إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأنفتاح على الذات

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأنفتاح على الذات



    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    لو تأمّل كلّ إنسان في ذاته، واستقرأ حياته وأوضاعه، لوجد أنّ أفكاراً يتبناها، وصفات نفسية وشخصية يحملها، وسلوكاً معيناً يمارسه، وأنّه يعيش ضمن وضع وقالب يؤطر حياته الشخصية والاجتماعية.
    والسؤال الذي يجب أن يطرحه الإنسان على نفسه هو: هل انّه راضٍ عن الحالة التي يعيشها؟

    وهل يعتبر نفسه ضمن الوضع الأفضل والأحسن؟

    أم أنّه يعاني من نقاط ضعف وثغرات؟

    وهل ما يحمله من أفكار وصفات وما يمارسه من سلوك شيء مفروض عليه لا يمكن تغييره أو تجاوزه؟

    أم أنّه إنسان خلقه الله حرّاً ذا إرادة واختيار؟

    إنّ هذه التساؤلات كامنة في نفس الإنسان، وتبحث عن فرصة للمكاشفة والتأمّل يتيحها الإنسان لنفسه، لينفتح على ذاته، وليسبر غورها، ويلامس خباياها وأعماقها. ورغم حاجة الإنسان إلى هذه المكاشفة والمراجعة، إلا أنّ أكثر الناس لا يقفون مع ذاتهم وقفة تأمل وانفتاح لأسباب، أهمها ما يلي: أوّلاً - الغرق في انشداد الحياتية العملية، وهي كثيرة ما بين ما له قيمة وأهمية، وما بين ما هو تافه وثانوي.

    ثانياً - وهو الأهم، انّ وقفة الإنسان مع ذاته تتطلب منه اتخاذ قرارات تغييرية بشأن نفسه، وهذا ما يتهرب منه كثيرون، كما يتهرب البعض من إجراء فحوص طبية لجسده، خوفاً من اكتشاف أمراض تلزمه الامتناع عن بعض الأكلات أو أخذ علاج معيّن.

    في تعاليم الإسلام دعوة مكثفة للانفتاح على الذات ومحاسبتها، بعيداً عن الاستغراق في الاهتمامات المادية، والانشغالات الحياتية التي لا تنتهي. ورد في الحديث عن رسول الله (ص): «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا». وعن الإمام عليّ (ع): «ما أحق الإنسان أن تكون له ساعة لا يشغله عنها شاغل، يحاسب فيها نفسه، فينظر في ما اكتسب لها وعليها في ليلها ونهارها». إنّ لحظات التأمّل ومكاشفة الذات تتيح للإنسان فرصة لمراجعة أخطائه ونقاط ضعفه، وتدفعه لتطوير ذاته نحو الأفضل. يقول الإمام عليّ (ع): «ثمرة المحاسبة إصلاح النفس». ويقول (ع): «مَن حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر». ولعل من أهداف قيام الليل حيث ينتصب الإنسان خاشعاً أمام خالقه، وسط الظلام والسكون، إتاحة هذه الفرصة للإنسان.

    فصلاة الليل فرصة حقيقية للخلوة مع الله، ولا ينبغي للمؤمن أن يفوت ساعات الليل في النوم أو الارتباطات الاجتماعية ويحرم نفسه من نصف ساعة ينفرد فيها مع ربه، بعد انتصاف الليل، وهو بداية وقت هذه الصلاة المستحبة العظيمة، وينبغي أن يخطط المؤمن لهذه الصلاة حتى تؤتي بأفضل ثمارها ونتائجها، فيؤديها وهو في نشاط وقوة، وليس مجرد إسقاط واجب أو مستحب، بل يكون غرضه منها تحقيق أهدافها، قال عزّ وجلّ: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا» (الإسراء: 79). وقال (ص): «إنّ العبد إذا تخلى بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت الله النور في قلبه.. ثمّ يقول جلّ جلاله لملائكته: ملائكتي انظروا إلى عبدي فقد تخلى بي في جوف الليل المظلم والبطالون لاهون والغافلون نيام اشهدوا أني غفرت له».

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X