الوفاء
ومعنى الوفاء لغةً: الوفاءُ ضد الغَدْر، يقال: وَفَى بعهده وأَوْفَى.
وأما اصطلاحًا:
هو: ملازمة طريق المواساة، ومحافظة عهود الخلطاء.
وعرف خلق الوفاء منذ بدء الخليقة كمعنى سام فالإنسان الوفيّ هو الإنسان صاحب الخلق الرفيع القادر على البذل و العطاء دائما و الذي يقدر المعاني الجميلة في حياتنا و يقدس العلاقات المبنيّة على الإحترام و المحبة و التقدير فالإنسان الوفيّ لا يخون أبداً مهما ادلهمت الخطوب و مهما تقلّبت الليالي و اختلفت الدروب هو إنسان صادق المشاعر سهل الطباع أنيس لمن اختارهم أصدقاء أو خلاّن له يقف معهم في الصعاب و يشاركهم أفراحهم و مناسباتهم إن غاب عنهم افتقدوه وإن سألو عنه ذكروه فامتدحوه هو الصاحب بالسفر المؤتمن على مشاعر البشر ، وأصبح الوفاء عملة نادرة في زمن قلّ فيه الأوفياء .
و تتعدّد أشكال الوفاء بين الناس فهناك زوجة وفية وزوج وفي وصديق وفي وووووالخ...
وعندنا الوفاءَ بالعهد والوعد فمن لم يستطع أن يوفي بعهده ووعده في علاقاته فعليه أن لا يعطي عهدا أو وعدا من البداية فقد عُد عدَم الوفاء إحدى علامات المنافق لذلك فأن المؤمن الحقيقي الصادق يكون وفيا صادق الوعد والعهد في كل الأحوال مهما تغيرت حياته وتقلبت أحواله وأما الكاذب في في إيمانه فهو دائما يتحجج ويتعذر بالظروف ليبعد الشبهة عنه والكلام يطول في الحديث عن هذه الصفة الحميدة التي يؤكد عليها اهل البيت عليهم السلام في أحاديثهم الشريفة،
ومن اصدق صور الوفاءَ ماكان في يوم عاشوراء سنة ٦١ للهجرة فقد ضرب بنو هاشم وعلى رأسهم قمر بني هاشم سيدنا أبو الفضل العباس عليه السلام وأصحاب الإمام الحسين عليه السلام اصدق وأسمى صور الوفاء فقد بذلو مهجهم وقدمو أرواحهم قرابين فداء لسيدهم وإمامهم سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة عليه السلام وهل توجد صورة صادقة عن الوفاء باجلى معانيها كما حصل في كربلاءُ؟
ولذلك قال عنهم الإمام الحسين عليه السلام إني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيراً من اصحابي...
وفي عقيدتنا نحن الشيعة أن الإمام المعصوم عليه السلام عنده علم ماكان في الماضي ومايكون في المستقبل...
فهنيئا لأصحاب الحسين عليه السلام هذا الخلود وهذه النهاية السعيدة لوفائهم مع سيدهم أبو عبدالله الحسين عليه السلام..
اللهم بحق الحسين عليه السلام إجعلنا صادقين في الوعد والعهد عندك ولا تجعلنا من الغادرين وأصحاب الأعذار الجاهزة..
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
مشرف ساحة أهل البيت عليهم السلام