إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما هو مصير الذين شهدوا واقعةَ الطفِّ ولم يشتركوا في القتال؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هو مصير الذين شهدوا واقعةَ الطفِّ ولم يشتركوا في القتال؟


    ❂ يُحدّثنا عبدالله بن رباح القاضي، يقول:
    (لقيتُ رجُلاً مكفوفاً -أعمى- قد شهِد قتْلَ الحسين عليه السلام، فسُئل عن بصَرِهِ فقال:
    كنتُ شهدتُ قتْلَهُ -أي الحسين- عاشرَ عشرة، غير أنّي لم أطعن برُمح، ولم أضرب بسيف، ولم أرمِ بسهم،
    فلمّا قُتِل رجعتُ إلى منزلي وصلّيتُ العِشاء الآخرة ونمت،
    فأتاني آتٍ في منامي فقال: أجب رسولَ الله، فقلتُ: ما لي وله، فأخذ بتلابيبي وجرّني إليه، فإذا النبيُّ جالسٌ في صحراء، حاسرٌ عن ذراعيه، آخذٌ بحرْبةٍ ومَلَكٌ قائمٌ بين يديه وفي يدِه سيفٌ مِن نار يقتلُ أصحابي التسعة، فكلّما ضرب ضربةً التهبت أنفُسُهم ناراً،
    فدنوتُ منه وجثوتُ بين يديه وقلتُ: السلامُ عليك يا رسول الله، فلم يردّ عليّ، ومكث طويلاً،
    ثمّ رفع رأسَهُ وقال:
    يا عدوّ اللهِ انتهكتَ حُرمتي، وقتلتَ عِترتي، ولم ترْعَ حقّي، وفعلتَ وفعلت،
    فقُلتُ: يا رسولَ الله ما ضربتُ بسيفٍ ولا طعنتُ برُمح، ولا رميتُ بسهم، فقال: صدقت ولكنّك كثّرتَ السواد،
    ادنُ مِنّي، فدنوتُ منه فإذا طستٌ مملوءٌ دماً، فقال لي: هذا دمُ ولدي الحسين، فكحّلني مِن ذلك الدم، فانتبهتُ حتّى الساعة لا أبصرُ شيئاً)
    [البحار: ج٤٥]
    〰️〰️〰️〰️〰️
    [توضيح]
    الرواية تُحدّثنا عن شخصٍ كان مع جيوش بني أُميّة، وشهِد قتْلَ الحسين، ولكنّه لم يشترك في القتال،
    ورُغم ذلك فإنّ رسولَ اللهِ بشكلٍ صريح بيّن لنا موقفَهُ منه بأنّه لا فرقَ بينهُ وبين مَن اشتركوا في القتال

    هذا الموقف الواضح مِن رسولِ اللهِ هو ردٌ صريح على كل من يقول :
    بأنّه ليس كلّ مَن حضر لقتالِ الحسينِ في عاشوراء هو ناصبي!
    هؤلاء الذين يتحدّثون بهذا المنطق يُخالفون ثقافةَ أهلِ البيت عليهم السلام

    لاحظوا الرواية جيّداً،
    حين رأى هذا الأعمى رسولَ اللهِ المنام، سلّم على رسولِ الله صلى الله عليه وآله، ولكنّ رسولَ اللهِ لم يرد السلامَ عليه، وتلك إشارةٌ إلى كُفرِه،
    فلو كان هذا الأعمى مُسلماً، لردَّ عليه رسولُ اللهِ السلام؛ لأنّ ردَّ السلامِ على المُسلمِ واجب،
    فهل يُخالفُ رسولُ اللهِ أحكامَ رسالتِهِ وهو في مقامِ الأسوةِ للناس؟!
    قطعاً لا، ولكنّها إشارة إلى أنّ هذا الأعمى كافرٌ لا يستحقُّ ردَّ السلام،
    فالنبيُّ هنا لم يرد السلامَ على هذا الأعمى اللعين، بل إنّ رسولَ اللهِ وصفه بأنّه: (عدوّ الله) ونسب إليه القتلَ وانتهاكَ الحرمةِ وكلّ ما صنعهُ المُشتركون في المعركة،
    فرسولُ الله لا يرى فرقاً بين مَن اشترك في القتال وبين مَن حضر المعركة مُتفرّجاً فقط ولم يشارك،
    وقد أكّد رسولُ اللهِ هذا المعنى في رواية أخرى يقول فيها:
    (فقُبّحت أُمّةٌ ترى أولاد نبيّها يُقتَلون ظُلماً وهم لا يُغيّرون‌! إنّ القاتل والآمِرَ والشاهد الذي لا يُغيّر كُلّهم في الإثم والّلعان سواءٌ مشتركون)
    يعني حتّى الذي شهِد قتل عترة النبيّ ولم يُغيّر فهو كالقاتل بلا فرق
    ويُؤيّد ذلك قولُ سيّدِ الشهداء للرجلين اللذين اعتذرا عن نُصرتِهِ وكانا على مقربةٍ مِن كربلاء، قال لهما:
    (انطلقا فلا تسمعا لي واعية، ولا تريا لي سواداً؛ فإنّه مَن سمِع واعيتنا أو رأى سوادَنا فلم يُجبْنا ولم يُغثْنا، كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يُكبّهُ على منخريه في النار)
    لاحظوا.. إذا كان حتّى الذي لم يشهد المعركة ولكن كان على مقربةٍ من كربلاء وسَمِع استغاثةَ الحسين وصُراخَ العائلةِ الحسينيّة ولم ينصر الحسين.. فحالُهُ كحال قتَلةِ الحسين بلا فارق،
    فكيف بالّذي شهِد المعركة بنفسِهِ وإن لم يُقاتل؟!
    فهذا الأعمى الّلعين حين حاول أن يبحثَ عن عُذرٍ لنفسِهِ بأنّه لم يشترك في المعركة.. قال له رسولُ الله: (ولكنّك كثّرتَ السواد)
    أي أنّك وإن لم تشترك في القتال، فقد كُنتَ رقماً يزيدُ في عدد جيشِ الباطل المُحاربِ للحسين وإن لم تشترك في المعركة،
    وهذا يكفي لتكونَ واحداً مِن القَتَلة

    منقول بتصرف

    التعديل الأخير تم بواسطة الاسلام الغريب; الساعة 31-07-2023, 05:23 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X