إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(تأملات كتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي) ح (19) علي حسين الخباز

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (تأملات كتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي) ح (19) علي حسين الخباز


    (الغفران بين العدل والرحمة)
    الخطاب المعرفي الإلهي يعد من أرقى أنواع الخطابات الفكرية الساعية إلى تمثيل العلاقة الحقيقية بين إنسانية الإنسان وقدرة الله سبحانه تعالى، وكشف زوايا النفس بأبعادها التكوينية ويرى سماحة السيد أحمد الصافي عدم إمكانية الوصول إلى فهم هذه الحقيقة إلا من الأئمة عليهم السلام فهم الأبواب لله تبارك وتعالى ويتأمل في موضوع غفران المعاصي بين العدل والرحمة، عبر عدد من الفقرات الفكرية التي تكمن فيها فرادة الأمور التربوية للشخصية المسلمة، والعمل على المسعى التكاملي للإنسان، قد يرى البعض أن دراسة أدب الدعاء عند الإمام السجاد عليه السلام من الخطاب الوعظي، لكن الحقيقة أنها تعني مفهوم الحضارة، أدب تجلي الروح والتفرد الحياتي، وجوهر الفكر،
    **
    (الفقرة الاولى)
    تعلمنا من كتاب المصابيح حكمة يانعة وهي لا تنظر للمعصوم من موقع السياسة والسلطة وإنما النظر لقدسيته وهي من الأشياء الواضحة والتي يعرفها الجميع، لكن لا بد للنظر إلى القضية الأخلاقية التي يحملها الإمام المعصوم عليه السلام، الأئمة المعصومين أهملوا من قبل الحكومات واتباعها وأهملهم التدوين السلطوي، لكن القضية الروحية والبعد الإلهي له مكانته، وكتاب المصابيح في جميع فصوله وأبوابه أعتمد على تسليط الضوء على الجمل الفلسفية الفكرية المشحونة بقوة التصور والبحث عن معنى الذات، (اللهم وهذه رقبتي قد أرقتها الذنوب), يرى السيد الصافي أن المناجاة لها قواعد، الإنسان ربما يدعو الله بدعاء لا يعلم معناه، وموائمة الصفة الربانية مع الدعاء قضية يشخصها إمام معصوم أجدر من فوضوية الزخم الدعائي الغير مدروس حتى أنه قد يدعو الإنسان بدعاء يعود عليه بالضرر، لوعدنا إلى التأريخ بعد مرحلة كربلاء، أصبح المجتمع يحتاج إلى إعادة بناء فكري روحي ليعيد الرشد الرسالي لهذه الامة، لهذا شخص سماحة السيد الصافي بأن الأئمة هم أبواب معرفة الله تعالى, هم أبواب الهدى، وكل إمام يمثل الإمام الذي قبله والذي بعده، لهذا كان باب اللجوء لأبواب الهدى يتكون من عدة رؤى،
    البيان الأول
    البنية الفكرية الإنسانية تدرك معنى النفس وخباياها مهما تعاظمت الخبايا فهي مكشوفة عند الله سبحانه وتعالى
    ****
    (البيان الثاني)
    مع وجود الوعي الإنساني وتطوره الحضاري ومزاياه الفكرية والعلمية والمعنوية إلا أنه ما زال المجتمع عاجز عن شكر الله تعالى، لأن نعم الله سبحانه علينا عظيمة
    ***
    (البيان الثالث)
    مع وجود الذات الإنسانية والتجارب والقراءات المتعددة للحياة علينا أن ندرك أننا كمجتمعات تجاوزنا الحدود التي وضعها الله لعباده، ومع هذا نجد أن الله تبارك وتعالى لم يهتك الستر علينا
    ****
    (البيان الرابع)
    رؤية إنسانية قادرة على فهم إمكانية الله سبحانه وتعالى ومعنى رحمته ورأفته، والفسحة من العمر التي وهبها الله لمراجعة النفس، وإطالة عمر الإنسان معناها فرصة لتدارك الاخطاء، فرصة للتوبة والاستغفار، سعى سماحة السيد الصافي في قراءته لدعاء الإمام السجاد عليه السلام، لمنحنا التصور السليم لعلاقة العبد بربه تعالى، وكيف يدعو الإنسان الله ومن أي بابا يدخل إليه
    &&&
    (الفقرة الثانية)
    (العتق من المعاصي)
    عند قراءة بنى الدعاء قراءة فكرية سنصل إلى فهم إمكانية الرؤية القادرة على تشخيص الوسائل لتحقيق التواصل السليم مع الله صاحب العزة والجلال، بين لنا السيد الصافي أهمية الصلاة على محمد وآل محمد، فهي نعم الوسيلة التي يتوسل بها العبد لله تعالى، وهي باب واسع جدا للوصول إلى رحمة الله، باعتبار الدعاء نص أدبي، فيه اشتغالات بلاغية مهمة ودلالات معبرة،
    (اللهم وهذه رقبتي قد أرقتها الذنوب) لها دلالات وصور شعرية انزياحية الذنوب تقود رقبتي إلى العبودية، جعلت رقبتي رقًا أسيرا وعبدا للأهواء، الدعاء هو رجاء لعتق الرقبة، وترى جملة (ظهري قد أثقلته الخطايا) مصدر الجمال والخروج على القواعد اللفظية الخطايا أثقلت الظهر، تجاوز أطار المألوف، أصبحت لدينا صورة يوصف سماحة السيد الصافي هذه الجملة، وكأن الظهر حامل لشيء ثقيل ينوء بحمله، الذنوب ليست من الاشياء المادية وهناك تشخيص فيه دقة تأمل ألا تنظر إلى صغر المعصية ولكن النظر إلى من عصيناه
    &&&
    (الفقرة الثالثة)
    (العقاب ولطف رب الأرباب)

    يشخص أهل البحث أن أغلب فقرات الدعاء تصويرية للوصول للدلالة المتصلة بالعمق النصي، يرى السيد الصافي أن الكلام الأكمام غير مبني على المبالغة، هو لا يبالغ في هذا النص، بمعنى أن هذه الأفعال حقيقية، إذا أداها الإنسان بحيث يبكي لله سبحانه، لا لفقد عزيز أو لفقد مال بل لله سبحانه ننظر إلى التراكيب الجملية (يجد تلك حتى تتفقأ قدماي / شربت ماء الرماد آخر دهري، وماء الرماد عن الماء الذي لا يستسيغ الإنسان شربه،
    &&&
    (الفقرة الرابعة)
    (خطر العبودية لغير الله تعالى)
    الدعاء هو حامل ثقافي فكري يتضمن التعبير عن خلجات النفس والروح والافكار التي تسمو بالأيمان، لذلك بفطرته ينظر إلى السماء حين يدعو، قدم الامام السجاد عليه السلام مناجاته المنطلقة من تراث إمام معصوم، كعمل إبداعي يعمل لإيجاد قوة تأثيرية لذلك نجد أن الأدعية هي وسيلة لتنمية الرؤى والأفكار وبناء نظم معرفية، تشخيص سماحة السيد الصافي عن سبب تعجبنا من توصيف الإمام هو ابتعادنا عن منابع المعرفة عن أهل البيت عليهم السلام لوجدنا وتعرفنا على الواقع التعبيري، فمبارزة الله بالعصيان عن الإمام عليه السلام تخرج العبد عن سمة العبودية، وجعله عبد لغير الله سبحانه ، ونجد إشارة مهمة للسيد الصافي فهو يرى إن الإمام عليه السلام لم يحدد حجم السيئة ولا نوعها سواء عظمت أو صغرت لكونه نظر إلى عنوانها
    &&&

    (الفقرة الخامسة)
    يركز الدعاء على البعد الوجداني وهي دعوة للعودة إلى الرضا الالهي، وفتح بابا واسعا من رحمة الله تعالى، يطمع للدخول منها حتى إبليس اللعين، تجربة الإمام السجاد غنية بقراءة الواقع الروحي من خلال قراءة القرآن الكريم والسنة النبوية وعاشوراء الحسين عليه اسلام، يستمد منها ثنائية الانسان / الخالق ليشخص معنى الغرور، كثير من الناس يعتقدون أن العلاقة بينه وبين الله تعالى جيدة ـــ لأنه أدى الفرائض ـــ فيطمئن ــ الصحيح أن يبقى في حالة الرجاء
    &&&
    (الفقرة السادسة)

    (الغفلة)
    من أهم سمات الغفلة أنها تمكن الشيطان من التغلب على الإنسان، وهو يسبب الضلال والانصراف عن الهداية، سماحة السيد الصافي ركز على (أولا) السؤال.. سؤال لله بالرحمة، (ثانيا) استشفع ببركات الإمام السجاد عليه السلام عند الله سبحانه فهو باب من أبواب الرحمة، تركز قول الإمام إلى قضية مهمة وهي بحسب الاستحقاق لا تستوجب شيئا ولكن ما دامت أبواب الرحمة تسمو بنا لنركب سفينة النجاة الواسعة.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X