إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أنا لا أتمنى الشهادة سوسن عبدالله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنا لا أتمنى الشهادة سوسن عبدالله


    تتنفس بين الرسائل ابتسامته التي لم تفارقه / بالمناسبة هذا حال أغلب المقاتلين الذين التقيت بهم في الحشد طيلة سنوات المواجهة، قرأت ما كتبه في رسالته الأولى، أتينا إلى جبهات القتال كي نغرس المعروف في هذه المدن والقرى التي تصحرت رغم أشجارها وخضارها، شيخ مقاتل يعتمر العمامة على قلبه قبل رأسه، قال أحد القادة يوما أن الأرض التي نريد تحريرها معقدة بعض الشيء تحتاج إلى دراسة، عقب حينها الشيخ مصطفى فاروق الإبريسم:
    ـ الأرض في غاية البساطة، الإنسان هو من يترك عقده على وجهها، بل يراها الملاذ، احتفلت نفسي بالطمأنينة في هذا اللقاء وشعرت بأن الحوار معه سيكون نافعا، الرجل له ملكاته المنبرية المتمكنة وله مواهبه الخطابية وسرعة الارتجال وعفوية الخاطر، هذه الصورة التي رسمتها قبل أن التقيه.
    كنت أريد أن أبتدأ الحوار بما يكون قريبا عن نفسية المقاتلين فسألته هل تتمنى الشهادة؟
    وفي راسي تدور فكرة الموافقة لنصل إلى أسباب هذه الأمنية، لكنه فاجأني -أجاب لا أنا لا أتمنى الشهادة،
    هذا الجواب أربكني وربما يتجاوز قدرتي على فهم العبارة، صرت أنظر إلى وجهه وأشعر بحاجتي إلى مقدرة تستوعب هذا النص، الرجل مقاتل في الحشد وهو من مواليد 1958م ومن البصرة المعطاءة، سرعان ما أدرك حرجي وسعى لتوضيح ما ينتابني من شعور، أجابني مبتسما، أنا جئت إلى هنا لأنتصر، لأحرر البلاد من داعش، لأكسر رؤوسهم، أما الشهادة لها مكان أقدس من هذا المكان، وهل هناك في الكون من لا يحلم مثل هذه الحلم.
    وإذا حضرت الشهادة في ميادين الحشد، أجابني أنا أبن عائلة موالية لأهل البيت عليهم السلام بيتنا في العشار، تربيت وسط المواكب الحسينية والتعازي ويا حسيناه، ولبيك يا حسين، وأبد والله ما ننسى حسيناه هذا تمييز الانتماء إلى أهل البيت، بعد نجاحي ونيل شهادة الدبلوم الصناعي، وجدت عندي ميولا جادة لساحات الجهاد وسعادتي حين حولت الانتماء إلى واقع جهادي، شاركت في معارك الرقة وريف حلب دفاعا عن المرقد الزينبي المبارك، بعد هدنة صمت، نظر إليَّ وقال نجحت في عقد الصلة مع نفسي ومع الإيمان الحسيني، سر جاذبية الميادين هو الحسين عليه السلام، تعلمنا من الحسين عليه السلام أشياء كثيرة
    نحن حماة الخيام وأبناء الميادين، التي تشهد لنا بالشجاعة ونحن حسينيون ننتمي إلى الإنسانية واللطف، ليس منا من يهاب الموت
    في الحرب تحضر كل ملكات الإنسان الهاجعة في أعماقه، سيكون لها متسعا من النشاط، ولا يخفي منها شيئا، وهذه الملكات تكون مؤثرة للغاية، لكن بقى في نفسي السؤال عن الأمنية
    شاركني الحوار صديقه السيد موسى وقد اشترك معه في مواقع كبيرة وهو ابن ديرته العشار يقول لقد قاتلنا الدواعش في سوية في قطاع أبو غريب محور الرفوش، أعتقد إذا أنصفته ستعتقدين بأني أمتدحه لأنه صديقي، هو مقاتل شجاع اشترك في الكثير من المعارك وعلى جبهات عديدة، وفي مناطق متعددة كان لا يخاف الموت، وكان رجل دين يفهم طالبه بالشرح المبسط كي يفهمه وله صوت مؤثر، خرج من إحدى الملاجئ رجل أشيب وقور، قال لي:
    ـ ابنتي سأضيف لك بعض الأمور، قلت نعم شيخنا أنا أريد أن أصل إلى معناه ومن الجميل أن يوصلني إلى المعنى أكثر من رأي:
    ـ كان الشيخ مصطفى الإبريسم عالما له العديد من المؤلفات المهمة، كتاب حقائق التأريخ للإمام علي عليه السلام، وإلى كتاب ثورة الإمام الحسين عليه السلام، عرفت من خلال هذه المعايشة أن حياة المرء أن هي إلا حلم، ولا تستطيع أن تستوعب مثل هذه المواهب واكتشفت أن الجناة أرادوا من الحرب اشغال هذه العقول بالحرب بدل أن يعتمروا المكتبات علما ومعرفة، عدت إليه وفي قلبي بقايا سؤال:
    ـ شيخنا الجليل هل تتمنى الشهادة؟
    ـ أنا جئت لأنتصر والشهادة ادخرتها بين يدي إمامي صاحب الزمان عجل الله فرجه وأن وقعت الشهادة الآن أسأل الله أن يثبت قدمي لها، ويقوي قلبي على الإيمان قلت آه لو تعرف أنك ستجعل من الصقلاوية كربلاء ومنها ستلتقي بالمهدي صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X