إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محمد ياسين كوسه ثقافة الإصغاء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد ياسين كوسه ثقافة الإصغاء



    اهتم الباحثون في علم النفس بمسألة الإصغاء كونه الطريقة المثلى لحل المشكلات التي تعيق تفاعل الانسان مع محيطه ابتداءً من الأسرة حتى المجتمع بأكمله في مجمل علاقاته ..
    ويساهم الإصغاء في صناعة الوعي وتبني الثقافة السليمة ونشرها في المجتمع للرقي به ، ولتشكيل أسلوب حضاري يرفع من قيمة الإنسان والمجتمعات بشكل عام ويلغي الإنطواء وحالات عدم تفاعل الفرد مع محيطه وعدم انصهاره في بوتقة العلاقات الإنسانية ، واستئصال خصال التهميش والتجاهل من قائمة أساليب التواصل بين الأفراد الأمر الذي من شأنه ان يسمو بثقافة الأفراد والمجتمعات على حد سواء .
    ثلاثة عناصر تتحكم بإنشاء تواصل الفرد مع الآخر في علاقاتنا الإجتماعية المرسل والمتلقي والرسالة ، وهي وسيلة من وسائل الاتصال ويختلف التلقي ويتفاوت حسب الأسلوب والذي يتبع بدوره إلى أهمية الرسالة من استماع إلى إنصات إلى إصغاء وهو أعلى درجات التواصل ، والإصغاء هو مزيج من التأمل اللحظي الآني والانتباه الجيد والتركيز والحوار الصامت الواعي المتركز في الاستماع المرافق لاهتمام والذي يوحي بالاستجابة و بوجود كلام هام جداً مؤجل إلى مابعد انتهاء المتكلم بعرض مشكلته .
    ويكون الإصغاء بمشاركة الأذن والعين معاً ويحتاج إلى معرفة المصغي بلغة الجسد التي تبث رسائل بشكل متواصل كحركة اليدين والرأس إلى ماهنالك .. خلال الحوار لكون الإصغاء عملية حسية تشترك فيها عدة حواس معا لتلقي الرسالة بكل أبعادها وهنا يبرز عنصر هام في التواصل وهو الحركات التعبيرية التي تقوم بها العين وهنا يرسل المتلقي نوعاً من الاستجابات تشعر المرسل بوضوح الرسالة واهتمام المتلقي وتركيزه وتحثه على الاستمرار .
    ويصنف الإصغاء على انه مهارة من المهارات الإنسانية والتي تكفل اتصالا جيداً لاستيعاب الآخر والإحاطة بالمشكلة وتخفيف حدة الغضب وتحقق بعدها الإنساني والتربوي كونها وسيلة تفاعلية وإلا أعطت رد فعل عكسي دفاعي او عدائي . ويتجسد الإصغاء ببث رسائل توحي بأهمية المشكلة وضرورة متابعتها والانصات إلى محدثها .
    إذاً الاصغاء ليس متاحاً للجميع بل لمن يمتلكون موهبة الهدوء واحتواء الغضب وإعطاء كل جزئية من الكلام أهمية خاصة
    وفهم الواقع الانفعالي للآخر .
    ولابد من تبني ثقافة الإصغاء لدى مجتمعنا بشكل عام وفي العملية التربوية خاصة من خلال الأسرة أو المؤسسات التعليمية فهو أسلوب حضاري راقي متطور كفيل بصون العلاقات الاجتماعية وكما قيل ( كن مستمعاً جيداً لتكن متحدثاً لبقاً ) .
    وذلك باستخدام أساليب معينة لفهم الآخر من بث الطمأنينة والراحة النفسية ، الحوار اللطيف ، تفهم الآخر الهدوء وعدم الانفعال ، خلق جو مناسب يشعر الآخر بالراحة ..
    ولابد من استخدام تقنيات أكد على ضرورتها كارل روجرس مؤسس علم النفس الانساني منها :
    - الانعكاس وإعادة التعبير واعادة الصياغة : وذلك بإعادة كلام المرسل بصيغة أخرى الغاية منها إشعاره بالاهتمام والاستماع الجيد لحديثه ومشاركته هواجسه ، وان يخبره بالمحتوى الانفعالي كما وصله ، ويلاحظ استجاباته .
    - الأسئلة المفتوحة والمغلقة : فالأسىلة المفتوحة يراد منها جواب مفصل ، والمغلقة جواب مختصر كطريقة حوارية توحي بالاهتمام .
    - الصمت : الإيحاء بأن مستمعه يفكر بالأمر لأهميته .
    - التخصص : وهو دفع المتكلم إلى توضيح أقواله والتركيز على الهام والمفصلي فيها كاستعادتها بطريقة غير مباشرة.
    - التذكير بالحاضر اي إشعار المتكلم بالوعي لحاضره وللحظته التي يعيشها دون انفصال عن الماضي .
    - المواجهة : عرض تناقضاته ، وضوح اعترافاته ، مساعدته على رؤية نفسه بشكل واضح .
    ودعمه وبث الطمأنينة فالإصغاء كفيل ببناء علاقة جيدة مع الآخرين وتعزيز الثقة بالذات والتعرف على خفايا النفس .
    إذاً فالإصغاء هو سمة حضارية ، وثقافة تنم عن الوعي ، وعلى الجميع الاهتمام بنشر تلك الثقافة وتعميمها في محاولة لجعلها عنوان حضاري تتصف به مجتمعاتنا .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X