بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
مصرع يزيد بن عبد الملك . من : 101هـ - 105هـ
مات جزعاً وشوقاً في حب امرأة، وبعد موتها -لثلاثة أيام- يشمها ويقبلها وينظر إليها ويبكي، وقيل : إنه نبشها بعد دفنها من حبه لها، وقيل: مات بمرض السل .
قيل: كان سبب موته أن حبابة لما ماتت وجد عليها وجدا شديدا على ما نذكره إن شاء الله تعالى فخرج مشيعا لجنازتها ومعه أخوه مسلمة بن عبد الملك ليسليه ويعزيه فلم يجبه بكلمة، وقيل إن يزيد لم يطق الركوب من الجزع وعجز عن المشي فأمر مسلمة فصلى عليها، وقيل منعه مسلمة عن ذلك لئلا يرى الناس منه ما يعيبونه به فلما دفنت بقي بعدها خمسة عشر يوما ومات ودفن إلى جانبها، وقيل بقي بعدها أربعين يوما لم يدخل عليه أحد إلا مرة واحدة ولما مات صلى عليه أخوه مسلمة، وقيل ابنه الوليد وكان هشام بن عبد الملك بحمص .
كان يزيد من فتيانهم فقال: يوما وقد طرب وعنده حبابة وسلامة القس دعوني أطير فقالت: حبابة على من تدع الأمة قال: عليك قيل: وغنته يوما :
( وبين التراقي واللهاة حرارة * وما تطمئن وما تسوغ فتبردا )
فأهوى ليطير فقالت: يا أمير المؤمنين أن لنا فيك حاجة فقال: والله لأطيرن، فقالت: على من تخلف الأمة والملك قال: عليك والله وقبل يدها فخرج بعض خدمه وهو يقول سخنت عينك فما أسخفك !
وخرجت معه إلى ناحية الأردن يتنزهان فرماها بحبة عنب فدخلت حلقها فشرقت ومرضت وماتت فتركها ثلاثة أيام لم يدفنها حتى أنتنت، وهو يشمها ويقبلها وينظر إليها ويبكي فكلم في أمرها حتى أذن في دفنها وعاد إلى قصره كئيبا حزينا وسمع جاريه له تتمثل بعدها :
( كفى حزنا بالهائم الصب أن يرى * منازل من يهوى معطلة قفرا )
فبكى وبقي يزيد بعد موتها سبعة أيام لا يظهر للناس أشار عليه مسلمة بذلك خاف أنه يظهر منه ما يسفهه عندهم .
الكامل في التاريخ، ج 5، ص123.
(وقيل : إنه نبشها بعد دفنها ، وبقى سبعة أيام لا يظهر للناس ، وأشار عليه مسلمة بذلك لئلا يظهر منه ما يسفّهه عندهم) ( نهاية الأرب في فنون الأدب: ج21ص400) .
ما ينقل عن حبابة الذي مات من اجلها الخليفة الاموي يزيد بن عبد الملك
وكان يزيد قد حج أيام أخيه سليمان فاشترى حبابة بأربعة آلاف دينار ، وكان اسمها العالية وقال سليمان لقد هممت أن احجر على يزيد فردها يزيد فاشتراها رجل من أهل مصر فلما أفضت الخلافة إلى يزيد قالت امرأته سعدة : هل بقي من الدنيا شيء تتمناه ؟ قال : نعم حبابة فأرسلت فاشترتها ثم صيغتها وأتت بها يزيدا فأجلستها من وراء الستر وقالت: يا أمير المؤمنين هل بقي من الدنيا شيء تتمناه قال: قد علمت، فرفعت الستر وقالت: هذه حبابة وقامت وتركتها عنده فحظيت سعدة عنده وأكرمها .
وسعدة بنت عبد الله بن عمرو بن عثمان ولما مات يزيد لم يعلم بموته حتى ناحت سلامة فقالت :
( لا تلمنا إن خشعنا * أو هممنا بخشوع )
( قد لعمري بت ليلي * كأخي الداء الوجيع )
( ثم بات الهم مني * دون من لي بضجيع )
( للذي حل بنا اليوم * من الأمر الفظيع )
( كلما أبصرت ربعا * خاليا فاضت دموعي )
( قد خلا من سيد * كان لنا غير مضيع )
ثم نادت وا أمير المؤمنينا ! فعلموا بموته والشعر لبعض الأنصار .
وأخبار يزيد مع سلامة وحبابة كثيرة ليس هذا موضع ذكرها .
وإنما قيل لسلامة [ سلامة ] القسّ لأنّ عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار أحد بني جشم بن معاوية بن بكير كان فقيها عابدا مجتهدا في العبادة وكان يسمى القس لعبادته مر يوما بمنزل مولاها فسمع غناءها فوقف يسمعه فرآه مولاها فقال: له هل لك أن تنظر وتسمع فأبى وقال: أنا أقعدها بمكان لا تراها وتسمع غناءها فدخل معه فغنته فأعجبه غناءها ثم أخرجها مولاها إليه فشغف بها وأحبها وأحبته هي أيضا وكان شابا جميلا فقالت له يوماً:
على خلوة . أنا والله أحبك ! قال: وأنا والله أحبك فقالت: وأحب أن أقبلك قال: وأنا والله قالت: وأحب أن أضع بطني على بطنك قال: وأنا والله قالت: فما يمنعك قال: قول الله تعالى : ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ وأنا أكره أن تؤل خلتنا إلى عداوة ثم قام وانصرف عنها وعاد إلى عبادته وله فيها أشعار منها :
( ألم ترها لا يبعد الله دارها * إذا طربت في صوتها كيف تصنع )
( تمد نظام القول ثم ترده * إلى صلصل من صوتها يترجع )
وله فيها :
( ألا قل لهذا القلب هل أنت مبصر * وهل أنت عن سلامة اليوم مقصر )
( ألا ليت أني حيث صارت بها النوى * جليس لسلمى كلما عج مزهر )
( إذا أخذت في الصوت كاد جليسها * يطير إليها قلبه حين ينظر )
فقيل لها سلامة القس لذلك .
( سلامة بتشديد اللام وحبابة بتخفيف الباء الموحدة ) .
وقيل توفي يزيد بن عبد الملك لخمس بقين من شعبان وله أربعون سنة وقيل خمس وثلاثون سنة وقيل غير ذلك وكانت ولايته أربع سنين وشهرا وأياما وكنيته أبو خالد، وكان مرضه السل.
اللهم صل على محمد وآل محمد
مصرع يزيد بن عبد الملك . من : 101هـ - 105هـ
مات جزعاً وشوقاً في حب امرأة، وبعد موتها -لثلاثة أيام- يشمها ويقبلها وينظر إليها ويبكي، وقيل : إنه نبشها بعد دفنها من حبه لها، وقيل: مات بمرض السل .
قيل: كان سبب موته أن حبابة لما ماتت وجد عليها وجدا شديدا على ما نذكره إن شاء الله تعالى فخرج مشيعا لجنازتها ومعه أخوه مسلمة بن عبد الملك ليسليه ويعزيه فلم يجبه بكلمة، وقيل إن يزيد لم يطق الركوب من الجزع وعجز عن المشي فأمر مسلمة فصلى عليها، وقيل منعه مسلمة عن ذلك لئلا يرى الناس منه ما يعيبونه به فلما دفنت بقي بعدها خمسة عشر يوما ومات ودفن إلى جانبها، وقيل بقي بعدها أربعين يوما لم يدخل عليه أحد إلا مرة واحدة ولما مات صلى عليه أخوه مسلمة، وقيل ابنه الوليد وكان هشام بن عبد الملك بحمص .
كان يزيد من فتيانهم فقال: يوما وقد طرب وعنده حبابة وسلامة القس دعوني أطير فقالت: حبابة على من تدع الأمة قال: عليك قيل: وغنته يوما :
( وبين التراقي واللهاة حرارة * وما تطمئن وما تسوغ فتبردا )
فأهوى ليطير فقالت: يا أمير المؤمنين أن لنا فيك حاجة فقال: والله لأطيرن، فقالت: على من تخلف الأمة والملك قال: عليك والله وقبل يدها فخرج بعض خدمه وهو يقول سخنت عينك فما أسخفك !
وخرجت معه إلى ناحية الأردن يتنزهان فرماها بحبة عنب فدخلت حلقها فشرقت ومرضت وماتت فتركها ثلاثة أيام لم يدفنها حتى أنتنت، وهو يشمها ويقبلها وينظر إليها ويبكي فكلم في أمرها حتى أذن في دفنها وعاد إلى قصره كئيبا حزينا وسمع جاريه له تتمثل بعدها :
( كفى حزنا بالهائم الصب أن يرى * منازل من يهوى معطلة قفرا )
فبكى وبقي يزيد بعد موتها سبعة أيام لا يظهر للناس أشار عليه مسلمة بذلك خاف أنه يظهر منه ما يسفهه عندهم .
الكامل في التاريخ، ج 5، ص123.
(وقيل : إنه نبشها بعد دفنها ، وبقى سبعة أيام لا يظهر للناس ، وأشار عليه مسلمة بذلك لئلا يظهر منه ما يسفّهه عندهم) ( نهاية الأرب في فنون الأدب: ج21ص400) .
ما ينقل عن حبابة الذي مات من اجلها الخليفة الاموي يزيد بن عبد الملك
وكان يزيد قد حج أيام أخيه سليمان فاشترى حبابة بأربعة آلاف دينار ، وكان اسمها العالية وقال سليمان لقد هممت أن احجر على يزيد فردها يزيد فاشتراها رجل من أهل مصر فلما أفضت الخلافة إلى يزيد قالت امرأته سعدة : هل بقي من الدنيا شيء تتمناه ؟ قال : نعم حبابة فأرسلت فاشترتها ثم صيغتها وأتت بها يزيدا فأجلستها من وراء الستر وقالت: يا أمير المؤمنين هل بقي من الدنيا شيء تتمناه قال: قد علمت، فرفعت الستر وقالت: هذه حبابة وقامت وتركتها عنده فحظيت سعدة عنده وأكرمها .
وسعدة بنت عبد الله بن عمرو بن عثمان ولما مات يزيد لم يعلم بموته حتى ناحت سلامة فقالت :
( لا تلمنا إن خشعنا * أو هممنا بخشوع )
( قد لعمري بت ليلي * كأخي الداء الوجيع )
( ثم بات الهم مني * دون من لي بضجيع )
( للذي حل بنا اليوم * من الأمر الفظيع )
( كلما أبصرت ربعا * خاليا فاضت دموعي )
( قد خلا من سيد * كان لنا غير مضيع )
ثم نادت وا أمير المؤمنينا ! فعلموا بموته والشعر لبعض الأنصار .
وأخبار يزيد مع سلامة وحبابة كثيرة ليس هذا موضع ذكرها .
وإنما قيل لسلامة [ سلامة ] القسّ لأنّ عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار أحد بني جشم بن معاوية بن بكير كان فقيها عابدا مجتهدا في العبادة وكان يسمى القس لعبادته مر يوما بمنزل مولاها فسمع غناءها فوقف يسمعه فرآه مولاها فقال: له هل لك أن تنظر وتسمع فأبى وقال: أنا أقعدها بمكان لا تراها وتسمع غناءها فدخل معه فغنته فأعجبه غناءها ثم أخرجها مولاها إليه فشغف بها وأحبها وأحبته هي أيضا وكان شابا جميلا فقالت له يوماً:
على خلوة . أنا والله أحبك ! قال: وأنا والله أحبك فقالت: وأحب أن أقبلك قال: وأنا والله قالت: وأحب أن أضع بطني على بطنك قال: وأنا والله قالت: فما يمنعك قال: قول الله تعالى : ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ وأنا أكره أن تؤل خلتنا إلى عداوة ثم قام وانصرف عنها وعاد إلى عبادته وله فيها أشعار منها :
( ألم ترها لا يبعد الله دارها * إذا طربت في صوتها كيف تصنع )
( تمد نظام القول ثم ترده * إلى صلصل من صوتها يترجع )
وله فيها :
( ألا قل لهذا القلب هل أنت مبصر * وهل أنت عن سلامة اليوم مقصر )
( ألا ليت أني حيث صارت بها النوى * جليس لسلمى كلما عج مزهر )
( إذا أخذت في الصوت كاد جليسها * يطير إليها قلبه حين ينظر )
فقيل لها سلامة القس لذلك .
( سلامة بتشديد اللام وحبابة بتخفيف الباء الموحدة ) .
وقيل توفي يزيد بن عبد الملك لخمس بقين من شعبان وله أربعون سنة وقيل خمس وثلاثون سنة وقيل غير ذلك وكانت ولايته أربع سنين وشهرا وأياما وكنيته أبو خالد، وكان مرضه السل.