تويت
عندما تكون الكتابة مؤثرة تخلق تفاعلاً ، ومراجعة مادة من المواد المنشورة في مجلة مختصة بالتراث تتيح لنا الإطلاع عليها بتأمل والبحث منشور في مجلة ( الخزانة ) وهي محلية علمية نصف شهرية تعني بالتراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة ، العدد التاسع / السنة الخامسة ، المراجعة مخصصة لبحث مهم من بحوث التراث ويعد من النوادر الأدبية والثقافية بعنوان / الابيات المنظومة في وصف أحوال نسّاخ المخطوطات ، الشيخ حسين الواثقي ، وهو باحث تراثي صاحب موسوعة ذخائر الحرميين الشريفين ، في تاريخ تراث السسقيفة في مكة المقدسة والمدينة المنورة ، حفل البحث بمقدمة تعريفية ملخصها إن المخطوطات الإسلامية اشتملت في اواخرها على الكثير من الأبيات الشعرية ، وبلغات متعددة : كالعربية والفارسية والتركية وغيرها ، كتبها النسّاخ على عدة مضامين منها المناجات مع الباري تعالى ، التماس الدعاء ، المدح والثناء ، النصيحة ، ويرى في ملخصه إن هذه الأشعار تحكي قسماً من الأدب العربي الإسلامي ، إن هذه التجربة الجميلة وأن سبقتها تجارب نوه عنها الباحث منها ( ايرج أفشار ) في مجلة ( الفن والجمهور ) وبحث ( أسعد الطيب )في مجلة تراثنا القمية العدد 29 ، ومثل هذه المعاينة والمراجعة لا تريد أن تضيف شيئاً ، بل تعمل على تلخيص الموضوع نشره في مجلتنا (صدى الروضتين) لغرض الإستفادة ، وعرض الومضات الجمالية مع تقدير الجهد المبذول في عملية الجمع ، ومن المؤكد إن موضوعاً يعمل على مشروع المادة ، اي توسيع دائرة الاستجابة لتجليات الومضات والنصوص ، والحرص على إبراز هذه الظاهرة عبر المنشور الواسع النشر ، نشر الباحث إحدى الومضات التي وجدها في آخر مخطوطة ( معني اللبيب ) في مكتبة ممتاز العلماء في بلكهنو في الهند ،
( ان الذي نسخ الكتاب بكفه
يقري السلام على الذي يقراه
بالله قولوا عندما تقرونه
غفر الأله ذنوبه وخطاه
ان بعض ما ورد في هذه الومضات ، صار مضرباً للأمثال ، وحكمة من حكم الكتاب ، وقد حفلت مثل هذه التجربة بالبحث الجاد في المخطوطات مع ارقامها ومكتباتها ، ومع الكثير منها تعد من أبيات الحكمة ، ذكر الباحث الشيخ حسين الواثقي عن الكثير من تلك الومضات لو روج لها لأخذت جميعها الصدى الجمالي الأوسع لتجربة أشعار الحكمة والنادرة ، فجاء في آخر الفهرست للطوسي المخطوط المرقم 1457 المحفوظ في مكتبة السيد المرعشي بقم وأيضاً في كتاب الايضاح لفضل بن شادان المخطوط المرقم ( 38) في مكتبة الرضوية في خراسان هذا البيت
الخط يبقى زمانا بعد كاتبه
وصاحب الخط تحت الأرض مدفون
نلاحظ إن مثل هذه الومضات تمتلك قوى تأثيرية عالية تتجلى تلك الومضات كأمثلة تسعى بين الناس بالحكمة والمعروف .
نقل عن أسعد الطيب هذين البيتين من العقد الفريد المطبوع في دار الكتاب العربي في بيروت ج2 ص208
( يموت المرء في الدنيا ويفنى
ويبقي الدهر ما كتبت يمناه
فلا تكتب بخطك غير شيء
يسرك في القيامة إن تراه
