مجرد سؤال..؟!
عبد المحسن الباوي
يحق للمرء أن يتساءل: هل يناسب مقام كربلاء الفرح والسرور؟ وأي فرح وأي سرور أعنيه؟ إنها حفلات الزفاف التي تدخل مدينة الشهادة والفداء، تتجه نحو حسين التضحية وعباس الفداء، تتقدم شيئاً فشيئاً حتى تدخل باحة الحزن الأبدي، تمشي على تربة حوت بين طياتها أشلاء صفوة خلق الرحمن، ولكن بأي حال تمشي؟ تنفخ في أبواق إبليس التي نفخت يوم دخول تلكم الشموس، تحملها الرماح إلى شيطان بني أمية، يا ترى ما الفرق بين هذه وتلك؟ سوى أن أصحاب هذه لا يجاهرون بالنصب والعداء، أما علموا أن هذا أدهى وأمر؟ أما استحوا من جرح الزهراء (ع) الذي ما زال ينزف حتى ظهور صاحب الثأر الموعود (عج)؟ أما سألوا أنفسهم: أي جهة يقصدون بمزاميرهم وطبولهم وأجسادهم المتمايلة نشوة وفرحاً وأفعالهم المشينة؟ أما وعوا أنهم يدنسون بذلك أقدس تربة خلقها الربُّ الجليل، والتي تضع الملايين جباهها عليها تبركاً وتقرباً وتعبداً في فرائضها اليومية؟ قد يتهمنا البعض بالرجعية والتخلف والسلبية، وقد يقول البعض: ما الضير في ذلك حيث أنه تعبير عن الفرح والسرور؟ أقول: إن كان هذا هو التخلف فمرحباً به. وأخاطب هؤلاء(المتحضرين): ما الذي يخطر ببال الفرد المؤمن حين تذكر لفظة (كربلاء) أو حين ينطق باسم (الحسين)؟ أو ليس للحسين (ع) حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبدا؟ أو ليس الحزن والأسى هما من يذكي هذه الحرارة؟ أوليس من نادى يا حسين ثلاثا بكى (إن كان مؤمنا)؟ نحن لا نريدها (راديكالية) متشددة متطرفة ومتعصبة أبدا.. ولكن نريد المؤمن الحسيني أن يخلو بنفسه، ويسمع نداء ضميره ويسأله: هل يجوز هذا ؟ ويبقى مجرد سؤال..؟!
عبد المحسن الباوي
يحق للمرء أن يتساءل: هل يناسب مقام كربلاء الفرح والسرور؟ وأي فرح وأي سرور أعنيه؟ إنها حفلات الزفاف التي تدخل مدينة الشهادة والفداء، تتجه نحو حسين التضحية وعباس الفداء، تتقدم شيئاً فشيئاً حتى تدخل باحة الحزن الأبدي، تمشي على تربة حوت بين طياتها أشلاء صفوة خلق الرحمن، ولكن بأي حال تمشي؟ تنفخ في أبواق إبليس التي نفخت يوم دخول تلكم الشموس، تحملها الرماح إلى شيطان بني أمية، يا ترى ما الفرق بين هذه وتلك؟ سوى أن أصحاب هذه لا يجاهرون بالنصب والعداء، أما علموا أن هذا أدهى وأمر؟ أما استحوا من جرح الزهراء (ع) الذي ما زال ينزف حتى ظهور صاحب الثأر الموعود (عج)؟ أما سألوا أنفسهم: أي جهة يقصدون بمزاميرهم وطبولهم وأجسادهم المتمايلة نشوة وفرحاً وأفعالهم المشينة؟ أما وعوا أنهم يدنسون بذلك أقدس تربة خلقها الربُّ الجليل، والتي تضع الملايين جباهها عليها تبركاً وتقرباً وتعبداً في فرائضها اليومية؟ قد يتهمنا البعض بالرجعية والتخلف والسلبية، وقد يقول البعض: ما الضير في ذلك حيث أنه تعبير عن الفرح والسرور؟ أقول: إن كان هذا هو التخلف فمرحباً به. وأخاطب هؤلاء(المتحضرين): ما الذي يخطر ببال الفرد المؤمن حين تذكر لفظة (كربلاء) أو حين ينطق باسم (الحسين)؟ أو ليس للحسين (ع) حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبدا؟ أو ليس الحزن والأسى هما من يذكي هذه الحرارة؟ أوليس من نادى يا حسين ثلاثا بكى (إن كان مؤمنا)؟ نحن لا نريدها (راديكالية) متشددة متطرفة ومتعصبة أبدا.. ولكن نريد المؤمن الحسيني أن يخلو بنفسه، ويسمع نداء ضميره ويسأله: هل يجوز هذا ؟ ويبقى مجرد سؤال..؟!