إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التحشيد العاطفي من قبل الأئمة المعصومين حول مصيبة الحسين عليه السلام.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التحشيد العاطفي من قبل الأئمة المعصومين حول مصيبة الحسين عليه السلام.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد




    عندما نراجع الروايات الواردة عن الرسول وأهل بيته في كتب السنة والشيعة نجد تحشيداً عاطفياً هائلاً حول مصيبة الحسين أكثر من أي مصاب آخر، فهذا التحشيد لم يظهر منذ زمن العصر البويهي أو زمن معز الدولة الفاطمي كما ذكر بعض الباحثين، بل إن هذا التحشيد العاطفي بدأ منذ عهد النبي ، فقد ذكر الشيخ الأميني صاحب كتاب الغدير رحمه الله في كتابه «سيرتنا وسنتنا» أن النبي أقام ثمانية عشر مأتماً على الحسين ، سبعة في بيت أم سلمة، وسبعة في بيت عائشة، ومآتم أخرى في بيت فاطمة وفي داره، عندما نراجع تاريخ ابن عساكر فما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة الإمام الحسين، وما ذكره ابن سعد في طبقاته، وما ذكره أحمد بن حنبل في مسنده، وما ذكره ابن حجر العسقلاني، والهيثمي، ذكر الجميع ثلاثمئة رواية عن الرسول في البكاء على الإمام الحسين ، وكان منها أن الرسول في يوم ولادة الإمام الحسين لما جيء به إليه ذرفت عيناه بالدموع وقال: ”نزل أخي جبرائيل وأخبرني أن ولدي هذا يقتل بأرض العراق تقتله نفر من أمتي لا أنالهم الله شفاعتي“.

    وعندما نأتي إلى كتب الشيعة نجد أن الأحاديث متواترة في الحث على البكاء على الحسين، وفي التحشيد حول مصيبة الحسين أكثر من أي مصيبة أخرى، وأكثر من أي حدث آخر، بما فيها روايات صحيحة السند على كل المباني الرجالية والحديثية، ومن تلك الروايات الصحيحة ما ورد عن الإمام الرضا : ”إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء، وعلى مثل الحسين فليبكي الباكون فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام“.

    كما ورد بالرواية الصحيحة عن الإمام الصادق دخل عليه أبو عماره وقد كان شاعراً منشداً يقول دخلت عليه يوم عاشوراء فرأيته كاسف اللون حزيناً كئيباً، فقال: يا أبا عمارة أنشدني. فصرت أنشده فأنشدته فبكى، وأنشدته فبكى، وأنشدته فبكى، حتى بكى من داخل الدار النساء والجواري، ثم التفت إلي وقال: يا أبا عمارة من أنشد فينا فبكى وأبكى فله الجنة.

    هذه الروايات الواردة في التحشيد العاطفي حول البكاء على الحسين وحول مصيبة الحسين على قسمين:

    القسم الأول: هي الروايات التي تذكر الثواب الجزيل على البكاء على الحسين، ومن هذه الروايات ما ورد عن الإمام الرضا : من ذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبكي عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يُحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

    وورد عن الإمام الصادق : من ذكر مصابنا فسال من عينه مقدار جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.

    القسم الثاني: هو الذي يظهر لنا القيمة الروحية للبكاء والتفاعل مع الحسين ، ففي الرواية عن الإمام الصادق : نفس المهموم لظلمنا تسبيح وهمه عبادة، وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله.

    إن هذه الروايات بقسميها تظهر لنا مدى اهتمام الأئمة بالتفاعل الروحي مع مصيبة الحسين ، فإن التفاعل الروحي والارتباط النفسي بهذه المصيبة بشتى ألوانه: بكاء، إبكاء، إنشاد شعر، حضور في المآتم، تفاعل، نفس يقول الإمام حتى النفس، نفس المهموم لظلمنا تسبيح الهم وهو تذكر مصائبهم، كل هذه الألوان وكل هذه المظاهر للتفاعل الروحي مع مصيبة الحسين ترقى إلى قيمة العبادة عند الله تبارك وتعالى.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X