تويت
من الأهداف المهمة التي شُرّعت من أجلها الصلاة هي تطهير القلب، وتهذيب النفس، والتذكير بالفضيلة، والتنزه عن الرذيلة.. فهي تبدأ بالتكبير لله سبحانه المنعم على البشريه جمعاء، وتنتهي بالسلام على البشر والملائكة؛ فهي فضيلة، وهي تذكير بنعم الخالق رب العالمين الذي بيده ملكوت كل شيء، فضلاً عن كونها تنزيها لله عز وجل.. إن المسلم المؤمن بالله سبحانه عندما يتوجه اليه، ويكرر اللقاء معه كل يوم خمس مرات في الصلاة اليومية الواجبة على كل مسلم ومسلمة، فأنه ينتصر على الشياطين ووساوسه، ويبتعد عن الآثام والرذيلة، فأن الله تعالى قال في كتابه الكريم: (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) العنكبوت: 45.
لقد مثل النبي الأكرم محمد (ص) الصلاة بالنهر الجاري الذي يغتسل الشخص فيه كل يوم خمس مرات، بطهارة ونظافة المصلي، وتعديل سلوكه، ومعرفة الصراط المستقيم.. كل هذا يعرفه المسلم عن طريق بيوت الله، أي المساجد والجوامع والحسينيات التي تذكر أسم الله تعالى عليه، والدعاء في تلك المساجد بعد كل صلاة مخلصين له الدين كما قال تعالى: (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) الأعراف: 29. كذلك يأمر بها الله سبحانه عباده بالنظافة والطهارة عند كل صلاة في المسجد خاصة؛ لأن فيها التوجه الصحيح الى الله تعالى كما قوله تعالى: (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)، فأنه أمر واضح ومبسط الى كل مسلم ومسلمة. يأمرنا رب العباد والعزة بالتوجه بقلب سليم، ونقاوة سريرة، وطهارة الجسم والملابس.
الأفضل التوجه الى المساجد التي يرفع فيها اسم الله سبحانه أثناء الأذان، والتعلم والتفقه في الدين في ذلك المكان الطاهر، لغرض الإستفادة من تعاليم العبادات والمعاملات الشرعية التي تواكب الحياة اليومية، وكيفية التعامل معها خالصة يرضى بها الرب عز وجل.
يجب معرفة الحقيقة من أهل الذكر، كما قال تعالى في كتابه الكريم: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)، فزيادة العلم والمعرفة فضيلة وتقوى، وهو ما أمرنا بها الله سبحانه ورسوله الكريم (ص) في أحاديثة الشريفة وأحاديث الأئمة المعصومين (ع) في كل موضع، في أصول الدين وفروعه التي أوجبها الله تعالى على عباده كافة، من الصوم والصلاة والحج والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمعاملات الصحيحة مع الناس، والخلق الحسن مع الجميع داخل المجتمع وخارجه، فيكون المسجد منطلقاً لبناء المسلم الصحيح بكل معاني الأخلاق والسيرة، وهو ما أراده الله سبحانه وسنة رسول الله الكريم محمد (ص) في بناء الإنسان العصري المتحضر المؤمن ليكون قدوة لغيرة.