إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عندما يكون القمرُ أخاً نرجس مهدي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عندما يكون القمرُ أخاً نرجس مهدي




    إن من أرقى ألعلاقات واقواها وأقدرها على البقاء ،مواجهة المصاعب وأشدها حاجة الى الرعاية ..
    هي الأخوة..
    فالأخوة من أقوى العلاقات وأقربها، لكنها تتوتر في بعض الاحيان ، وتصبح لدى البعض حواجز فولاذية ، وبعدها يتراكم الجليد فتبرد المشاعر وتختنق بين الاخوة (لاسامح الله)وهناك بعض الاسباب التي تؤدي الى التباعد بين الاخوة ..وهو اسلوب التعامل الذي تربى عليه الأبناء ، من عدم توجيه أو نقصان الفهم في معنى الاحتواء العاطفي ..
    ولكن الحاجة الحقيقية للتربية في كون البنيان الاسري مرصوص..
    والتعامل الإيجابي بين الاخوة وعدم التفرقة والتميز في المحبة فيما بينهم ..
    يجعل العلاقة فيما بين الاخوة قوية ومتينة ..
    وما اجمل الشاب الذي يكون سنداً لأخوته ويكون قريباً منهم عند إحتياجهم ، ينتقي اجمل العبارات لمناداتهم من قلب صادق ملئه الحب والعطاء ..
    وبالرغم من إن الاخوة يعيشون متفاوتين في السن والجنس (ذكوراً وإناثاً ))
    وحالات نفسية ، ميول ومؤهلات مختلفة ..
    إلا أن العيش داخل جو الاسرة يتطلب من الجميع أن يكون الإنسجام غطاءهم ، والكلمة الطيبة غذاءهم ..
    الحياة داخل الاسرة هي حياة محبة وتعاون ، إيثار، العفو، وتسامح والسيطرة على النفس عند الغضب ..لأن ظلمة الرحم جمعتهم ، ونور الإسلام زاد من الفتهم ..وما أعظم الأخوة في الله وما أوثق عرى المحبة ...
    لكن لو كانت هذه الاخوة في الله بين شقيقين كيف تكون ؟؟لم يرو لنا التأريخ صورة اجمل من العطاء الأخوي (العباسي الحسيني )..فقد كانت تلك العلاقة الاخوية من اجمل المعاني التي رُسمت وتأطرت بلإخاء والإيثار ..
    هذه الاخوة الصادقة الممزوجة بالإيمان المقرونة بالتقوى ..والأخ الصادق كالشجرة المثمرة التي قويّ اصلها ، وطاب منبتها ..وهي لاتتحقق إلا إذا كانت على ركيزة قوية هي (الأخوة في الله)..وهذه الاخوة الصادقة التي ميزت أبا الفضل العباس(عليه السلام)..مع إمامه وسيده الإمام الحسين (عليه السلام)..فهي ليست شعاراً يرفع ، او كلمةً تُقال ..بل موقف يتجسد وبعدها يتخلد ..لمن يريد ان يقتدي ويهتدي ..تجلت تلك الحقيقة يوم عاشوراء بأسمى صورها ..لقد جلجل في الميدان بصوته الملكوتي : ((إني أحامي أبداً عن ديني ...))...(١)
    لقد رأى دين الله (تبارك وتعالى) يحارب ويراد له أن يذبح وهو متمثل بسيد الشهداء (عليه السلام)..
    وهذه ال( أبداً ) ..لاتراجع بها ..فهي دوماً ولايتغير موقفه مهما كانت النتيجة ...فقد صرح في تلك الظهيرة أن الحق مع إمامه وسيده قبل أن يكون اخيه ..وهو لايتنازل ويحامي عنه إلى آخر نبض في عروقه ..: إنه قمر الطفوف لازال نوره يضيئ الغاضرية مادامت الدنيا ..إنه بدر الشمس الحسينية ...يبهر الناظرين ..ويلهم المتبصرين
    (١)...بحار الانوار ..ج٤٥..ص٤٠
    مقاتل الطالبين ص ٥٩
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X