إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شهرة قضية كربلاء قبل وقوعها فاطمة السعيدي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شهرة قضية كربلاء قبل وقوعها فاطمة السعيدي





    قضية كربلاء عهد معهود، قضاه الله و أمضاه وأطلع عليه أنبياءه كما أطلعهم على رسالة خاتم الانبياء. عرفت واقعت كربلاء قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه و آله بزمن طويل واطلع الله عليها الانبياء في غابر العصور . فهناك روايات كثير تؤكد ذلك ومنها إن آدم عندما هبط أخذ يطوف في الأرض طلباً لحواء فمر في أرض كربلاء وعثر في الموضع الذي قتل فيه الحسين " عليه السلام" فسال دم رجله...فأوحى الله له أن هذه الأرض يقتل فيها ولدك الحسين فسال دمك موافقه لدمه...كذلك هناك روايات تذكر إن نوح وابراهيم وموسى واسماعيل وسليمان مروا بكربلاء و أخبروا بما يحدث في هذه الأرض من مصيبة تصغر عندها المصائب. (1)
    أما شهرة قضية كربلاء في الإسلام فقد استفاض الحديث بالتواتر عن النبي "صلى الله عليه و آله"، وامير المؤمنين واهل بيته "عليهم السلام".إنهم أخبروا بمقتل الحسين "عليه السلام " حتى شاع وعرف بين الناس قبل حصوله . روي إن رسول الله "صلى الله عليه و آله "خطب في المسلمين و أخبرهم بمقتل الحسين "عليه السلام" فضج الناس بالبكاء فقال: ( اتبكون ولا تنصرونه ).
    وروي الطبراني بسند عن عائشة حديثاً طويلاً يتضمن أخبار النبي لها بمقتل الحسين بالطف وفيه "ثم خرج إلى أصحابه وهو يبكي فقالوا ما يبكيك يا رسول الله؟فقال أخبرني جبرائيل إن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف و جاءني بتربة وأخبرني إن فيها مضجعه" (2)
    كما ذكرت الروايات إن الإمام علي " عليه السلام" بعد وفاة السيدة الزهراء "عليها السلام" طلب من أخاه عقيل أن يخطب له إمرأة قد ولدتها الفحول من العرب يتزوجها لتلد منه غلاما زكياً شجاعاً حتى ينصر ولده الإمام الحسين "عليه السلام" في يوم الطف بكربلاء فأشار عليه عقيل بالسيدة فاطمة بنت حزام ... وبعد ولادة العباس عليه السلام أكثر الإمام علي من تقبيل يديه و أخبر أمه بأنهما يقطعان في الذب عن أخيه ريحانة رسول الله "صلى الله عليه وآله " (3)
    وروي عن أمير المؤمنين" عليه السلام " أنه لما حاذى نينوى وهو في طريقه إلى صفين نادى (صبراً أبا عبد الله صبراً أبا عبد الله) ثم ذكر لاصحابه مقتل الحسين بشاطئ الفرات.*
    وفي رواية إن أمير المؤمنين "عليه السلام" قال لعمر بن سعد (كيف أنت إذا قمت مقاماً تخير فيه بين الجنة والنار فتختار النار. )؟! وروي عن عبد الله بن شريك قال كنت أسمع أصحاب علي "عليه السلام" إذا دخل عمر بن سعد باب المسجد يقولون هذا قاتل الحسين بن علي.*
    وكذلك ذكرت روايات واقعت الطف على لسان الصحابه فقد ذكر إن سلمان الفارسي قال لزهير بن القين وأصحابه في غزوة بلنجر (اذا أدركتم سيد شباب أهل محمد فكونوا أشد فرحاً بقتالكم معه بما أصبتم اليوم من غنائم )( 4)
    كما استفاضت الروايات عن الامام الحسين نفسه يخبر بذلك، وقد صرح برضا الله تعالى بنهضته وأن الله اختارها له وذلك في خطبته في مكة حين عزم على الخروج منها متوجهاً الى العراق (خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة...وخير لي مصرع أنا لاقيه ...لامحيص عن يوم خط بالقلم .رضا الله رضانا أهل البيت... )لوح الحسين في هذه الخطبه على إنه مقتول في نهضته هذه ومن يلتحق به يستشهد وإنها بمثابة فتح . كما جاء في حديث له مع من لقيه في طريقه إلى العراق (هذه كتب أهل الكوفة إلي ولا أراهم الا قاتلي..) وفي حديثه مع أبا هرة الأزدي (يا أبا هرة لتقتلني الفئة الباغية ، و ليلبسنهم الله تعالى ذلاً شاملاً وسيفاً قاطعاً ...)
    وكذلك روي أن عمر بن سعد قال للإمام الحسين عليه السلام(ان قوماً من السفهاء يزعمون اني قاتلك) فأكد له" عليه السلام" صدق ما يتحدث به الناس من إنه سيقتله، وأنه من بعده لايأكل من برّ العراق الا قليلاً. وقوله (يا عمر أنت تقتلني ،و تزعم أن يوليك الدعي ابن الدعي بلاد الري و جرجان ، والله لا تتهنأ بذلك ابداً . عهد معهود فاصنع ما أنت صانع فإنك لا تفرح بعدي بدنيا والآخرة ، وکأني برأسك على قصبه قد نصب بالكوفة يتراماه الصبيان ويتخذونه غرضاً بينهم ).* وهناك الكثير من الروايات اخبر بها الإمام الحسين بمقتله وخصوصاً في خطبه و أقواله منذ خروجه من مكه الى أن وصل الى كربلاء وحتى مقتله . اما بعد مقتل الحسين عليه السلام
    فهناك روايات ذكرت مصير شهداء الطف ومستقبل النهضة الحسينية ومنها رواية عن السيدة زينب" عليها السلام" عندما رأت الامام السجاد يجود بنفسه "مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي؟ فقال:
    وكيف لا أجزع ولا أهلع، وقد أرى سيدي وإخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مصرعين بدمائهم مرملين بالعراء، مسلبين لا يكفنون ولا يوارون، ولا يعرج عليهم أحد، ولا يقربهم بشر، كأنهم أهل بيت من الديلم والخزر.

    فقالت: لا يجزعنّك ما ترى فوالله إن ذلك لعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جدك وأبيك وعمك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء (عليه السلام) لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيام و ليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهورا وأمره إلا علوا.( 5)
    بلحاظ الروايات السابقة يتبين لنا ان قضية كربلاء عرفها الانبياء السابقين لنبوة "محمد صلى الله عليه وآله" ولها شهرة في الإسلام قبل قبل حصولها وأنها عهد معهود لمهمه الإلهية فيها بقاء الدعوة الى الله و خلودها في الارض.
    .................................................. .....
    1- العوالم، الإمام الحسين ،الشيخ عبد الله البحراني ، ص ١٠١-١١٠
    2-فاجعة الطف ابعادها وثمراتها وتوقيتها ، محمد سعيد الطباطبائي الحكيم .
    3-شهداء أهل البيت (ع) قمر بني هاشم ، الحاج حسين الشاكري ،ص ٧
    4-من أخلاق الإمام الحسين (ع) ، عبد العظيم المهتدي البحراني ، ص ١٨٨
    *مصدر سابق
    5- بحار الأنوار ج ٢٨ ،ص ٥٧
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X