إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غربة زينب ليلة الحادي عشر /د. ورود الموسوي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غربة زينب ليلة الحادي عشر /د. ورود الموسوي

    ليلٌ غريبٌ وروحٌ تَسلّى العابثونَ بغربتها ،
    وزينبُ تحضنُ رجفةَ قلبها كي لا تُرجِف قلوب الثّكالى!
    تُمسكُ الصّبرَ من يده لتمرَّ على فقدهنَّ!
    وتلملمَ خوف اليتامى والأيامى
    وحين تطمئنّ على أوجاعهنّ
    تأخذُ ركناً قصيّاً لتصلّي من جلوس!

    فللهِ ما رأتْ وما مرَّ عليها من أسى!
    تدري بأنْ لا وقتَ للنحيب الآنَ
    ولا وقتَ للدمعِ ،
    فالدمعةُ امراةٌ -مثلُها- تحتاجُ بيتاً يَسترها كي تهلَّ على مهلها!

    فيا زينب الكبرى
    يا ابنةَ الأكرمينَ النّجباء
    أيُّ وجَعٍ أصابَ قلب هذا الليل
    وأنتِ تتخذينه سِترا،
    تحثّين الخطى بانحناءةٍ بانت على أضلاعكِ؛
    أضلاعكِ التي ما انحنتْ -قطُّ- حينَ كان إخوتكِ وأبوكِ !

    ويلَ هذا الليل وهو يوغلُ بغربته ، بصمته والأنين
    وأنتِ تَخْطِين مسرّعةً لمصرعِ أخيكِ ،
    باللهِ ماذا رأيتِ؟
    وكيف استطاع قلبكِ أن يرى؟
    وكيف استنطقتِ المشهدَ الدامي
    ليقفَ الزمانُ كلّه على كفّكِ وحدَك
    وكيفَ ضاقَ صدرك بالأسى والنحيب!
    وأنتِ تعللينَه بالصبر
    وتهدهدينه بالله!
    كيفَ صرتِ صبراً خالصاً انْهَدَّ الصبرُ أمامه وانهدم!

    أيُّ قوةٍ تلك التي تسللتْ لقلبكِ يا زينب؟
    أيّ صلابةٍ امتدّت ليديكِ الهزيلتين؟
    وأيّ روحٍ نفَخَتْ بروحكِ الثكلى
    وأنتِ تضعينَ يديكِ تحت ظهر أخيك الحسين
    لترفعيه عن الأرضِ ما استطاع حولكِ وقوّتكِ،
    لترفعي ما استطعتِ ما ظلَّ منه،
    لترفعي ما استطعتِ سيدَ شباب أهل الجنّة ،
    لترفعي ما استطعتِ ريحانةَ النبيّ ،
    لترفعي ما استطعتِ ابنُ أبيكِ وأمّكِ وآخرِ ما بقي لكِ في هذي الدنيا الغابرة ،
    لترفعي ما استطعتِ جسداً جالت عليه الخيول فمزقته!

    باللهِ عليكِ ؛ كيفَ استطعتِ؟!!
    وأيُّ قوّةٍ تلك التي ملأت كيانك فاستطعتِ؟؟
    وكيف كنتِ و الكونُ صامتاً أمامكِ،
    والصبرُ منذهلاً خلفكِ
    وأنتِ ترفعين ما استطعتِ جسدَ أخيكِ الحسين
    ترفعينه بروحكِ الناحلة
    ناظرةً لربّكِ،
    لسماءٍ امتلأت بالدم والغضب
    وبما ظلَّ فيكِ ، بما استطعتِ ترددينَ :
    "اللهمَّ تقبّل منّا هذا القربان"!

    وسبحانه من قربانٍ ملأ الدنيا حياةً وشموخاً!

    فسلامٌ على قُربانِ آلِ محمّد
    سلامٌ على جسد الحسين
    سلامٌ على غربتِكَ الليلة
    سلامٌ على الحوراءِ ما بقيَ الدّهرُ
    سلامٌ على القلب الكبيرِ وصبره
    سلامٌ على غربةِ الكون هذي الليلة
    سلامٌ على آلِ محمّدٍ في العالمين
    *
    *

    ليلة الحادي عشر من المحرم 1445

    #ماتعلمتُه_من_الحسين
    #الحسين_روح
    #ورود_الموسوي​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X