تويت
جاء في العديد من الروايات الموثوقة، بأن سيدنا العباس (ع) اقتحم نهر الفرات ثلاث مرات، بعد أن أخذ الماء ينفد في المخيم الحسيني:
المرة الأولى: كانت في اليوم السابع من محرم، حين ذهب (ع) مع مجموعة من أنصار الإمام الحسين(ع) تقدر بخمسين مقاتلاً، وعند وصوله الى ضفاف النهر شاهد الجيش الأموي، وهم يحرسون ضفاف النهر لمنع الإمام الحسين (ع) من التزود بالماء، وكان عدد هؤلاء الأوغاد - كما تذكر المصادر - أربعة آلاف مقاتل، وتحت إمرة السفاح عمرو بن الحجاج الزبيدي. عند وصول الركب الحسيني بقيادة سيدنا العباس (ع)، حاول أفراد الجيش الأموي التعرض لسيدنا العباس(ع) وأصحابه الأبرار، فما كان منه (ع) إلا أن ينقض بحسامه العلوي على هذه الشرذمة، فولت هاربة، بعد أن أصابها الذعر، فأمر أصحابه بملء العشرات من القرب، ومن ثم العودة سالمين غانمين.. وبهذا فرّق سيدنا العباس(ع) أفراد تلك الزمرة الخائبة.
المرة الثانية: فكانت في اليوم الثامن من محرم، حين ذهب سيدنا العباس (ع) أيضاً مع مجموعة من أنصار الإمام الحسين (ع) لجلب الماء، وما إن سمع أفراد الجيش الأموي بقدوم سيدنا العباس(ع) وأصحابه لأخذ الماء، حتى قرروا الإنسحاب خشية أن يجتث سيدنا العباس (ع) رؤوسهم العفنة.
المرة الثالثة: فكانت في اليوم العاشر من محرم، حين كلفه الإمام الحسين(ع) بجلب الماء للأطفال، فما كان منه (ع) إلا أن يتوجه مسرعاً نحو النهر، آخذاً معه عشرات القرب التي قام بوضعها على جوانب سرج جواده، وما إن وصل الى ضفاف النهر، حتى تصدى له مجموعة من المارقين، وحاولوا منعه من الوصول الى الماء، إلا أنه (ع) اشتبك معهم في معركة خاطفة، وتمكن من ردعهم ومن ثم هروبهم.
بعدها، نزل الى النهر لملء القرب، وبعد ملئها ووضعها على فرسه، توجه نحو المخيم الحسيني، إلا أن مجموعة خائبة من أزلام بني أمية، تصدت له، فدار بينهما قتالٌ ضارٍ أسفر عن تمزق معظم القرب، وقد حاول سيدنا العباس(ع) الحفاظ على واحدة منها كانت موضوعة أمامه، إلا أن كثرة النبال أدت الى تمزيق هذه القربة، ومن ثم ذهاب مائها، إلا أن عزيمة سيدنا العباس (ع) لم تلن، بل استمر في قتال هؤلاء الأوغاد حتى نال الشهادة... هذا وهناك رواية تقول بأن سيدنا العباس(ع) كان يجلب الماء خلال الأيام العشر من محرم.