إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اثر العزاء الحسيني في التربية النفسية امل شبيب الاسدي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اثر العزاء الحسيني في التربية النفسية امل شبيب الاسدي


    مجالسنا الحسينية كانت، ومازالت، وستبقى شعلة وضاءة للوعي، والاداك، والاخلاق، وبحرًا ينهل منه المتعطشون للخير، والحرية،والمعاني السامية؛لأن ثورة الأمام الحسين عليه السلام خالدة متجددة تبعث روح الأمل والنشاط في النفوس كونها تحمل بين ثناياها مفاهيم الشجاعة،والمواقف الانسانية التي جسدتها البطولة لأبطال الطف.
    الحقيقة وإن عبّرنا بأن أيام شهر محرم تأتي متوشحة بالحزن،والألم لكن الذي يميزها أثرها النفسي والاجتماعي الواضح في حياتنا والذي تعلن فيه المصاديق عن نفسها من خلال الرغبة المتولدة لدى الناس في الحضور إلى تلك المجالس التي اتخذتها سلّمًا عامرًا للارتقاء إلى الأخلاق السامية.نعم القضية الحسينية بطابعها الفكري، والنفسي، والتربوي تجذرت في النفوس وبالتالي سرت تلك الأخلاق في المجتمع .
    وتُحلق آمالنا عاليًا بأن نقتبس من عاشوراء معاني الإباء التي لو تحلى بها الفرد الحسيني لأصبح شعلة من القيم والاخلاق من خلال الدروس التي يتضمنها العزاء الحسيني. والتي اعدت الأسرة له وساهمت في إيجاد وتهيئة القاعدة الصلدة وإنتاج الفرد المحب لآل البيت عليهم السلام،وهي تجاهد وسط هذه التناقضات الخطيرة التي يزمجر بوقها صوب عقول أطفالنا، ويحذر من جيل فارغ فكريًا وعقائديًا وحتمًا لايمكن لأسرنا أن تقف مكتوبة الأيدي صوب التيه والضياع لاولادها من عدم التمييز للحق من الباطل،عليه يجب أن نحصن بيوتنا من آفات المجتمع التي تسعى إلى تخريب السيرة الحسينية، وان يكون لشهر محرم خاصية في بيوتنا نستقبله بلهفة ودمعة حينما يهل، ومن منا من لاتأخذ قوارب ذكريات الطفولة في كل عام من عاشوراء إلى الشعائر الحسينية،.
    لذا على العوائل الموالية لآل البيت (عليهم السلام) وعلى وجه الخصوص الأم والأب بذل الجهد الكافي لغرس المبادئ الحسينية بجوهرها الحقيقي في نفوس أبنائهم منذ صغرهم حتى تنمو وتكتمل شخصياتهم وفقا لهذه المبادئ والقيم الخلاقة، فبدلا من تلطيخ صفحات أطفالنا البيضاء بسواد الأفكار المعادية للمبادئ الحسينية، نجعلها مشرقة ومتفتحة بالقيم والمبادئ الأساسية التي جاءت بها الثورة الحسينية المستمدة من كتاب الله الحق، ومن سيرة رسوله الحق ومن سيّر آله الحق أيضا، كونها لا تتناقض مع الأفكار والقيم والمبادئ الانسانية التي عرفتها الأرض منذ أن نشأ فيها الإنسان.
    وبالنتيجة سوف تقودنا الشعار العاشورائية واحيائها على نحو منتظم، الى نتائج ايجابية في مجال بناء المجتمع، وذلك من خلال خلق التوازن المعنوي النفسي المادي في وقت واحد، وهو ما تعجز عن تحقيقه الوسائل الاخرى، كونها لا تمتلك القدرة على تركيز الحالة النفسية الايجابية للامة بعيدا عن ممارسة الشعائر بصورة جماعية خلاقة، تؤدي بالنتيجة الى تعميق الايمان الفردي والجمعي، وهذه أهم علامة على نجاح الأمة واقترابها من خط التقدم والاستقرار والتوازن..
    إذن القضية الحسينية، قضية منهج وأسلوب حياة
    يجب أن يُدرس في البيوت قبل المساجد لأن حب الأمام الحسين عليه السلام حب فطري يرضعه الطفل من حليب امة، وينشأ ويترعرع عليه في صغره.
    إن قضية عاشوراء هي رسالة إنسانية قدمها الإمام الحسين (عليه السلام) باستشهاده وسبي نسائه من أجل الحفاظ على الإسلام ومن أجل بث مبادئ نفيسة في قلوب البشرية وقواعد أساسها الإيمان بالله ورسوله وعترته (عليهم السلام).
    وهكذا أصبح العزاء الحسيني الدرس الأوّل، في تربية الجيل على أساس الفضيلة والخلق القويم، بعيداً عن الانحلال والتفسّخ، فالنهضة الحسينيّة ضرورية جداً في بناء شخصية الفرد المسلم.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X