عنترة بن شداد وهم أم حقيقة ) ( مصطفى سبحان )

[علي حسين الخباز]

نسج المخيال العربي سيرة عنترة ، وجملها الروائي حتى غدت أسطورة عربية ، كتب الدكتور محمد الجويلي بان هذه السيرة تشبه الأساطير الإغريقية رغم اختلاف التفاصيل لكنها نسجت ملامح البطل الأسطوري باتفاق الطرفين ، عنترة فارس العرب وعنترة شاعر العرب وفخرها وعزها ورمز الشجاعة والقوة ، في مخيال العرب يشبه به كل صاحب موقف شجاع ، جمعوا فيه كل الخصال الشجاعة بطل لايقارع وشاعر لايجارى وعاشق مرهف الإحساس ، استخدمها بعض كتاب الأدب المبتسم وجعلوا منه سيرة غريبة ، الكاتبة (سمر سلامة ) كتبت عن رواية ابي الفرج الاصفهاني في كتاب الأغاني ان عنترة ينتمي الى قبيلة عبس العربية رفض والده الاعتراف به لأن امه جارية ( زبيبة ) اسرت في احدى الحروب وظل منبوذا إلى أن بلغ الشباب قاتل دفاعا عن قومه فاعترف به والده أحب ابنة عمه ذات الحصن والصيت وراح يطلق عليها القصائد ، معظم الحكايات تنتهي عند هذا الحد وتخفي امر الخاتمة هل تزوجها ام مثلما هو معروف حرموه منها كونه تشبب بها والعرب لا تزوج من يتشبب بابنتهم ، لكن في رواية سمر سلامة تزوجها وبعد ستة أشهر زواج ولم تظهر عليها إعراض الحمل بدأ القلق يدب في قلب عنترة فتزوج عليها ثمان سيدات ، ، وذكر كتاب سيرة عنترة بن شداد انه تزوج على عبلة مججموعة نساء (مهرية ) التي أنجبت له ميسرة ، و( مروة ) أنجبت له ابنه ا الغضبان و( الهيفاء ) انجبت له ابنه عنيترة ، و( غمرة ) انجبت له عنصوب ، و(مريم ) انجبت له ( الغنضفر ) وولد اسمه ( الجوفران ) و ( ودر ملك ) انجبت جار المعلم وزيدان ، وانقطعت اخبار البقية من الزوجات تقول عبلة لو ملك عنتر مائة امرأة فهو لايريد سواي ، انا التي هجرته والحمد لله اني لم ارزق منه بولد ، لم تقتصر سيرة عنترة على الأدب والتاريخ بل كانت من قصص التراث الشعبي والحكواتية اضافوا كل ما يريدون لعنترة لخلق الدهشة عند المتلقي حتى صاروا يسمون العناترة فظل المخيال العربي يعيد انتاج عنترة باستمرار ولاقت سيرته الشعبية رواجا كبيرا في فترات الاستعمار في رواية ابو فرحان الحمصي للكاتب ( خطيب بدلة ) كان عنترة الله يرحمه مريضا يعاني من نزلة برد وجلست عبلة بالقرب من مضجعه في الخيمة تعصر له ليمونا حامضا وحصرما وتسقيه العصائر ،حتى يشفى واخذته رعشة البرد ، اضرمت له النار بالخيمة وقامت تجمع له الخرق لتسد ثقوب الخيمة ، واذا قرع بباب الخيمة يقرع ، خرجت لهم عبلة واذا بهم رجال من عبس تعرضوا للغزو وجاءوا يستجيرون به فطردتهم عبلة ، سمعها عنتر فنهض وهو يصيح ( عونكم ) ولد العم دفعها عنترة بقوة وخرج ليحرر قومه ، والقصة في هذه السيرة طويلة ، ان شخصية عنترة العبسي لم ينحتها الواقع بقدر ما نسجها المخيال الشعبي وأضاف اليها الكثير من الحكايات والروايات ، بعض الادباء والكتاب لاحظوا التعاشق بين سيرة عنترة وسيرة السيد فارس قشتالة الاسبانية كتبها كورناي وكذلك الالياذة سيرة أخيل تشبه كثيرا سيرة عنترة ، المخيال الاغريقي عاملها اسطورة غير واقعية ، السيرة الشعبية عندنا صورته فارسا اسطوريا بطلا ملحميا ورغم هذا فان رواة السير عندنا يتعاملون مع سيرة عنترة وكانها حكاية حدثت بالامس القريب ،