دمعٌ من مُتحَفِ ٱلطَّفِّ)
عيونُ ٱلطّفِّ تقترحُ ٱنفجارا بِتوقيتِ ٱلأسى تَجني ٱلثِّمارا
فَيُثلَمُ مِنْ عُروشِ ٱلغَيمِ دَمعٌ
يُكلِّفُ مُهجَةَ ٱلنّايِ ٱنفِطارا
كَظَهرِ حُسينِها أَحناهُ سهْمٌ بِعَيْنِ ٱلبَدرِ ، فَٱنكسَرَ ٱنكِسارا
وعُنقودُ ٱلجَوى يَكتَظّ لهْفًا
بِحبّاتِ ٱلمُنى ٱنفَرطَتْ نَثارا
لِتَحشِدَ بالأسى مُهَجَ ٱلسّواقي
و تَملأَ مِنْ مدامعِها جِرارا
وَتطَّرِدُ ٱلمَشاهدُ فيهِ حُزْنا ؛
تنُثّ ٱلآهَ مِنْ قَصَبِ ٱلحَيارى
حَصادُ ٱلطَّعْنِ أَفئدةٌ تَسامَتْ
و تمْرةُ نَخْلِها غَمَزَتْ ثِمارا
تجودُ بِوَشْلِها و تدسُّ شكوىً
بِجَيبِ بُطَينِها فيصيرُ دارا
صدورٌ عبّدَتْها كالمماشي
خُطى ٱلأهوالِ تَدْرَخُها مَسارا
صدورٌ .. مَسكنُ ٱلرَّبِّ؛ ٱستعارَتْ
- لِيسكُنَها - ٱلتَّصبُّرَ ، مُستَعارا
بِمُتحَفِ حُزنِها ٱدَّخَرَتْ دُموعًا
تُزجِّجُها و لا تَنوي ٱنْهمارا
و في خَبَرٍ يُؤثِّثُهُ ٱندهاشٌ
مِنَ ٱلصّبرِ ٱلّذي ينمو ٱزْدهارا
بِمرأةِ ٱلسَّماءِ ٱنداحَ طيْفٌ
حُسُينُ ٱللّهِ جَلّاهُ ٱنبِهارا
تَشَكّلَ في إِطارِ ٱلقُدْسِ رَبًّا لِألوانِ ٱلمصائبِ مُستَخارا
أَحاطَتْهُ ٱلمَباضِعُ في مَدارٍ،
فدارَتْ كأسُها دمَهُ ٱختيارا
و بنتُ ٱلقوسِ صاحَتْ هَيْتَ،
خُذْنَي
تراودُ صدرَهُ طَعْنًا مِرَارا
لِقلبِ ٱلسِّبْطِ زَفَّتْ مِنْ هَواها
مُثَلَّثَها لِتَغرِسَهُ ٱختيارا
فَلبّى ٱلسِّبْطُ إغواءً مُحالًا
لِوصْلِ حبيبِه ٱلمقصودِ سارا
وكانَ ٱلصّبرُ ثوبًا مَخمَليًّا
يَشِفُّ وُضوحُه عِشْقًا تَوارى
تَداعى ٱلجُرحُ لِلْغَيماتِ جَمْرًا
فَصلَّتْ فَرْضَها فيهِ ٱحْمِرارا
دِماءً أَمْطرَتْ ، و كأنَّ سَهْمًا
لِكَبْدِ ٱلأُفْقِ يَقصِدُ حِينَ طارا
فَشكَّ ٱلحِقدَ في ٱلمِشكاةِ قَصْدا
لِسَفْكِ ٱلضّوءِ حولَ ٱلعَرْشِ حارا
و رَجَّ ٱلكونَ صوْتٌ مستحيلٌ
إلى حَدَثٍ جَسيمٍ قد أَشارا
أَلا نُحِرَ ٱلْإبا في ٱلأرضِ صَبْرًا
فَأوْجسَ منه جبريلُ ٱحتضارا
وشقَّتْ جَيبَها ٱلأملاكُ حُزْنًا
لِترْفعَ بٱلسَّوادِ لها شِعارا
و زينبُ مِنْ قطوفِ ٱلطَّفِّ أيضا ، وغصْنُ ٱلنَّصْرِ ،
يمتشِقُ ٱصْطِبارا
فَلَمْ تَنكَلْ مِنَ ٱلأعداءِ إِلّا
لِكَفِّ رُبَّما ٱختَلسَتْ خِمارا
فلا وٱللهِ لَمْ تجرؤْ ، رِمالٌ
وعَيْنُ ٱلنّهْرِ تكْتنِزُ ٱلنَّهارا
حميدة العسكري العراق/ 1445ه
عيونُ ٱلطّفِّ تقترحُ ٱنفجارا بِتوقيتِ ٱلأسى تَجني ٱلثِّمارا
فَيُثلَمُ مِنْ عُروشِ ٱلغَيمِ دَمعٌ
يُكلِّفُ مُهجَةَ ٱلنّايِ ٱنفِطارا
كَظَهرِ حُسينِها أَحناهُ سهْمٌ بِعَيْنِ ٱلبَدرِ ، فَٱنكسَرَ ٱنكِسارا
وعُنقودُ ٱلجَوى يَكتَظّ لهْفًا
بِحبّاتِ ٱلمُنى ٱنفَرطَتْ نَثارا
لِتَحشِدَ بالأسى مُهَجَ ٱلسّواقي
و تَملأَ مِنْ مدامعِها جِرارا
وَتطَّرِدُ ٱلمَشاهدُ فيهِ حُزْنا ؛
تنُثّ ٱلآهَ مِنْ قَصَبِ ٱلحَيارى
حَصادُ ٱلطَّعْنِ أَفئدةٌ تَسامَتْ
و تمْرةُ نَخْلِها غَمَزَتْ ثِمارا
تجودُ بِوَشْلِها و تدسُّ شكوىً
بِجَيبِ بُطَينِها فيصيرُ دارا
صدورٌ عبّدَتْها كالمماشي
خُطى ٱلأهوالِ تَدْرَخُها مَسارا
صدورٌ .. مَسكنُ ٱلرَّبِّ؛ ٱستعارَتْ
- لِيسكُنَها - ٱلتَّصبُّرَ ، مُستَعارا
بِمُتحَفِ حُزنِها ٱدَّخَرَتْ دُموعًا
تُزجِّجُها و لا تَنوي ٱنْهمارا
و في خَبَرٍ يُؤثِّثُهُ ٱندهاشٌ
مِنَ ٱلصّبرِ ٱلّذي ينمو ٱزْدهارا
بِمرأةِ ٱلسَّماءِ ٱنداحَ طيْفٌ
حُسُينُ ٱللّهِ جَلّاهُ ٱنبِهارا
تَشَكّلَ في إِطارِ ٱلقُدْسِ رَبًّا لِألوانِ ٱلمصائبِ مُستَخارا
أَحاطَتْهُ ٱلمَباضِعُ في مَدارٍ،
فدارَتْ كأسُها دمَهُ ٱختيارا
و بنتُ ٱلقوسِ صاحَتْ هَيْتَ،
خُذْنَي
تراودُ صدرَهُ طَعْنًا مِرَارا
لِقلبِ ٱلسِّبْطِ زَفَّتْ مِنْ هَواها
مُثَلَّثَها لِتَغرِسَهُ ٱختيارا
فَلبّى ٱلسِّبْطُ إغواءً مُحالًا
لِوصْلِ حبيبِه ٱلمقصودِ سارا
وكانَ ٱلصّبرُ ثوبًا مَخمَليًّا
يَشِفُّ وُضوحُه عِشْقًا تَوارى
تَداعى ٱلجُرحُ لِلْغَيماتِ جَمْرًا
فَصلَّتْ فَرْضَها فيهِ ٱحْمِرارا
دِماءً أَمْطرَتْ ، و كأنَّ سَهْمًا
لِكَبْدِ ٱلأُفْقِ يَقصِدُ حِينَ طارا
فَشكَّ ٱلحِقدَ في ٱلمِشكاةِ قَصْدا
لِسَفْكِ ٱلضّوءِ حولَ ٱلعَرْشِ حارا
و رَجَّ ٱلكونَ صوْتٌ مستحيلٌ
إلى حَدَثٍ جَسيمٍ قد أَشارا
أَلا نُحِرَ ٱلْإبا في ٱلأرضِ صَبْرًا
فَأوْجسَ منه جبريلُ ٱحتضارا
وشقَّتْ جَيبَها ٱلأملاكُ حُزْنًا
لِترْفعَ بٱلسَّوادِ لها شِعارا
و زينبُ مِنْ قطوفِ ٱلطَّفِّ أيضا ، وغصْنُ ٱلنَّصْرِ ،
يمتشِقُ ٱصْطِبارا
فَلَمْ تَنكَلْ مِنَ ٱلأعداءِ إِلّا
لِكَفِّ رُبَّما ٱختَلسَتْ خِمارا
فلا وٱللهِ لَمْ تجرؤْ ، رِمالٌ
وعَيْنُ ٱلنّهْرِ تكْتنِزُ ٱلنَّهارا
حميدة العسكري العراق/ 1445ه