تويت
لا بد لأي نقد موضوعي أن يتمحور في مصداقية الرؤى التي تمتلك {الوجدانية والوعي والمعرفة والأخلاص} وتلك محصّنات تحريزية تبعد عنها التأثر السلبي لتحليلات مسيسّة من قبل دوائر مخابراتية وبعض التحزبات المريضة- إلا فليس من المعقول أبداً أن يكرر المواطن الواعي بطريقة ببغائية ما تشيعّه الفضائيات والاعلاميات العربية وبعض إعلاميات الحزب المنهار وبما اننا نتكلم عن الوعي فالوعي مستقل لا يتبع بطبيعته إلا إلى الصالح الوطني العام..
سعت تلك الفضائيات لتعبئة الشارع بنقد عشوائي يقارن بين عهدين عهد الطغاة وعهد الحكام الشيعة كما يسمونه ولا أدري كيف تناست تلك الفضائيات لولا هذه الحرية المتاحة الآن لما استمع إليها أو شاهدها أحد من العراقيين بعدما حرم النظام الطاغوتي كل وسائل الانفتاح- وهل يستطيع أحد في العالم أن ينكر أن العراقي كان أينما يهاجر يأخذ خوفه معه ولا يقدر أن يتجرأ على نظام الطاغية بحرف لكونه يعلم أن يد الجور تصله إلى أي مكان في العالم..
والآن بحبوحة الحرية جعلت من المواطن إذاعة متنقلة يطالب وينقد ويشتم ويسب على هواه دون خشية من أحد وهل يقدر أن ينكر أحد (كائناًً من كان) أن الحكومة العراقية لا تقدر ان تعمر أكثر من المدة القانونية للانتخابات والتي هي أربع سنوات فقط وبعدها لينتخب الشعب من يريد..
وكيف ستكون المقارنة وهجوم واحد من إحدى الحروب الكثيرة التي افتعلها النظام البائد يعادل ما فقدنا إلى اليوم؟!
كيف ننسى دماءنا وضحايانا وشهداءنا بهذه السهولة؟
لماذا اصبحت الآن الحالة الاقتصادية هي كل شيء في حياتنا- (طيّب) من منكم نسى طحين الحصة التموينية الأسود وعظام الدجاج والسمك المطحون؟ ومن نسى منكم طوامير طويلة ووساطة الحزب من أجل نصف طبقة بيض أو علبة معجون؟ أو من منكم نسى رواتب المتقاعدين التي كانت دنانير لا تشبع قط جائع وراتب شرطي أمن يعادل رواتب عميد جامعة لمدة ستة أشهر أو يزيد؟ كيف نقارن بين عهد نخشى حريته وعهد شكونا جوره عهوداً من الظلم والسجن والقهر والموت؟ هل نسينا دوائر الأمن والمخابرات وقلاع المنظمات البعثية ومفارز الانضباط العسكري والجيش الشعبي وجيش القدس والعقرب والسلحفاة هل نسينا اقتحام الدور عنوة دون {إحم أو دستور}؟ هل نسينا قطع الإذن واليد والقدمين وترامي اللحم البشري؟
نقارن بين مَنْ ومَنْ؟ ونحن الآن بأشد الحاجة إلى نوايا مخلصة للنهوض بهذا البلد الجريح وصد الإرهاب القادم من مخابرات الجيران علينا أن نتظاهرمن اجل العراق وليس من اجل شخص او حزب او فئة او مكون او كيان علينا ان نوقف من يريد إعادة البعثيين إلينا حكاماً منتصرين علينا ان نحارب الفساد اليوم ومن اي جهة كانت ، ونصد لصوص العافية العراقية بدل ان نجعلهم رمز لمقارنة بين لصوصيتهم وطغاة الامس ، علينا ان أن نترحم على شهدائنا ونطالب بالخير لعوائلهم ونسعى لغد آمن يصد كيد المجرمين عن وطن حباه الله بأئمة الخير والسلام.