جاء في موضوع وعاظ السلاطين وجنة الفاسدين للاستاذ حافظ آل بشارة ، باب الوعظ ( قد تطورالوعظ فاصبح المدح المباشر للحكام غير مؤثر والاسلوب الجديد هو المسكوت عن اخطاؤهم ، وتجاهل ظلمهم )، يقابله الهجوم على المجتمع ، وجعل الارهاب العشوائي وغياب العدل عقوبة الهية، يرى الاستاذ ابراهيم الدويري الوعاظ والقصاص في التأريخ الاسلامي ، ، ان فئة الوعاظ والقصاصين لم تكن موجودة في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لكنها وجدت في زمن الخلفاء الراشدين ، الا مام علي عليه السلام نهى عن الوعظ لضعف علمية الوعاظ ولما جاء بنو أمية ، اهتموا بوضع الوعاظ ، للترويج الاعلامي ، واقحم معاوية الوعظ في معترك السياسة ، والعباسيون من بعدهم اهتموا بقضية الوعاظ ودورهم الاعلامي وصار في بعض العهود ان يتشاتم الوعاظ في ما بينهم وأن يكون اغلبهم اسواق فتنة ، ويعتمدون على منهجيات هي اساسا محرفة وظفت لحماية اصحاب العروض ومحددة بعلوم شرعية هي الاخرى محرفة ووضعت لغايات سياسية حتى صارت وكانها هي الحقيقة وما دونها هو الزيف ، المصادر كثيرة ، لو نقرأ مثلا كتاب الخواص في أكاذيب القصاص للسيوطي نجده ذكر ان الكثير من الاحاديث الموضوعة عن لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ، وفي البحث نجد هناك مجموعة من الاحاديث الصحيحة تعتبر عندهم مزيفة لانها لا تنفع سياستهم بل تعري فضائح الكثير من كبار الساسة ا توجهم الوعاظ بتيجان القداسة المزيفة حتى يصل الامر ان يمسي يزيد خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحسين بن الامام علي عليهما السلام خارج عن الملة ، مؤلمة ، وكذلك ابن قتيبة تحدث عن اكاذيبهم اكاذيبهم وهذه الاكاذيب تتوارث من جيل الى جيل لتكون هي الحقيقة وما عداها يعتبر مزيفا ، يرى الدكتور علي الوردي ان الوعاظ قسموا الرجال الى خير كله خير وشر كله شر ، وكل طائفة من المسلمين تمتلك صورة خاصة تختلف عن ما يملك غيرها مقاييس اعتيادية جاءتها من عقائدها المذهبية يطبقها على حوادث التأريخ ، ويذهب الدكتور الوردي الى مسألة مهمة عرض فيها سؤال قصده ما هو الفارق بين ابي جهل وغيره من نبلاء قريش في السلوك وتركيب الشخصية ، معظمهم كانوا من الطبقة المرابية التي تستغل الضعفاء وتتعالى على الناس ـ انهم كانوا من طينة واحدة ، ، سوء حظ ابي جهل جعله يقتل في معركة بدر في صف المشركين ، نال لعنته الابدية لو كانت الصدفة ساعدته ونجى ، لأسلم يوم الفتح وصار من كبار الصحابة والقادة الذين رفعوا راية الاسلام ونصروا دين الله ، المؤرخون عندهم كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تنقلب طبيعته من الشر انقلابا الى الخير كله ، كثير من الرجال الذين كانوا مع أبي جهل يحاربون الاسلام ويضطهدون اتباعه ، دخلوا الاسلام في فتح مكة وصاروا في نظر الوعاظ عدول وابطال دين ، ولو كان مات قبل الفتح لكان الان ملعونا ، ليس من المعقول ان ينقي الانسان قلبه فجأة من العقد االنفسية والقيم الأجتماعية ويصبح ملاكا طاهرا ، لمجرد قوله لا أله الا الله ـ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام ، ويعني ان الشرير لا ينقلب الى خير مجرد دخوله الاسلام ، فهو قد يبقى ظالما لكنه يطلي ميوله الظالمة بطلاء من الصوم والصلاو أو من التسبيح والتكبير ، ولكن لو تأملنا اولئك الوعاظ وما يملكون من خطاب مشوه يدفع الى الفرقة والا قتتال ويسعى الى الطائفية ويطالب بالاقصاء والابادة والقتل ، مرتكزا على قنوات اعلامية أسست لغرض اشاعة الفرقة ، وترويج خطب اولئك الوعاظ بالمقابل نحمد الله تعالى على صفاء صوت مرجعيتنا المباركة وحسن تعاملها مع جوهر الدين والسلام