تويت
ممن يُؤخذُ الثأر...
اطلق الأئمة عليهم السلام شعاراً تاريخياً بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وطلبوا من شيعتهم التمسك به "يا لثارات الحسين" حتى ظهور ولي الله وحجته (عجّل اللهُ فرَجهُ الشَريف)..
والسؤال هنا: ممن يأخذون الثأر والقتلة تحت الاجداث!!. والمختار قد أخذ ببعض الثار..
الجواب: إن الشخصية الربانية العالمية للامام الحسين (عليه السلام) ليست كأي فرد من المجتمع، وإنما تمثل الخط الالهي الذي بدأ بالنبي آدم (عليه السلام) ويُختتم بالإمام المهدي (عجّل اللهُ فرَجهُ الشَريف).
وفي مقابله الخط الشيطاني المتمثل بالظلم والعدوان.
ومن هنا فقتلُ الامام الحسين ما هو إلا محاولة لمحق هذا الخط الالهي والقضاء عليه، {مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً}، لذا فهو ثار الله وابن ثاره.
ويُبيّن الإمام الصادق (عليه السلام) هذه الحقيقة حيث يقول:
"إِنَّا وَآلُ أَبِي سُفْيَانَ أهْلُ بَيْتَيْنِ تَعَادَيْنَا فِي اللهِ، قُلْنا: صَدَقَ اللهُ، وَقَالُوا: كَذَبَ اللهُ، قَاتَلَ أَبُو سُفْيَانَ رَسُولَ الله (صَلَّى الله عليه وآله)، وَقَاتَلَ مُعَاوِيَةُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام)، وَقَاتَلَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (عليهما السلام)، وَالسُّفْيَانِيُّ يُقَاتِلُ القَائِمَ (عليه السلام).
وهنا نقطتان:
الأولى: إنّ ما تحثُّ عليه الروايات من طلب الثار ليس بمعناه الفردي الانتقامي الضيق، وإنما بمعناه الالهي العام، فقد حَرَمَ المجرمون وأعوانهم والراضون بأفعالهم، الانسانية من الانتفاع من أنبياء الله وأولياءه، الذين إنْ حكموا سادت الأرض قسطاً وعدلاً، وأي ذنب أعظم مما اقترفوه، لو عذّب الله به أهل الارض ما كان كثيراً.
فالذي عقر الناقة واحد ولكن عذّب الله أكثر من مئة الف، لسكوتهم عن الباطل..
عن الإمام الباقر (عليه السَّلام): كَانَ عَلِيٌّ (عليه السلام) يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ الرِّضَا وَالسَّخَطُ، وَإِنَّمَا عَقَرَ النَّاقَةَ رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَلَمَّا رَضُوا أَصَابَهُمُ الْعَذَابُ...
الثانية: ورد أن الامام (عجّل اللهُ فرَجهُ الشَريف) يقتص من ذراري قَتَلَةَ الامام الحسين (عليه السلام)، وربَّ قائل يقول: فما ذنبهم؟؟
الجواب: إن الإمام يقتص منهم لا لكونِهم ذراري القَتَلة، (فهذا ظُّلم)، بل لكونهم مؤيدينَ وراضينَ بقتلِ الإِمام الحسين (عليه السلام)، فهم الامتداد الفكري والمنهجي المؤيد للقتلةِ، لأنهم ممن يتبنون فعلهم ويؤيدون رأيهم، ولو كانوا مكانهم لفعلوا فعلهم، ورأوا رأيهم.
عَن الهَرَويّ قالَ: قلتُ لأَبي الحَسَنِ الرِّضا (عليهِ السَّلامُ): يا ٱبْنَ رَسولِ ٱللهِ ما تقولُ في حديثٍ رُوِيَ عنِ الصَّادقِ (عليهِ السَّلامُ) أَنَّهُ قالَ: إِذا خَرَجَ القائمُ قَتَلَ ذَرارِي قَتَلَةِ الحُسَينِ (عليهِ السَّلامُ) بفِعالِ آبائِها؟
فقالَ (عليهِ السَّلامُ): هُو كذلكَ.
فقلتُ: فقَولُ ٱللهِ (عَزَّ وَجَلَّ): (وَلَا تَزِرُ وَازِرةٌ وِزرَ أُخرَى) ما مَعناهُ؟
فقالَ: صَدَقَ ٱللهُ في جَميعِ أَقوالهِ، لكنْ ذَرارِي قَتَلَةِ الحُسَينِ يَرضَونَ أَفعالَ آبائِهم ويَفتخِرونَ بها، ومَن رَضِيَ شَيئاً كانَ كمَن أَتاهُ، ولو أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ في المَشرقِ فَرَضِيَ بقَتلهِ رَجُلٌ في المَغربِ كانَ الرَّاضِي عندَ ٱللهِ شَريكُ القاتلِ، وإِنَّما يَقتلُهم القائمُ إِذا خَرَجَ؛ لِرضاهُم بفِعلِ آبائِهم. [عِلَلُ الشَّرائع].
ومن هنا فالثأر الالهي والقصاص الفعلي يكون من صاحب الزمان وأنصاره، ممن أسسَ اساسَ الظلم والجور، وممن رضي بذلك، وممن تابع عليه وعمل به، حتى يرجع الحق الى أهله ويسود العدل والقسط.
ولعل ما يعطي الإمام الحسين عليه السلام هذه الخصوصية بأن يكون ثار الله وابن ثاره عوضا عن باقي الانبياء والاولياء الذين استشهدوا على ايدي الظلمة الفجرة هو انه صار العلامة الفارقة على طول التاريخ الإنساني بين معسكري الحق والباطل والرمز الاعم والاشمل للحق والاباء والقيم الإنسانية المجردة عن اي تصنيفات عرقية او دينية او جنسية او عمرية …
اَعْظَمَ اللهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَجَعَلَنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الاِْمامِ الْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد عَلَيْهِمُ السَّلام
منقول للفائدة