تويت
اللهم صل على محمد وآل محمد
حينما افكر في الحياة اجدها لا تختلف عن اغلب الشوارع في بلدنا (العراق) و وجه التشابه انك لا تجدهما خالية من المطبات او حسب مصطلحنا (الطيّات) (1).
فما هي (الطسَّة) في الحياة؟
الطسَّة هي تلك العقبات والمطبات التي ستصيب حياتك شئت ام أبيت ..
هي التي ان لم تلتفت اليها ستُعطب حياتك، ستحرفك عن مسيرك و حتى يمكنها أن تقلبك رأساً على عقب.
قد تكون الطسّة شهوة عابرة .. رشوة محرمة .. غضب عارم .. موقف عاطفي .. فكرة منحرفة!
لكن هل الطسَّات في الحياة كلها من نمط واحد او درجة واحدة؟
- كلا .. منها ما لا تصيب السيارة الا بخدش بسيط يمكن ان يتغافل عنه ..
لكن منها العميقة والخطيرة، تحـرف مسير السيارة او (تقلبها) فسيكون الهلاك.
- كذلك في الحياة .. منها اخطاء يمكن تداركها باعتذار او استغفار.. ولكن منها ما تحملك تبعات تستمر معك سنيناً طويلاً بل ويمتد تبعات بعضها الى ما بعد موتك!
- ولكل مرحلة من مراحل الحياة (طسَّات) خاصة بها.. فالطفل لا يُبتلى بحب السلطة والشيخ لا يميل الى اللهو - الا نادراً ..
ولكن السؤال : اذا كانت مرحلة (الشباب) هامة جداً، فما هي اخطر (طسات)ها ؟
اقول: اخطر (الطسَّات) هي .. (الجنس الآخر) فكثير من الرجال .. وبعض النساء ايضاً .. كانوا يسيرون بسرعة نحو النجاح والكمال في الدنيا والآخرة ..
و إذا بعلاقة عابرة اعترضت حياتهم فلم يلتفتوا ولم يحذروا.. فقلبتهم والقت بهم في وادي الهلاك.
- مع الاسف بعض من الشباب اليـــوم يشغله التفكير في الجنس الآخر و طريق الوصول اليه و قضاء الوقت معه ..
- يحدث نفسه ليل نهار، يصرف المال و الجهد والطاقة من اجلـه .. و يعيش في اماني وتمنيات.. لا يهمه ان كانت العلاقة من حلال او حرام..
- بل - اصلا- لا يبحــث عــن الحــلال ! لا يبتعد عن مثل هذه العلاقات بل يبنـي حياتـه في سبيل الحصول عليها !
بل ان البعض يرى أن الهدف من الدخول في الحياة الجامعية هـو ايجاد علاقة عاطفية عابرة ( وبجانبها قليل من الدراسة والشهادة!) .
- فتراه يبحث عن ارتباط من اول يوم و يقصر في تحصيله الدرسي حضوراً و تفاعلاً بانتظار الحصول على صيد ثمين.
ولذا اقول إخواني من الشباب - و الشابات - أن يغلقوا هذا الباب على انفسهم بلا رجعة .. يقرّروا - بعقلوهم - ان العلاقة الحميمة مع الجنس الآخر لها باب واحد لا ثاني له ..
الزواج اما غير ذلك فليس إلا مهالك. فقد قال تعالى:
(فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون )
يقرروا أنه لا وجود لشيء اسمه (الصداقة النظيفة) (2) مع الجنس الآخر .. هذا كلام الرب .. اما من يقول: (اريد اتعرف) اريد اجرب الحب!) (ارید و اريد.. فلا يخدع إلا نفسه
- رجائي أن لا ينخدعوا بقصص (الحب) المزيفة التي يروّج لها المبلسون..
- ولا بخيالات شاعر وتوهماته عن لقاء حبيب وحبيبه في غفلة الليل،
- ولا بقصص ليلى و ابن الملوح .. بل يفتحوا عقولهم على واقع الحياة.. ليرى أن الاخر هذا الطريق طريق الشقاء لا السعادة، والحزن لا الفرح، ولا يوجد له نهاية سعيدة لا في الدنيا ولا في الآخرة.
وفي الختام : كأي سائق محترف.. اذا رأى امامــــه (طسة قوية فإنّه يبطئ ويحذر و يتجنبها لا أن يزحف نحوها)!
---------------
(1) كلمة في اللغة العامية العراقية بمعنى العقبة، و لم اجد اصلاً لهذه الكلمة.
(2) ينهانا الشرع عن اتخاذ الصديق من الجنس فقد قال تعالى: (فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ )
--------------------------
خَوَاطِرٌ لِلشَبَابِ
الْمُؤَلّف: السَّيد مُحْسِن المُدَرّسِي