو انكما لا تعرفان امور كثيرة ، اذا أردت ان تعرف هوية خليفة اذكر إسم إمام من ائمة أهل البيت في عرشه ، سيهتز العرش بمن فيه ، لمجرد ذكر اسم إمام ، لذلك هم عرضة للتنكيل عند عرش كل خليفة ، فهمتما الامر لو بعد ؟
صعلوك 1:ـ بماذا يغضبهم وهو القابع في السجن يصلي ويصوم ويقرأ القرآن
صالح بن وصيف :ـ امتداد موقعه انتما لا تعرفان التقارير التي ترد اليهم من داخل السجن ،، والخليفة واتباعه يطالبوني بان اضيق عليه ، كيف اضيق عليه السجن واشرس صعلوكين ذهبا الى السجن بمهمة وما عادا ، انا ارسلهما لايذائه والتضييق عليه ، وكانما ارسلتهما ليصليا خلفه ( يقلدهما ) الله أكبر ، بسم الله الرحمن الرحيم ( يمد يده الى الصعلوكين ) قبل الله الصالح من اعمالكم
صعلوك 2:ـ لو تمهلنا الحديث وتتأمل في واقع الأمر ، لكان الأمر غير هذا الامر ، لكنت رحمتنا ورحمت نفسك من هذا الويل ،
( صعلوك 1:ـ ربما تعتقد ايها الامير ان المدة التي قضيناها في السجن بسيطة
صعلوك2:ـ ربما قليلة في حساب الزمن لكنها كبيرة في حساب التجربة
، كل لحظة تمر تعطينا عشرات الدروس في الدين والاخلاق
صالح بن وصيف :ـ وأنا حصلت ايضا على بركات هذه الدروس الكثير من التوبيخ وأحصل على خيبتي واساي ،وتوبيخ ربما يزيلني من الامارة كلها ،
صعلوك 1:ـ هذا السجين هو الامام الحسن العسكري عليه السلام يا سيدي الأمير
صعلوك 2:ـ انه الامام الحادي عشر من ائمة أهل البيت عليهم السلام
صالح بن وصيف :ـ ( توبيخ) هذا انجازكما في السجن اصبحتما من شيعته ؟ هذا الذي اتفقنا عليه ؟ واظن انكما ستطالبانني بالجائزة ؟ انتما تستحقان القتل بدل الجائزة ،
صعلوك 1:ـ نحن يا سيدي الأمير ما تعودنا الخوف لنخاف احد،
اذا انت مقتنع بقتلنا فافعل
صعلوك 2:ـ اننا أردنا ان نسدي لك خدمة ( مع الجمهور ) نحن لسنا اسارى عرش وسلطان ، والا ما كنا صعاليك ، قطاع طرق ، شطار في أذى الناس دون ان يردعنا قانون أو خفنا من سلطة وسلطان ، فكرة ان يهددنا الامير قديـــــــــمة لا تصلح للعمل ، قضينا العمر محكومون بالموت ( مع الامير ) أردنا ان نسدي لك خدمة
صعلوك 1:ـ ( مع الجمهور ) نحن باي وقت من الاوقات اشقياء ، صعاليك ما خفنا الموت يوما ،معقولة اليوم سنخشاه؟ لا طبعا ، هذا الأمير واهم حين يهددنا
صعلوك 2:ـ نريد ان نقول لك هو يتلقى الأذى من ظلم السلاطين ، وهو يعيش الرقابة والإقامة الجبرية ، وأقسى مرحلة مرت به هي مرحلة رقابتك سيدي الامير، سجنك ، سجن الأمير صالح بن وصيف، ومع هذا انقطع الامام الى الله سبحانه تعالى
صالح بن وصيف :ـ اعتقد ان سجني يكفي لصلاة الجماعة
صعلوك 1:ـ مهما قلت هذا يعود لك سيدي الأمير أما أنا أحس بوجع الضمير
صالح بن وصيف :ـ اين كان عنك ضميرك ايام الصعلكة واذى الناس
صعلوك 1:ـ هو هذا السؤال، انا صعلوكا هداني الله على يديه فكيف بمن يصلي وهو بعيد عن الله سبحانه
صالح بن وصيف :ـ أياك ان تتجرأ
صعلوك 1:ـ لا والله لكن مجرد فكرة اني دخلت السجن جاسوسا مسخرا لأذى الإمام هي فكرة موجعة مرعبة
صعلوك 2:ـ كل كلمة كنت اسمعها من سيدي العسكري تعادل عندي الحياة بما فيها ، كل ما انام استيقظ مرعوبا أعلن بين يديه توبتي ، استغفر الله ربي وأتوب اليه
صعلوك 1:ـ ( مع الأمير ) خليك معنا ، لترى ان التفكير مجرد التفكير بالشر مع هذا الرجل يعد كابوسا
صالح بن وصيف :ـ خليكما معي ، انا رجل مطالب من قبل الحكومة ، ان اضايق هذا الرجل أن اجعله يعيش الويل والأسي والهم الثقيل ، ان أجعل السجن عليه عذابا يتمنى من خلاله الموت ، مطالب من الحكومة وفي السجن للحكومة عيون تبرق كل ما يحدث ، عجبا، هل عيون الحكومة صلت معكم جماعة (هههههههههه)جواسيس الخليفة يصلون خلفه، يتضرعون الى الله بين يديه ثم يطالبون بموته ، ، ويعاتبوني ، اخترت له صعلوكين من اقذر الصعالكة قذرين لقصد ايذائه ، وإذا بهم يعودان لي بهذا التدين ما شاء الله ، وبهذا الوقار ما شاء الله ، ويقولون بين سطر وسطر اللهم صل على محمد وآل محمد
الصعلوك1:ـهل نحن نعيش في دولة اسلامية ؟أم دولة كافرة ؟
صالح بن وصيف :ـ اياك والسياسة يا صعلوك
صعلوك 1:ـ هل تراني عندي امكانية تغيير السلطة ، لا يا سيدي الامير انقلاباتهم على بعضهم تكفي
صالح بن وصيف :ـ( بسخرية ) نعم لماذا انتما واقفان تعالا لنجري اجتماعا سريا ندرس فيه احوال البلاد انا امثل الحكومة وانتما تمثلان بني هاشم
صعلوك 1:ـ انا يا سيدي لست قائدا انا رجل صعلوك افهم الذي افهمه على قدر عقلي هداني الله ببركة مولاي الحسن العسكري ، دعني سيدي الامير اسألك سؤالا
صالح بن وصيف:ـ نبدأ الاجتماع ؟ لكن اياك والجرأة فانا امهلتكما الكثير
صعلوك 1:ـ لم نعد بحاجة الى الجرأة ، لكني اسأل ، أيعقل لحكومة مترامية الاطراف لها جيوش وحكومات وسلاطين وامارات ويرعبها أمر سجين واحد ، تضعه في حبس مدعوم بمخابرات وجواسيس من قبل السلطة المحلية وسلطة الدولة ، واجراءات امنية كثيرة وكبيرة
صالح بن وصيف :ـ ستجعلاني احدثكما عن بعض خبايا العرش ، ارسل علي اكثر من خليفة لينبهني خطورة وجود الحسن العسكري على قيد الحياة ،
صوت :ـ يا صالح بن وصيف هل تعرف من هو سجينك ضيق عليه وتخلص منه
صعلوك 2:ـ هذا هو حالنا وقد اطلعت عليه فاحكم بما تشاء ، يبدو اننا اصبحنا في واد والحكومات بواد
صعلوك 1:ـ سيدي الأمير دعني اقص لك حكاية صغيرة من حكايات السجن ، هل سمعت بإسحاق الكندي ، فيلسوف العراق الكبير ، هذا الفيلسوف ناقض القرآن في بعض علومه ،وشغل نفسه بذلك وتفرد به في منزله مع بعض طلابه
صالح بن وصيف :ـ هل الكندي كان معكم في السجن ؟
صعلوك 2:ـ لا لكن احد طلابه
صعلوك 1:ـ حاوره الامام في بعض الامور المهمة والتي تبين خطأ نظريته
صالح بن وصيف :ـ وما الذي حدث ؟
صعلوك 1:ـ ان الكندي تراجع عن مشروعه وحرق جميع منجزه الفلسفي وأعلن التوبة لله
صالح بن وصيف :ـ الكندي ؟ اسحق الكندي ؟
صعلوك 1:ـ سيدي الأمير خليك معنا ولإسمعك قولا واحدا من اقوال الإمام عليه السلام ،
صالح بن وصيف :ـ ( يضحك ) ايها الصعلوكان هل صارت نيتكما ان تشيعاني انا أيضا لاحول ولا قوة الا بالله وما لبني هاشم الا السجون ،هل تركتما لي مكانا معكم في السجن ( يضحك)
صعلوك 1:ـ يقول امامي العسكري عليه السلام
( الله هو الذي يتأله اليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق ، عند انقطاع الرجاء من كل من دونه )
صعلوك 2:ـ يقول إمامي الحسن العسكري من آنس بالله استوحش من الناس
صالح بن وصيف :ـ هههههههههههه تبين ان مسعاكم الحقيقي صار تشيعي بحرفنة الصعاليك ، اذا دعاني انا اسألكما لماذا لم تعتبرا بقول امامكما العسكري وهو يقول ( للشجاعة مقدارا فان زاد عليه فهو تهور )
صعلوك 1:ـ والله هي للإمام عليه السلام لكنك من اين سمعتها
صالح بن وصيف :ـ قلت لكما ان السجن صار مرتعا للجواسيس ، وجميع أحداث الدولة كان يتنبأ بها وتصل تلك التنبؤات الى الحكومة وتدرس
صعلوك 1:ـ كانت هناك محاولة من محاولات المعتز لاغتيال الامام ابتسم لنا وقال سيغتالوه قبل ان يغتالني ،
صالح بن وصيف :ـ انا لا يهمني أمركما ، ولا يهمني حتى أمر الامام ، يهمني عرشي وحكومتي ، ولكني فعلا عندي فضول وفضول كبير،، عن سبب الاهتمام الزائد والمبالغ فيه من الحكومة ضد سجين ، يطالبون ديمومة سجنه ، ويشددون الرقابة كل حين ، دققت في الأمر لأعرف جوهر القضية
صعلوك 1:، نحن نعرف القضية
صالح بن وصيف :ـ ما الذي تعرفانه ؟
صعلوك 2:ـ ان الحكومة تخشى مولود الامم الثاني عشر صاحب الزمان عليه السلام
صالح بن وصيف :ـ هذا هو مرتكز فضولي ، ومكمنه في جملة ترتعد امامها العروش... المهدي .. الامام الموعود الذي يقصم الجبارين ويقيم دولة الحق بامر الله سبحانه ( ينظر الى الصعلوكين ) ارتحتما ؟
( يخرجان من العرش وهما يرددان وخلفهما الجمهور )
الحمد لله قاصم الجبارين
مبير الظالمين
مدرك الهاربين
نكال الظالمين
صريخ المستصرخين
موضع حاجات الطالبين
معتمد المؤمنين
الحمد لله قاصم الجبارين .........................