سؤال تعمره اجوبة من سنا الواقع التاريخي، اذ شهد التاريخ معركة ارادها الامويون حربا اعلامية على مدى مفتوح ، فارادوا ان يحتفلوا بالطف نكاية بأهل البيت عليهم السلام وأنكأوا قلب الولاء ، لم يكتف عبيد الله ابن زياد بان يكون سهمه من اللعنة لهذا الحد، قتل الحسين عليه السلام حرق الخيام وذبح الرؤوس وسبي الحرم الحسيني وجني النار لتحرق ما تبقى من دم ، انفذ رسوله عبد الله بن ابي الحارث السلمي الى عمرو بن سعيد بن العاص والي المدينة مبشرا بقتل الحسين عليه السلام فدخل على عمرو بن سعيد، سأله ما وراءك اجابه خبرا يسرك ،قتل الحسين بن علي عليه السلام، فقال عمرو لعنة الله عليه هذه واعية بواعية عثمان بن عفان ، وراح ينشر الخبر وكأنه بشرى بعثها الله لقلب سابح بالأثم والغرور، صعد المنبر وخطب بالناس واعلمهم بذلك وأطلق البهجة اشتعالات فرح تحمل نداوة الجرح سيوفا في خاصرة الولاء ، اذن هي طف اخرى وحرب أخرى وبدل حرق الخيام صار الحرق قلوب وما دام هناك حسين في القلوب سيكون الرد فعظمت واعية بني هاشم واقاموا سنن المصائب والمآتم ، وكان لبنات عقيل دور مهم قيادة الرد الحسيني ليهز عروش الطغاة ، لا أحد فيهم كان يتصور ان ضياء الحزن يمتلك هذا النور وبعث الحياة بما اعتقدوه مات ، أو قتل واذا أوقدوا طفا في مشاعر الناس وانقلابهم نفسيا من اعداد اراده الطغاة الى اسى مقتل الحسين اسماء بنت عقيل خرجت في جماعة من نسائها انتهت الى قبر رسول الله فلاذت به التفتت الى المهاجرين والانصار
( ماذا تقولون ان قال النبي لكم
يوم الحساب وصدق القول مسموع
خذلتم عترتي أو كنت غيبا
والحق عند ولي الأمر مجموع )
فصار الحزن ردعا للطغاة ،هل من يسد نوافذ قصور الطغاة ، فصار نبض المدينة ما قالته اسماء بنت عقيل ، البكاء حين يرفع رايات نصرة من معين الولاء ، الشفاه تزهر بكلمات نابعة من الشجى ،
واذا بهجمة أخرى يتلقاها أمير الصدى من يريدها واعية بواعية ، هذا أفق الولاء صرخة بني هاشم يرص الصفوف ، تخرج زينب بنت عقيل في نساء قومها
وهي تنادي واحسيناه واخوتاه واهلاه وامحمداه وتقرأ نبضات القلب في آتون سؤال
ماذا تقولون إن قال النبي لكم
ماذا فعلتم وانتم آخر الأمم
باهل بيتي وأنصاري اما لكم
عهد كريم اما توفون بالذمم
صار والي المدينة يخاف من غده ، يخاف توحد النبض ، لم تكن الرؤى الأموية تعي معنى أن تنهض الروح ، الحسين أمة لتطفأ زيف الطغاة وتكبر حجم المواجهة بعودة بقية الركب الحسيني الى المدينة المنورة / مدينة جدهم ، مسقط رؤوسهم وموطن احبتهم ، لابد ان تكون العاطفة عصف وزلزال ، من وجع اليقين جيشا خارقا لايدرك سطوته الواهون الا حين يرديهم الموت ذلا ، ومع هذه العاطفة تقرن المبادىء الحسينية والمنهج الحسيني جداول من ثراء المنهج الحسيني ، فكان اقامة العزاء ، والمآتم شيدت الجذر ورحلة النصرة والمواسآة سبيل ، نضج البكاء ليكون صرخة بوجه العابثين ، تنمو على مواقد الصبر تحت عروشهم السقيمة، واينعت الادعية ذات المضامين الفكرية والثورية المؤمنة تنور الافكار وتوقظ المجتمع من سبات الغفلة ، لتتمسك بالقرآن والعترة ، فكان للامام السجاد قائد حملات الوعي يجر الجداول في عمق المعنى ،
ليمزق الإعلام المشوه ويقلب على الحكام وبين الحقائق والمستور ، فكان النهج سلوكا قويما يمتلك العقل والتأثير ، لا الانفعال ، لهذا اراد يوقد النصرة في افق قادر على بث روح الفجر الحسيني بالمشع من ايمان فكان لها بشر بن حذلم ، لما قربنا من المدينة نزل الامام علي بن الحسين عليه السلام حظ رحاله وضرب فسطاطه وانزل النساء ، :ـ يابشر ، :ـ قلت .. ركبت الفرس وركضت حتى دخلتها وما ان بلغت مسجد النبي صلى الله عليه واله وسلم رفعني الصوت الى خصب النداء ،
يا اهل يثرب لامقام لكم بها
قتل الحسين فادمعي مدرار
الجسم منه بكربلاء مضرج
والرأس منه على القناة يدار
هذا علي بن الحسين مع عماته واخواته قد حلوا بساحتكم ونزلوا بغنائكم وانا اعرفكم بمكانه
بدأ الهجوم الوجداني يهز عروش الطغاة صارت النار لهب في قلوبهم المستعرة في فسحة من فزع العروش شح صوت الولاة ما بقين في المدينةمخدرة والا محجبة الا برزت من خدورهن واعيات بالويل والثبور لعروش الطغاة واذا بعمرو بن سعيد والي المدينة يرتعش بوحدته ، بضلالته ، وصار يدرك الثبور ، ماذا اثمرت الاماني الضالة ليلق بها الماء في النار في الريح ، كيف للدماء ان تنهض للتراب ان يصير بروجا للصبابات ، ها انا يقول عمرو بن سعيد عشت الخوف وانا وسط العرش عطشت وانا في الماء ، شهقت خلايا الكون هل اطلع لأوسايهم وخطاب الامس شماتة الحقد العجيب الست أنا الذي صرخت هذه واعية بواعية عثمان ، والحقيقة نعلم انا صغنا من دم عثمان سيوفا نخدع بها الواهين ، البكاء صار اليوم في كل عين اينك يا عبيد الله بن زياد لترى أهل المدينة وهم يخرجون لأستقبال بقية الركب الحسيني يا الهي هذا هو النصر ممكن ان نخدع الناس فهل نخدع انفسنا ايضا