بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الامامة منصب الهي ونور قدسي وهبة الهية يعطيها الله لمن يستحقها وقد انحصرت بأفراد معينين بالاسم واللقب والنسب لا يمكن ان تتعدى الى غيرهم وذلك لسابق علم الله ومكنون سره وغيبة، وذلك حين عرض الله سبحانه وتعالى الخلق جميعا في عالم الذر، وامرهم بالتكاليف الشرعية وقد أشار سبحانه وتعالى الى ذلك في قوله: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾[1].
وكانت ﴿أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ﴾ منطوي فيها حسب ذلك العالم جميع التكاليف العقائدية والأخلاقية والفقهية، فأجاب من أجاب وتردد من تردد وانكر من انكر، فمنهم من قال بلى انت ربنا ومنهم من قال بلى واضمر (لست بربنا)، وبحسب إجابات المكلفين تحددت مراتبهم في هذا العالم، وكان اول واسرع من أجاب محمد واله الطيبين الطاهرين المعصومين.
عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : (أَنَّ بَعْضَ قُرَيْشٍ قَالَ لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: بِأَيِّ شَيْءٍ سَبَقْتَ اَلْأَنْبِيَاءَ وَأَنْتَ بُعِثْتَ آخِرَهُمْ وَخَاتَمَهُمْ قَالَ إِنِّي كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِرَبِّي وَأَوَّلَ مَنْ أَجَابَ حِينَ أَخَذَ اَللَّهُ «مِيثٰاقَ اَلنَّبِيِّينَ» «وَأَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى» فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ نَبِيٍّ قَالَ بَلَى فَسَبَقْتُهُمْ بِالْإِقْرَارِ بِاللَّهِ)[2].
لذلك اختص لقب الامامة بهؤلاء السابقين الى تلك الإجابة وحينما استجنت النطف في ارحام الوجود وطويت العوالم واخذت بالإدبار، كما في حديث العقل ادبر واقبل ووصل الخلق الى هذا العالم نسي الخلق ما عاهدوا الله عليه في ذلك الموقف
فقد ورد عَنِ اِبْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : (﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ قُلْتُ: مُعَايَنَةً كَانَ هَذَا قَالَ: نَعَمْ فَثَبَتَتِ اَلْمَعْرِفَةُ وَنَسُوا اَلْمَوْقِفَ وَسَيَذْكُرُونَهُ، وَلَوْ لاَ ذَلِكَ لَمْ يَدْرِ أَحَدٌ مَنْ خَالِقُهُ وَرَازِقُهُ. فَمِنْهُمْ مَنْ أَقَرَّ بِلِسَانِهِ فِي اَلذَّرِّ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِقَلْبِهِ، فَقَالَ اَللَّهُ ﴿فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ﴾[3] )[4].
فعند ذلك ارسل الله اليهم مذكرين ومنذرين ﴿رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾[5].
ولم تكن مهمتهم تتعدى التذكير بما استجن في فطرتهم ونسي، وكذا اخبر الله نبيه (صلى الله عليه وآله) قائلا له: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾[6].
فجاءهم بالكتاب المحكم الذي فيه بيان وتفصيل كل الذي يحتاجونه واردفه بالكتاب الناطق حين نصب لهم الادلاء والهداة واحدا بعد اخر، ينص السابق على اللاحق لئلا يدعي الامامة من غير المختصين بها من الله، فكما نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على امير المؤمنين (عليه السلام)، فانّ الإمام علي (عليه السلام) نص على ولده الحسن (عليه السلام) بوصية من رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الله تعالى، والوصاية تشمل الولاية والخلافة والإمامة، وكذا الحسن (عليه السلام) أوصى بالحسين (عليه السلام) وهكذا الإمام السابق نصّ على الإمام اللاحق،
وهكذا كما قال (صلى الله عليه وآله): (انّ وصيي والخليفة من بعدي علي بن أبي طالب وبعده سبطاي الحسن والحسين يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار)[7]
ومنها قول الصادق (عليه السلام): (نَحْنُ قَوْمٌ مَعْصُومُونَ أَمَرَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِطَاعَتِنَا)[8].
وقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل الى أن قال: (فليتول علياً والأئمة من ولده فإنهم خيرة الله عزّ وجل وصفوته، وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة) [9].
وان الامامة _على ما تقدم_ لا مدخلية للعمر فيها، لان ما كان من الله فلله ان يهب من يشاء بغير حساب وان القرآن يدل على ذلك قوله سبحانه وتعالى:﴿وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾ [10].
فدل ذلك على ان صغير المعصوم لس بمانع من عصمته، بل يعد دليلا عليها لاشتماله على الاعجاز الذي يعد من دلائل العصمة لأهل الظاهر.
-----------------------------------------------
[1] سورة الأعراف، الآية:173.
[2] الکافي، ج1، ص441 .
[3] سورة الأعراف، الآية:101.
[4] تفسير القمي، ج 1، ص 248.
[5] سورة النساء، الآية:165.
[6] سورة الغاشية، الآية:22 .
[7] الحمويني، فرائد السمطين، ج2، ص 133 .
[8] أالكليني، الكافي، ج1، ص 269 .
[9] المجلسي، بحار الانوار، ج7، ص 228 .
[10] سورة مريم، آية:12.
اللهم صل على محمد وآل محمد
الامامة منصب الهي ونور قدسي وهبة الهية يعطيها الله لمن يستحقها وقد انحصرت بأفراد معينين بالاسم واللقب والنسب لا يمكن ان تتعدى الى غيرهم وذلك لسابق علم الله ومكنون سره وغيبة، وذلك حين عرض الله سبحانه وتعالى الخلق جميعا في عالم الذر، وامرهم بالتكاليف الشرعية وقد أشار سبحانه وتعالى الى ذلك في قوله: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾[1].
وكانت ﴿أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ﴾ منطوي فيها حسب ذلك العالم جميع التكاليف العقائدية والأخلاقية والفقهية، فأجاب من أجاب وتردد من تردد وانكر من انكر، فمنهم من قال بلى انت ربنا ومنهم من قال بلى واضمر (لست بربنا)، وبحسب إجابات المكلفين تحددت مراتبهم في هذا العالم، وكان اول واسرع من أجاب محمد واله الطيبين الطاهرين المعصومين.
عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : (أَنَّ بَعْضَ قُرَيْشٍ قَالَ لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: بِأَيِّ شَيْءٍ سَبَقْتَ اَلْأَنْبِيَاءَ وَأَنْتَ بُعِثْتَ آخِرَهُمْ وَخَاتَمَهُمْ قَالَ إِنِّي كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِرَبِّي وَأَوَّلَ مَنْ أَجَابَ حِينَ أَخَذَ اَللَّهُ «مِيثٰاقَ اَلنَّبِيِّينَ» «وَأَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى» فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ نَبِيٍّ قَالَ بَلَى فَسَبَقْتُهُمْ بِالْإِقْرَارِ بِاللَّهِ)[2].
لذلك اختص لقب الامامة بهؤلاء السابقين الى تلك الإجابة وحينما استجنت النطف في ارحام الوجود وطويت العوالم واخذت بالإدبار، كما في حديث العقل ادبر واقبل ووصل الخلق الى هذا العالم نسي الخلق ما عاهدوا الله عليه في ذلك الموقف
فقد ورد عَنِ اِبْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : (﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ قُلْتُ: مُعَايَنَةً كَانَ هَذَا قَالَ: نَعَمْ فَثَبَتَتِ اَلْمَعْرِفَةُ وَنَسُوا اَلْمَوْقِفَ وَسَيَذْكُرُونَهُ، وَلَوْ لاَ ذَلِكَ لَمْ يَدْرِ أَحَدٌ مَنْ خَالِقُهُ وَرَازِقُهُ. فَمِنْهُمْ مَنْ أَقَرَّ بِلِسَانِهِ فِي اَلذَّرِّ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِقَلْبِهِ، فَقَالَ اَللَّهُ ﴿فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ﴾[3] )[4].
فعند ذلك ارسل الله اليهم مذكرين ومنذرين ﴿رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾[5].
ولم تكن مهمتهم تتعدى التذكير بما استجن في فطرتهم ونسي، وكذا اخبر الله نبيه (صلى الله عليه وآله) قائلا له: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾[6].
فجاءهم بالكتاب المحكم الذي فيه بيان وتفصيل كل الذي يحتاجونه واردفه بالكتاب الناطق حين نصب لهم الادلاء والهداة واحدا بعد اخر، ينص السابق على اللاحق لئلا يدعي الامامة من غير المختصين بها من الله، فكما نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على امير المؤمنين (عليه السلام)، فانّ الإمام علي (عليه السلام) نص على ولده الحسن (عليه السلام) بوصية من رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الله تعالى، والوصاية تشمل الولاية والخلافة والإمامة، وكذا الحسن (عليه السلام) أوصى بالحسين (عليه السلام) وهكذا الإمام السابق نصّ على الإمام اللاحق،
وهكذا كما قال (صلى الله عليه وآله): (انّ وصيي والخليفة من بعدي علي بن أبي طالب وبعده سبطاي الحسن والحسين يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار)[7]
ومنها قول الصادق (عليه السلام): (نَحْنُ قَوْمٌ مَعْصُومُونَ أَمَرَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِطَاعَتِنَا)[8].
وقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل الى أن قال: (فليتول علياً والأئمة من ولده فإنهم خيرة الله عزّ وجل وصفوته، وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة) [9].
وان الامامة _على ما تقدم_ لا مدخلية للعمر فيها، لان ما كان من الله فلله ان يهب من يشاء بغير حساب وان القرآن يدل على ذلك قوله سبحانه وتعالى:﴿وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾ [10].
فدل ذلك على ان صغير المعصوم لس بمانع من عصمته، بل يعد دليلا عليها لاشتماله على الاعجاز الذي يعد من دلائل العصمة لأهل الظاهر.
-----------------------------------------------
[1] سورة الأعراف، الآية:173.
[2] الکافي، ج1، ص441 .
[3] سورة الأعراف، الآية:101.
[4] تفسير القمي، ج 1، ص 248.
[5] سورة النساء، الآية:165.
[6] سورة الغاشية، الآية:22 .
[7] الحمويني، فرائد السمطين، ج2، ص 133 .
[8] أالكليني، الكافي، ج1، ص 269 .
[9] المجلسي، بحار الانوار، ج7، ص 228 .
[10] سورة مريم، آية:12.