تويت
مهلا ايها الوقت ، مهلا ايتها الساعات ، شوارعنا حزينة تفتقد مؤنسيها م̷ـــِْن الزائرين والحزن فرش اجنحته علـّۓ سرادقها وأصحابها الذين انهوا الخدمة ولم تنته مشاعرهم التي تُحكيها ذكريات الضيافة ويجسدها الحب لأنها رُسمت اجمل اللوحات الفنية واروعها لفنانين وماهم بفنانين علـّۓ ذلك الطريق الممتد بلا حدود . فها هي المسيرة المليونية لملمت اشيائها متجهة بعنفوانها ، مسرعة الخطى الى مقر المجد والخلود الى صاحب القبة المضيئة ، ساروا وتركوا ورائهم القصص والحكايات ، تعلوهم الهمم بالوصول الى الهدف حيث مركزه دائرة الشوق والانتظار التي رسمت اقطاره كربلاء حيث استقبلت الكثير وما زالت ، لقد بدأت جموع الزاحفين تهفو قلوبها صوب كعبة الاحرار ، والارواح تخفق لهفةً للالتحاق بركب العاشقين ، انها كربلاء بأهلها وشجرها وشمسها تنتظر بشغف ذلك الحدث، ستصل ذروتها تلك الخطوات ويشتعل لهيبا ذلك الحماس ستُدق ابوابها بأنامل الدموع والآهات ،الكل بانتظار وفد الامام الحسين ، المتمثل بالحوراء زينب. ، التي مازالت تشق الطريق بلهفة الاشتياق التي تنسيها ضرب سياط الاعداء، وتغض الطرف عن النظر لأطفال يأمرونهم بالمشي السريع ويحملّهم ٌ الطريق عبئ العثرات
واسياطهم تتلوى على ظهورهم ويُطفؤن نار الألم بماء الامل بأنهم سيلتقون بحبيبهم الحسين بعد فراقه م̷ـــِْن الايام اربعين . هذه الحشود كأني بها تسمع صوت أنين يشكو الفراق يقترب رويدا رويدا ، وخطى اقدام مسرعة لم تكترث للتعب الذي انهكها ، ولافتة كشفت الرياح مادون عليها ( يالشوق الحسين ) انها زينب ، منشغلة بترتيب عباءتها لعلها مهتمة بحقيبتها ! لَـگِنْ لا ، الامر اهم م̷ـــِْن حقيبة ، ويأتي الجواب من العطر الذي انتشر كلما تتقدم في سيرها انها تحمل تحت العباءة رأس اخيها . لله درك اي صدر تحملين ، انها تحمل الأمانة وحكاية بطل شجاع ظل يذكرها التأريخ عبر السنين . سيدة الطهر زينب يابنة الأمير ينتظرك المحبون فكما كان عبد الله الانصاري قد تشرف بلقياك في ذلك الحين ، الان استنفرت الطاقات وتهيء الجميع وفتحت ابوابها كربلاء تنتظر م̷ـــِْن صفر عشرينه يوم رجع للجسم حقه ورجع الى البدن رأس الشهيد ، لينام بهدوء ولكن هيهات هيهات ، الان بدأت الثورة ثورة الفكر ، والحق ،ثورة الانتصار ، والتهيئ لبناء الانسان ودولته القادمة للقضاء علـّۓ الظلم وقلع جذوره ، فالقصة بدأت م̷ـــِْن جديد وبأنامله الشريفة يكتبها الحسين .فالشهادة هي البداية. لانه كان يخطط لثورة امة لا ثورة شخص ،وثورة الامة لاتنتهي بانتهاء الشخص ولاتنتهي بقتله . لقد خطب الامام الحسين وشرح اهدافه وفكره وقدم نفسه ومهجته وولده وعائلته م̷ـــِْن اجل اعلاء كلمة •اللّـہ̣̥ واعلاء الحق ..لقد رسم الطريق للامة وعلى الامة ان تكمل المشوار باخلاص .