إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفة عند معنى كونِ الزهراءِ كفؤٌ لأميرِ المؤمنين عليهما السلام وهو كفؤٌ لها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفة عند معنى كونِ الزهراءِ كفؤٌ لأميرِ المؤمنين عليهما السلام وهو كفؤٌ لها

    وقفة عند معنى كونِ الزهراءِ كفؤٌ لأميرِ المؤمنين وهو كفؤٌ لها
    :
    ❂ يقولُ إمامُنا الصادقُ مُتحدّثاً عن أُمّهِ الزهراء:
    (لولا أنّ أميرَ المؤمنين تزوّجَها ما كان لها كُفؤ إلى يومِ القيامةِ على وجهِ الأرض آدمُ فمَن دُونَه)
    [علل الشرائع]
    〰〰〰〰〰〰
    [توضيحات]
    ✦ قولِهِ: (ما كان لها كُفؤ) الحديثُ هنا ليس عن كفاءةٍ أرضيّة،
    إذ لو كانت الكفاءةُ أرضيّةً.. فلماذا بدأ التزويجُ في السماء؟!

    هذه الكفاءةُ بين عليٍّ وفاطمة هي في المرتبةِ الإلهيّةِ لوجودِهم "صلواتُ الله عليهم"
    والمرتبةُ الإلهيّةُ تعني: الإمامةَ بكلّ شؤونِها وتفاصيلِها،
    فعليٌّ إمامٌ، وفاطمةُ التي هي كفؤهُ إمامٌ أيضاً، وكلاهما إمامٌ للأئمةِ مِن ولْدِهما

    أمّا مسألةُ أنّ عليّاً إمامٌ لفاطمة.. فهذه عمليّةٌ تنظيميّة بلحاظِ حاجةِ الخلقِ لا بلحاظِ ذواتِهم الطاهرة "صلواتُ الله عليهم"
    كما هو الحالُ مع الحسنِ والحسين، فالإمامُ الحسنُ كان إماماً للحسين بهذا الّلحاظ.. وهكذا،
    أمّا بلحاظِ ذواتِهم الطاهرة فهم نورٌ واحد، «أوّلهم محمّد، أوسطهُم محمّد، آخرُهم محمّد، كلّهم محمّد»
    ولكن بلحاظِ حاجةِ الخلق وتنظيمِ شؤونِ العبادِ تكونُ هذه التراتبيّةُ وهذه التشكيلاتُ في أنظمةِ الإمامة

    أمّا هذه العبارة التي وردت في الروايات في وصفِ زواجِ عليٍّ وفاطمة: «زوّج النورَ مِن النور»
    فهي تعني التطابقَ والتكافؤ في طبقةِ النوريّة،
    وهذا التكافؤ النوريُّ بينهما حين يتجلّى في العالمِ الأرضي.. فالآثارُ الظاهرةُ مِن تلكم النوريّة ستكونُ مُتطابقةً أيضاً في هذا العالم،
    فعليٌّ وفاطمةُ إمامانِ في العالمِ العلويّ وهما إمامانِ في العالمِ السُفليّ أيضاً،
    وهذا التعبيرُ واضحٌ في قولِهِ تعالى:
    {مَرَج البحرينِ يلتقيان* بينهما برزخٌ لا يبغِيان}

    معنى "مَرَج البحرين": أي أجراهما وأطلقهُما، وراحا يتحرّكان بحريّةٍ كما يُريدان،
    مِثلما نقول في لغةِ العرب: أنّ الراعي مرج أغنامَه، أي أخذها للمروج وأطلقها على رِسْلها تأكلُ بحسبِ ما تريد،
    فلأنّه أعطاها الحريّة وأطلقها.. فكأنّ هذه الأغنام صارت جُزءاً من هذه المروج، لذلك يُقال: مرج الراعي أغنامَه

    كذلك الحالُ مع البِحار، حينما تُطلَقُ البِحارُ لتجري في مَجراها كما تُريد.. فإنّ الذي أطلقها قد مَرَجها،
    هذا هو المعنى الّلغوي لعبارة: (مَرَج البحرين)

    أمّا معنى هذه الآية فيُبيّنهُ إمامُنا الصادق،
    فحين سُئل عن معنى قولِهِ: {مرَجَ البحرينِ يلتقيان* بينهما برزخٌ لا يبغيان} قال:
    (عليٌّ وفاطمة بحرانِ مِن العلمِ عميقان، لا يبغي أحدهما على صاحبِه)
    [الخصال]

    فعليٌّ كفءُ فاطمةَ وفاطِمةُ كفءُ عليٍّ، والأحاديثُ جاءت واضحةً لبيان هذا المعنى: (لولا عليٌّ فإنّ فاطِمة لا كُفء لها)
    فالحديثُ عن الكفاءةِ هنا: هو حديثٌ عن الإمامة، لأنّها العنوانُ الأوّل والأبرز

    ففاطِمةُ إمامٌ وعليٌّ إمامٌ أيضاً.. لكنّ عليّاً إمامٌ ناطق وفاطِمةُ إمامٌ صامت، ولذلك يكونُ عليٌّ إماماً لفاطمة من هذه الجهة

    وحين نتحدّثُ عن إمامٍ ناطقٍ وإمامٍ صامت.. هذا لا يعني أنّ هذا الإمامَ الصامتَ سيبقى صامتاً للأبد،
    فناطقيّةُ الإمامِ وصامتيّةُ الإمامِ محكومةٌ بالظروفِ الموضوعيّة،
    فالإمامُ المُجتبى مثلاً كان إماماً مِن الجهةِ التأريخيّة، ولأنّه كان قبل الحسينِ مِن جهةِ الظروفِ الموضوعيّة.. لذلك كان هو الإمامُ الناطقُ وكان الحسين إماماً صامتاً مادام الحسنُ إماماً ناطقاً،
    معنى إماماً ناطقاً؛ يعني إماماً فعليّاً،
    فإذا ما استُشِهد إمامُنا الحسنُ ورحل عن الدنيا فإنّ الحسينَ سيكونُ إماماً ناطقاً والسجّادُ سيكونُ إماماً صامتاً، وهكذا

    كذلك سيّدُ الأوصياء كان إماماً صامتاً زمنِ رسولِ الله،
    والزهراء كانت إماماً صامتاً في زمنِ إمامةِ سيّدِ الأوصياء، والإمامُ الناطقُ يكونُ إماماً للإمامِ الصامت،
    تلك هي حِكمةُ النظام ودقّةُ التدبير،
    هكذا أراد الله، وهكذا أراد محمّدٌ وعليٌّ "صلّى اللهُ عليهما وآلهما"

    ✦ قوله: (بينهما برزخٌ لا يبغيان) أي لا يزيد أحدُهما على صاحبِه،
    وقطعاً ليس المُرادُ مِن البغي هنا الظُلم، فليس مِن ظُلم يُمكنُنا أن نتصوّرَهُ في هذه الأجواء.. فالحديثُ هنا عن الإمامةِ النقيّةِ المُطهّرةِ مِن كلِّ ظُلمٍ في كلّ مراتبِهِ وأشكاله،
    الحديثُ عن إمامةِ عليٍّ وفاطمة وأبنائهما

    وإنّما المُراد؛ أي لا يزيدُ أحدُهما على صاحبِه، فعليٌّ كُفؤٌ لفاطمةَ وفاطمةُ كُفؤٌ لعليّ، في منزلةٍ واحدة، وفي مُستوىً واحد،
    ومِن هنا فإنّ الذي لا يعتقدُ بإمامةِ فاطمة فإنّه مُنكرٌ لإمامةِ عليٍّ،
    لأنّ الزهراء كُفؤٌ لأمير المؤمنين،
    فكما أنّ أميرَ المؤمنين إمامٌ مِن الأئمة.. فالزهراءُ إمامٌ أيضاً،
    بل هي إمامٌ للأئمةِ مِن وُلدها الأطهار، كما يقولُ إمامُنا العسكري:
    (نحنُ حُجَجُ اللهِ على الخَلْق وفاطمة أُمّنا حُجّةٌ علينا)
    فإذا كانت الزهراءُ إماماً للأئمة الأطهار مِن وُلدها.. فكيف لا تكونُ إماماً لنا "صلواتُ الله عليها"؟!
    ➖➖➖➖➖➖
    منقولة

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X