تويت
الوجاهة من الألقاب الاجتماعية يتداولها الناس وهي مرتبطة بالمكانة الاقتصادية ،والريف الى الآن يتعامل معها تحت عنوان ( أبن اجاويد) والأجاويد لاتطلق على الفقراء وإنما مختصة بأغنياء العشائر وشيوخها والبعض من أبناء الاجاويد ليسوا بأجاويد إلا أنهم توارثوا الوجاهة من أهاليهم ، والوجيه سيد القوم وصاحب المنصب المرموق ، او صاحب الحظوة والسطوة او العطاء المالي السخي ، الوجاهة صارت تعزز بالتعالي والفوقية ، وهي نفسها تطالب بنبذ الطبقية وتمارسها بقوة ، والعرب هم أسسوا لمعنى الوجاهة ، ولقب العربي نفسه سيد الصحراء شعور بالتسامي اثر القنص والصيد والفروسية جعلته يحتقر أهل المهن ويعتبرهم اقل شأنا وأدنى مكانة ، كتبت الدكتورة ( ملحة عبد الله ) لا توجد في المحتمعات الغربية مثل هذه التصنيفات وفي كتاب ( قلق المكانة ) للكاتب الفرنسي ( الآن دوبوتون ) تمنح المجتمعات المكانة لمجموعات مختلفة صيادي حيوانات المحاربين العائلات العريقة ، الكهنة ، الفرسان ، الوجاهة عند العرب لمن يملك عددا اكبر من الإبل يصبح وجيه قومه ، الوجاهة لأصحاب المال ، أهل المهنة يقدرون في دول العالم ،وهذا الاحترام سبب زيادة بالانتاج ، صارت الوجاهةعندنا تعني قيمة ما يرتديه أو ما يمتلكه أو من قصر يسكنه أو سيارة يركبها ـ استفحل ظهور الطبقة البرجوازية ، والوجاهة المكتسبة خواء اجتماعي يجب التغلب عليه لصالح البناء الاجتماعي ، أي السعي لبناء المنزلة أو الاعتبار وهي من علامات احترام الناس ، ومن علامات بناء الذات الحرة ، ويرى الكاتب محمد عبد اللله فضل ان الله تعالى قال عن عيسى بن مريم عليه السلام ( ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ) الإنسان الوجيه الذي يشيد نفسه ، يجاهد هواه ، يتجنب نزاوته وإطماعه قادر على التحكم بانفعالاته وتصرفاته ، فليس الجاه لمال أو لسلطة أو لنفوذ ، الجاه الحقيقي ان يكون الانسان عند الله صاحب خطوة وقيمه ودرجة والتحلي بالايمان ،البعض الى الآن يعتبر الوجاهة تعني الامور الظاهرية والتظاهر خداع حتى ان بعض منهم يستدين ليلبس ، قدمت لنا الأحزاب السياسية الكثير من وجهاء الانتماءات الفرعية والتحزبية من لصوص وقتلة ومرتشين ومخادعين باعوا الوطن والناس من اجل وجاهة خادعة ( الكرسي ) ومن بعض الوجاهة المبتذلة التعامل باناقة مبالغ فيها الى حين انتهاء صلاحيات التثقيف االانتخابي ويتغير الحال بعد الانتخابات وتصبح تلك الوجاهة حوتا يلتهم القمر ويبلع معه كل الوعود وتتأجل الوجاهة ويفقد طعمها الى اربع سنوات أخرى لنخبة وجهاء أخرى ووعود حصص تموينية تصدر وجهاء جدد والله كريم ،
]
&&