إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(تل الأحزان الزينبي) بقلم : محمد عباس الحلي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (تل الأحزان الزينبي) بقلم : محمد عباس الحلي


    التل الزينبي وتل الزينبية وتل الأحزان والاهات والرزايا والهموم والمصائب , وقفت عليه عقيلة الطالبيين لتنادي اخاها بصوت حزين , بعد ان بقيَ الحسينُ ثلاثَ ساعاتٍ مُلقىً على وجهِ الأرضِ ، قدْ صنعَ لهُ وسادةً منَ الرَّملِ ، فظنَّ بعضُ العسكرِ أنَّ الحسينَ قدْ صنعَ لهمْ مكيدةً ، فقالوا: إنَّ الحسينَ ليسَ فيهِ شيءٌ، وقالَ بعضهمْ : إنَّ الرجلَ غيورٌ، إذا أردتمْ أنْ تعرفوا حالَهُ فاهجموا على المخيّمِ ، فهجموا على المخيّمِ ورَوّعوا النساءَ والأطفالَ ، فخرجتِ الحوراءُ زينبُ ووقفتْ على التلِّ ثمَّ نادتْ بصوتٍ حزينٍ يُقرّحُ القلبَ : يا ابنَ اُمّي يا حسينُ ، حبيبي يا حسينُ ، إنْ كنتَ حيّآ فأدركْنا، فهذهِ الخيلُ قدْ هجمتْ علينا، وإنْ كنتَ ميّتآ فأمرُنا وأمرُکَ إلى اللهِ , فلمّا سمعَ الحسينُ صوتَ اُختهِ قامَ ووقعَ على وجهِهِ ، ثمَّ قامَ ووقعَ على وجهِهِ ثانيةً ، ثمَّ قامَ ثالثةً ووقعَ على وجههِ (عليه السلام ) ومن ذلك الحين عرف هذا المكان الذي وقفت عليه السيدة زينب بالتل الزينبي .
    تاريخ التل :
    يصف لنا العلامة السيد هبة الدين الشهرستاني (رض) الاحداث التي مرت على التل : وأفضت اصابات والعصابات الى هواه نحو مصرعه , وأقبل الشمر برجاله يحول بين الحسين (عليه السلام) ورحاله , واغتنمت رجالة الجيش عندئذ فرصة مصرعه لاغتنام ما في رحله , وما على اهله اولئك الذين فقدوا في تلك الساعة الرهيبة حامي حماهم , فاستفزت ضجتهم مشاعر الحسين (عليه السلام) الهادئة , فرفع رأسه وبصره إذا بأجلاف القوم زاحفون من سفح التلال من مخيمه للسلب والنهب في هذا الحال انبرت حفيدة الرسول (صلوات الله عليه وسلم) وبنت البتول الى جثمان اخيها وقد رأت الجثمان المقدس وقد مزقته سيوف البغاة ورماحهم ولقد وقفت العقيلة أمامه بجلال وحشمة وقد احاط بها الاعداء فرمقت السماء بطرفها وبعد ان عنفت قائد جيش البغي والكفر عمر بن سعد بقولها : أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر اليه ! فانصرف اللعين وهو يبكي ! (اورده الطبري) لا ادري على من يبكي ! وفي ذلك يقول الاديب والفقيه السيد حيدر الحلي (رض) :
    فان التي لم تبرح الخدر ابرزت _ عشية لاكهففـتأوى الى كــــهف
    وهاتفة ناحـــــت علـى فقد الفها _ كـما هتفت بالـــــدوح فــــاقدة الف
    لقد فزعت من هجمت الخيل ولها _ إلى ابن ابيها وهو فوق الثرى معف
    فنادت عليه حين ألفته عــــاريا _ على جسمه تسفي صبا الريح ماتسفي
    الموقع :
    يقع هذا المقام في الجهة الغربية من صحنالحسين (عليه السلام) بالقرب من باب الصحن الذي يعرف بباب الزينبية على مرتفع يسمى بـ (تل الزينبية) ويحدد البعد عن الصحن الشريف ب150 قدمويساوي 32 مترا تقريبا ويقال أن هذا التل كان يشرف على مصارع القتلى في حادثة الطف , حيث كانت العقيلة زينب (عليها السلام) تتفقد حال أخيها الامام الحسين ع وتشرف على مصارع القتلى , وتيمنا بهذا سمي هذا المزار بأسمها .
    كان المقام عبارة عن مشبك صغير من البرونز الاصفر ملصق بجدار لدار عائدة للمرحوم السيد عبد الرضا السادن بن السيد علي الكليدار أل طعمة منذ سنة 1300هـ\1882م , داخله أبيات كتبت على القاشاني بالفارسية ، ولحد عام 1976 كانت المساحة هي 40 متراً مربع تبرع بها الحاج عباس الوكيل وكان المسؤول عن تل الزينبية في تلك الحقبة من الزمن هو الحاج عبد الامير الاسدي وبقي المقام على حاله مع ترميمات بسيطة الى عام 2000 م عندما قام أحد أفراد عائلة بيت آل شبر بالتبرع لتطوير المقام ليصبح كما هو الان على مساحة تبلغ 100 متر مربع ، وقبل مدة قامت لجنة أدارة العتبات المقدسة بفتح باب ثانية للمقام لغرض استيعاب الكم الكبير من الزائرين الذين يتوافدون الى المقام بعد زيارتهم لمرقدي سيد الشهداء وأخيه ابو الفضل (عليهم السلام) وهناك سور جديد يحيط بالمقام من ضمن التحديثات التي قامت بها لجنة أدارة العتبات، ويتولى شؤون المقام في الوقت الحاضر الشيخ صلاح عبد الصاحب الكيشوان الاسدي,واليوم يشهد حملة اعمار واسعة وقبة شامخة تهوي اليها افئدة المحبين , ويتمتع المقام بمنزلة كبيرة في قلوب جميع الزائرين لما له من دلالات عظيمة من خلال وقفت الحوراء زينب (سلام الله عليها) على هذا المرتفع ومشاهدتها مصرع الهواشم، حيث يتوافد الناس على المقام بشغف ومحبة محاولين مواساتها بمصابها العظيم والتشفع بها والتقرب الى الله .

    التل في الشعر:
    واليك عزيزي القارئ الكريم مجموعة من القصائدالتي ذكرت(تل الاحزان) وذكرت تلك الفاجعة الاليمة نذكر طرفا منها :

    _ ذكر العلامة الشيخ محمد طاهر السماوي (ت_1950م) هذا المزار في أرجوزته بقوله :

    ومــــــوقع مرتفـــــع في تل مستشرف على مكان القتل
    قــال إن زينب العقـيلةجاءته ترنو السبط أو مقيله.

    _وقول الخطيب المفوه والشاعر الشيخ هادي عجام الخفاجي1908) م_1992م) واصفا السيدة زينب وهي تذرف الدموع بحرة وحنين يهد الثلين على فقد سبط طه الامين :

    علي حسين الخباز, [07/08/2021 08:09 م]
    ههنا طاح خضيب الشيب مقطـــــــــــوع الوتين
    وهنا زينـــــــب نــــــادت ياابن امي ياحســــــين.

    _ووقف الشاعر أياد نظمي الخزرجي (1937_ ) مجسدا موقف السيدة زينب ع وهي على قمة ذلك التل مناديه ربها نائحة باكية لفقد أهل بيتها .
    قائلا :
    ياأخي الزائر في هذا المقام قف, تذكر حـــقد أعداء السلام
    ها هنا زينب نـــــادت ربها ياإلهي جاءنا المـــــوت الزؤام
    وعلى التل هنا , قــد وقفت تذرف الـــــــــدمع سخيا للامام

    _ويستقطب التل الزينبي عند الشاعر حسين فهمي الخزرجي (1930_)معظم الوافدين لكربلاء لآنه مقام تشرفت به الحوراء مستغيثة بأبيها ومناديه لأخيها :

    أيها الزائر المقام تذكــــــر إنه تل زينــــب بنت حيدر
    وقفت فوقفه تنادي حسينا وهي تبكي بحرقة تتحسر

    _ ويشير المربي الفاضل الاستاذ السيد علاء طاهر هارون الموسوي (1966_ ) الى هذا الصرح الزينبي المبارك بقوله :
    وَقَفَـت على تلكَ التلالِ كأنها ترنو الـــى ذبحِ الحياةِ بكربلا
    حتى اذا ماالشمرُ نفذَ ماارادَ** بقطعهِ رأسٓ الهدى فوقَ الفلا
    يارب نادت قد اتاكَ حُسيننا** نذراً يجـــــودُ بنحرهِ كي تَقبلا

    _ويشير الشاعر الشعبي حسين الكربلائي ( ت _ 1328 هـ) إلى تل الزينبية بالمقطع التالي:
    روحـي مـن الصبـر ملت وصــــــاحت ومثلهـا مـاانسبـت حرة وصاحات؟
    على ( التل ) اوكفت (زينب ) وصاحت نـادت يـاخوتـي يهــل الحــــــميـه


    حيث نجد سر بقاء التل الزينبي خالدا للان لانه قبس ساطع يغطي سماء كربلاء وموطئ قدم سيدة نساء العالمين حيث اصبح يستقبل الزائرين وصرحلاولويه قدر الايام والسنين وحصنا للمستضعفين , ولهذا اصبح منتدى للشعر والشعراء , والحمد لله رب العالمين .
    ********************
    _ تاريخ وجغرافيائي كربلاء \ حسين زاده ص 178.
    _نهضة الحسين ص 130, هبة الدين الشهرستاني قدس .
    _ المزارات المقدسة في كربلاء ص 39 سليمان ال طعمة .
    _ مجالي اللطف بأرض الطف محمد السماوي ص54.
    _معجم المؤلفين والادباء في كربلاء مرتضى الاوسي ص89.
    _ (كربلاء ورموزها في الشعر الشعبي العراقي الحديث ) مجلة اداب البصرة العدد 51 لسنة 2010 م ص59 الاستاذ المساعد الدكتور صدام الاسدي ومدرس مساعد عبد الحسين برغش جامعة البصرة _كلية التربية
    _ كربلاء في الذاكرة ص162 سليمان ال طعمة
    _معجم الشعراء الشعبيين في كربلاء , طه الربيعي
    _ تاريخ الطبري ج4ص647​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X