صفحة الكاتب : ايمان صاحب
منذ اليوم الأول الذي جمع بين عبد المرأة الأسدية، وأمير العدل والإنسانية، تعلق قلب ميثم الأعجمي بحب فارس الحجاز الأبي، ولم يقف هذا الحب عند نيل الحرية التي منحها إياه علي (عليه السلام) حين اشتراه ثم عتقه، بل راح يرتقي سلم القرب المعنوي؛ ليجعله من حواريي الوصي، وممن اختص بعلم المنايا والبلايا، وهذه المنزلة لا يحصل عليها أحد إلا من امتحن الله تعالى قلبه بالإيمان، وأخلص بطاعته لمولاه، فكان يتبعه اتباع الفصيل لأمه.
ومن المعلوم ان الإمام (سلام الله عليه) لا يصطحب أحداً في خلواته ومناجاته، وهذا إن دلّ على شيء، يدل على مدى اهتمام الإمام بميثم لتقواه ونقاء روحه، ولكن هذه الصحبة لم تدم طويلاً بحكم القدر، حتى فجع قلب ميثم بشهادة حيدر، فبرحيله رحل كل شيء إلا الذكريات الجميلة والأحاديث التي سمعها منه، ولعل ما كان يشغله عن ألم الفراق كثرة تردده على النخلة التي أخبره الإمام أنه يصلب على جذعها، فكان يخاطبها: ((أنبتك الله من أجلي وغذاني من أجلك)).
ولم ينقطع ميثم عن زيارة النخلة، إلى ان تم اعتقاله حين عودته من العمره في حملة اعتقالات شنها ابن زياد ضد الشيعة، فأودع السجن مع المختار وأصحابه، وبينما هو في ظلمة الزنزانة، وصل نبأ مذبحة كربلاء، فضج السجناء بالعويل والبكاء؛ حزناً لهذه الفاجعة الأليمة، فانتفض ميثم للولاء العلوي رافضاً البراءة، مع علمه بما يناله من صلب وتقطيع أعضاء، فما كان منه إلا أن اتخذ جذع النخلة منبراً لنشر فضائل علي (عليه السلام) وذكر مخازي أمية.
ولكي لا تتغير الناس، فتنقلب ضد الحكومة الأموية، قطعوا لسانه، ثم طعنه رجل بخاصرته فكبر ميثم، ومع تلك التكبيرة خرجت روحه نحو السماء؛ لتكون مع علي وفي درجته، كما أخبره وعن ذلك (سلام الله عليه).
أما الجسد المضرج بالدماء، فقد بقي مصلوياً لم يوارَ الثرى، وكأنه بذلك يواسي جسد الحسين(عليه السلام) بكربلاء.
منذ اليوم الأول الذي جمع بين عبد المرأة الأسدية، وأمير العدل والإنسانية، تعلق قلب ميثم الأعجمي بحب فارس الحجاز الأبي، ولم يقف هذا الحب عند نيل الحرية التي منحها إياه علي (عليه السلام) حين اشتراه ثم عتقه، بل راح يرتقي سلم القرب المعنوي؛ ليجعله من حواريي الوصي، وممن اختص بعلم المنايا والبلايا، وهذه المنزلة لا يحصل عليها أحد إلا من امتحن الله تعالى قلبه بالإيمان، وأخلص بطاعته لمولاه، فكان يتبعه اتباع الفصيل لأمه.
ومن المعلوم ان الإمام (سلام الله عليه) لا يصطحب أحداً في خلواته ومناجاته، وهذا إن دلّ على شيء، يدل على مدى اهتمام الإمام بميثم لتقواه ونقاء روحه، ولكن هذه الصحبة لم تدم طويلاً بحكم القدر، حتى فجع قلب ميثم بشهادة حيدر، فبرحيله رحل كل شيء إلا الذكريات الجميلة والأحاديث التي سمعها منه، ولعل ما كان يشغله عن ألم الفراق كثرة تردده على النخلة التي أخبره الإمام أنه يصلب على جذعها، فكان يخاطبها: ((أنبتك الله من أجلي وغذاني من أجلك)).
ولم ينقطع ميثم عن زيارة النخلة، إلى ان تم اعتقاله حين عودته من العمره في حملة اعتقالات شنها ابن زياد ضد الشيعة، فأودع السجن مع المختار وأصحابه، وبينما هو في ظلمة الزنزانة، وصل نبأ مذبحة كربلاء، فضج السجناء بالعويل والبكاء؛ حزناً لهذه الفاجعة الأليمة، فانتفض ميثم للولاء العلوي رافضاً البراءة، مع علمه بما يناله من صلب وتقطيع أعضاء، فما كان منه إلا أن اتخذ جذع النخلة منبراً لنشر فضائل علي (عليه السلام) وذكر مخازي أمية.
ولكي لا تتغير الناس، فتنقلب ضد الحكومة الأموية، قطعوا لسانه، ثم طعنه رجل بخاصرته فكبر ميثم، ومع تلك التكبيرة خرجت روحه نحو السماء؛ لتكون مع علي وفي درجته، كما أخبره وعن ذلك (سلام الله عليه).
أما الجسد المضرج بالدماء، فقد بقي مصلوياً لم يوارَ الثرى، وكأنه بذلك يواسي جسد الحسين(عليه السلام) بكربلاء.