كان صاحبي يحضر الكثير من النقاشات ويجلس مستمعا دون ان ينبس بكلمة. فهو رجل بسيط الثقافة، قليل المعلومات، متلعثم العبارة عند النقاش... وفي آخر أمسية نقاشية انبرى بلهجة صارمة يتحدث والجميع يستمع اليه وهو يحلل الواقع العراقي فقال: لا يمكن فهم الواقع العراقي دون النظر باتجاه قضية (دارفور) ومحنة (دارفور). ولا يمكن حل معضلة العراق الا بالنظر اتجاه (دارفور) ومشكلة (دارفور) ومحنتها لنفهم منها حجم معاناتنا والعيب الوحيد الذي وقعنا فيه اننا تجاهلنا قضية (دارفور) تماما وانتهى الحديث وكفانا الله شر القتال.
سألت صاحبي حين خرجنا من الامسية: مالك و(دارفور)؟ فاجابني فورا: حقا نسيت ان أسألك ما هي (دارفور)؟