تويت
لعل من التضييق في دائرة الفهم إختزال مناقب المولى "أبي الفضل العباس عليه السلام " بالشجاعة، والمبالغة بالوفاء فقط - وإن كانتا تلكم فضائل محورية في مقاماتهِ السامية - لكن هنالك ثـَمـّةَ مزايا لأبي الفضل بلـغت بـه رُبى الكمالات
تتشظى منى الطامحين وغير الطامحين من ولوج ما أعِد لهم من توفيقاتٍ بالنحو الذي تتجه بوصلة آمالهم صوب إتجاهات المستحيل ، وذلك نتيجة حتمية لعوامل رئيسية عِدة ؛ منها إن الفرد يشعر أحيانًا إن ليس بمقدوره بلوغ درجة ما، بزحمة من هم اكثر منه أهلية ، وأحيانًا أخرى يشغلهم الحسد والتربص معًا من البحث عن الإستحقاقات التي حتمًا منحهم الله تعالى إياهم، لكن لمذا لانتسائل كيف ارتقى ابو الفضل كل الدرجات العاليات في زمنِ تواجدَ فيه بين أربعة معصومين في حقب مختلفة ؟! سيما وإن تميزهُ كان مماثلاً لما يضطلع به المعصوم ، اي ليس بتخصص أخر كتخصص عمــّـه جعفر بعلم الأنساب مثلاً ؟!
إن من المفاهيم الواضحة في أنماط القيادة المعصومة أن يكون المعصوم في زمن المعصوم صامتًا ، أي لا قرار له رغم ثبوت النص بعصمته ووجوب إضطلاعه بمهامّ الإمامة خلفًا لمن سبقه.. لكنما العباس مع إنه غير معصوم في زمن معصومين ، إستطاع أن يحرز له مكانًا مرموقًا ، لم يَبخس التأريخ منه نقيرًا . أليسَ في أبي الفضل منيةٌ للآملين بنيل ماأُعِد لهم من نصيب ؟!
ولأن الله اعطانا القابليات ، فنحن نحتاج لإستثارتها وإخراجها من مكامن الصدور بالتوكل عليه والتسليم له وكذلك النأيِ بجانبنا عمّـا بيد الآخرين ؛ لأن ذلك محبط للتطلعات .
كل الدرجات التي نالها أبو الفضل العباس عليه السلام تأتّى من إرتباطه الوثيق مع الله تبارك وتعالى ، وأصدق دليل على ارتباطه بالله تعالى ما ورد عن المعصوم
حيث قال الامام الصادق ع "كان عمّي العبّاس بن علي نافذَ البصيرة ، صُلبَ الاِيمان" وما ترجمتهُ إرجوزته"
والله ان قطعتـم يميـني أني أحامـي أبداً عـن ديني وعن إمام صادق اليقـينِ نجل النبي الطاهـر الأمـين.. حيث قدم الدين على كل شيء وقدّم الإلتزام بطاعة الامام الحسين بوصفهِ أمامهِ لاأخيه في إنصهار تام لكل أشكال العصبية حتى العاطفية منها على اقل تقدير