( مسلم بن عقيل واتفاق شريك الاعور) ( سعد عبد الرسول الخفاجي )

[علي حسين الخباز]

حاول الكثير من المنبهرين بشطحاتهم إيجاد مناطق جدل يهجمون وينتقصون رسالة الحسين عليه السلام ونهضته ، ومن المحاور التي كثر الهجوم منها هي قضية مسلم بن عقيل عليه السلام اشار البعض منهم الى البطل مسلم بن عقيل على انه لايمتلك الحنكة القيادية، او ليس شجاعا بما يكفي معتمدين بحكمهم على بعض المواقف المؤولة سلبا ومنها موقف شريك الاعور، نقول ان مسلم بن عقيل عليه سلام الله كان من خيرة اصحاب الامام الحسين عليه السلام وكان ثقته من أهل بيته ، ، ولم يبعثه الى الكوفة مقاتلا بل بعثه دليلا لأنطلاقته الى الكوفة ، الاوامر التي وجهت اليه هي التقوى والكتمان واللطف يقال ان هناك اتفاقا حدث بين شريك بن الاعور الهمداني ومسلم بن عقيل بالفتك بابن زياد ، الكثير من الامور التي تحتاج التأمل في هذه القضية ويبدو انها موضوعة بحرفة عالية ، لا اعتقد ان مسلم بن عقيل يوافق على موآمرة الفتك وهو ابن بيت لاتسمح له شجاعته بمؤآمرة الفتك بعد هذا قضية زيارة ابن زياد لشريك فيها الكثير من التأويلات التي تمنح ابن زياد خصال المحسن والشجاع ، فهل بيت هانيء بن عروة بالنسبة لأبن زياد هو بيت موثوق منه سياسيا اما ان ابن زياد تعامل لكسب كبار الجاه في الكوفة ، اشياء كثيرة تحتاج تأمل في تفصيل الرواية وهل يدخل ابن زياد وهو المحنك بالفتك دون ان يأخذ بعض احتياطات التفتيش وهذا يعد من النكوص في الفكر القيادي العسكري ، ولهذا نجد ان دخول مسلم بن عقيل الى الخزانة امر لابد ان نتأمل فيه دون النظر الى المنشور الاستنساخي وقد يكون كل هذا المنشور من مصدر واحد ، في سبعينيات القرن المنصرم تجرأت محامية عراقية اثارة مثل هذه الشكوك ( بدور زكي الددة ) بالبحث عن نقاط مفتعلة لايجاد مناطق ضعف في شخصية مسلم بن عقيل نتأمل في تبرير مسلم ، ما منعك منه يقول في احد المصادر كراهية هانيء ان يقتل في داره وفي مصدر آخر يقول اما والله لو قتلته لقتلت فاسقا فاجرا وفي رواية ثالثة ان امرأة هانيء تعلقت بمسلم واقسمت عليه بالله ان لايقتل ابن زياد في دارها ، الرواية الثالثة التي تناقضت مع سابقتيها يقول هانيء يا ويلها قتلتني وقتلت نفسها والذي هربت منه وقعت به ، المشكلة ان اغلب تلك المصادر تحتوي تلك النقائض على اساس احتمالات رواية، لقد طعنوا كثيرا في شخصية بطل من ابطال الاسلام والطعن بمسلم بن عقيل هو الطعن بسلامة اختيار الامام الحسين عليه السلام لمسلم لمهمة كبيرة وخطيرة كهذه المهمة ، وهذا يعني طعن في حكمة الحسين وقيادته ، والتأمل يأخذنا الى النظر في مهمة مسلم بن عقيل جاء الى الكوفة بمهمة محددة من قبل الإمام الحسين عليه السلام ، الوقوف على حال اهل الكوفة واخباره بحالهم ولم يأمره بقتال أحد ، ولم يكن هناك أي اذن له من الامام الحسين عليه السلام بفتح اي معركة على الاطلاق ، فكيف يصح ان يبادر الى امر خطير كهذا ، هو تربية علي أمير المؤمنين الرجل الذي رفض استلام الدولة لكلمة ان يقول ساحكم على سنة الشيخين ، البعض يقول لو قالها وانقذ الدولة لكان لو قالها لخسرنا علي بن أبي طالب عليه السلام هذه هي قيادات اهل البيت عليهم السلام ، لم تقل الروايات كلها ان هناك اتفاقا جرى بين مسلم بن عقيل عليه السلام وشريك بل هناك رأي مقترح لشريك لم يكمل الجملة الا وابن زياد بالبا ب ، وانتهى الأمر الى هذا الحد ، لم تكن هناك موافقة اطلاقا ولم تتهيأ الامور ، ولم يحصل استعداد لردات الفعل من قبل الجيش الشامي المتواجد في الكوفة ، ناتي الى مسألة اخرى اهم من الفتك بالناس من أدب الامام الحسين ولا من ادب الإسلام أصلا فالمؤمن لا يفتك ومن الطبيعي إن مسلم بن عقيل يتمسك بهذه الحكمة قبل ان يوافق لا بعدها ، هو من اهل بيت يحتجون على العدو ويقربون ويعظونهم وينصحونهم ويحاولون اقناعهم بتحاشي الحرب وهم داخل الحرب ، كان مولاي امير المؤمنين يحاول ان يدفع الاعداء الى السلام ، والمعروف عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، ما كانوا يبدأون احدا بقتال فكيف يتفق مسلم بن عقيل على الفتك ، وهو ضيف في بيت هانيء حتى هانيء بن عروة لم يعط موافقة على الفتك ، ، مسلم بن عقيل تلميذ مدرسة علي بن ابي طالب عليه السلام لم يرض بقتل ابن ملجم مع ان هناك مقدمات تشير اليه ، انا ما زلت اؤمن بان رواية النكوص عن الفتك مفبركة لمزايا اموية