الهفهاف بن المهنّد الراسبي البصري
قال الزنجاني : ( ذكرَ في ذخيرة الدارين ص257 : الهفهاف بن المهنّد الراسبي البصري الذي قُتل يوم الطفّ بعد شهادة الحسين ، على ما رواه حميد بن أحمد في كتاب الحدائق ، قال : كان الهفهاف هذا فارساً شجاعاً ب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وحضرَ معه مشاهده كلّها ، ولمّا عقدَ الألوية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يوم صفّين ضمّ تميم البصرة إلى الأحنف بن قيس ، وأمّر على حنظلة البصرة أَعيَن بن ضبعة ، وعلى أزد البصرة الهفهاف بن المهنّد الراسبي الأزدي... وكان ملازماً لعليّ ( عليه السلام ) إلى أن قُتل ، فانضمّ بعده إلى ابنه الحسن ( عليه السلام ) ، ثمّ إلى الحسين ( عليه السلام ) بعد صلاة العصر (1) ، سألَ : أين الحسين ؟ فدخلَ على عمر بن سعد فسأل القوم : ما الخبر أين الحسين بن علي ؟ فقالوا له : مَن أنت ؟
فقال : أنا الهفهاف الراسبي البصري جئت لنصر الحسين ( عليه السلام ) حين سمعت خروجه من مكّة إلى العراق .
فقالوا له : وقد قتلنا الحسين وأصحابه وأنصاره وكلّ مَن لحقَ به وانضمّ إليه ، ولم يبقَ غير النساء والأطفال وابنه العليل علي بن الحسين ، أمَا ترى هجوم القوم على المخيّم وسلْبهم بنات رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فلمّا سمعَ الهفهاف بقتل الحسين ( عليه السلام ) وهجوم الناس ، انتضى سيفه وهو يرتجز ويقول :
يا أيّها الجندَ المجنّد أنا الهفهاف بن المهنّد أحمي عيالات محمّد
ثمّ شدّ عليهم كليث العرين يضربهم بسيفه ، فلم يزل يقتل كلَّ مَن دَنا منه من عيون الرجال ، حتّى قتلَ من القوم جماعة كثيرة سوى مَن جرح ، وقد كانت الرجال تشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه فتنكشف انكشاف المِعزى إذا شدّ فيها الذئب ، وهو في ذلك يرتجز بالشِعر المتقدّم وقد أُثخن بالجراح ، فصاح عمر بن سعد بقومه :صرياً ، من الشيعة ومن المخلصين في الولاء ، له ذكر في المغازي والحروب ، وكان من أصحاب الويل لكم ، احملوا عليه من كلّ جانب .
ثمّ قال علي بن الحسين ( عليه السلام ) في ذلك اليوم : ( قلّما رأى الناس منذ بعث الله محمداً فارساً بعد علي بن أبي طالب قتلَ ما قتلَ بعده كهذا الرجل ) ، فتداعَوا عليه فأقبلَ خمسة عشر نفراً (2 فاحتوشوه حتّى قتلوه في حومة الحرب ، بعدما عقروا فرسه رضوان الله عليه ) (3) .
1) قال الفضيل بن الزبير : وخرجَ الهفهاف بن المهنّد الراسبي من البصرة حين سمعَ بخروج الحسين ( عليه السلام ) ، فسار حتّى انتهى إلى العسكر بعد قتله ، فدخلَ عسكر عمر بن سعد ، ثمّ انتضى سيفه وقال : أيها الجند المجنّد ، أنا الهفهاف ، أبغي عيال محمّد ، ثم شدّ فيهم...) . ( راجع : تسمية مَن قُتل مع الحسين ( عليه السلام ) : 156 ) .
(2) في تسمية مَن قُتل مع الحسين ( عليه السلام ) : 156 : ( قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : ( فما رأى الناس منذ بعث الله محمّداً ( صلّى الله عليه وآله ) فارساً ـ بعد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ قتلَ بيده ما قتل ) ، فتداعوا عليه خمسة نفر ، فاحتوشوه حتّى قتلوه رحمه الله تعالى ) .
(3- وسيلة الدارين : 203 ـ 204 رقم 164 ، وانظر : الحدائق الوردية : 122 ، ومستدركات علم رجال الحديث : 8 : 162 رقم 15944 .
قال الزنجاني : ( ذكرَ في ذخيرة الدارين ص257 : الهفهاف بن المهنّد الراسبي البصري الذي قُتل يوم الطفّ بعد شهادة الحسين ، على ما رواه حميد بن أحمد في كتاب الحدائق ، قال : كان الهفهاف هذا فارساً شجاعاً ب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وحضرَ معه مشاهده كلّها ، ولمّا عقدَ الألوية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يوم صفّين ضمّ تميم البصرة إلى الأحنف بن قيس ، وأمّر على حنظلة البصرة أَعيَن بن ضبعة ، وعلى أزد البصرة الهفهاف بن المهنّد الراسبي الأزدي... وكان ملازماً لعليّ ( عليه السلام ) إلى أن قُتل ، فانضمّ بعده إلى ابنه الحسن ( عليه السلام ) ، ثمّ إلى الحسين ( عليه السلام ) بعد صلاة العصر (1) ، سألَ : أين الحسين ؟ فدخلَ على عمر بن سعد فسأل القوم : ما الخبر أين الحسين بن علي ؟ فقالوا له : مَن أنت ؟
فقال : أنا الهفهاف الراسبي البصري جئت لنصر الحسين ( عليه السلام ) حين سمعت خروجه من مكّة إلى العراق .
فقالوا له : وقد قتلنا الحسين وأصحابه وأنصاره وكلّ مَن لحقَ به وانضمّ إليه ، ولم يبقَ غير النساء والأطفال وابنه العليل علي بن الحسين ، أمَا ترى هجوم القوم على المخيّم وسلْبهم بنات رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فلمّا سمعَ الهفهاف بقتل الحسين ( عليه السلام ) وهجوم الناس ، انتضى سيفه وهو يرتجز ويقول :
يا أيّها الجندَ المجنّد أنا الهفهاف بن المهنّد أحمي عيالات محمّد
ثمّ شدّ عليهم كليث العرين يضربهم بسيفه ، فلم يزل يقتل كلَّ مَن دَنا منه من عيون الرجال ، حتّى قتلَ من القوم جماعة كثيرة سوى مَن جرح ، وقد كانت الرجال تشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه فتنكشف انكشاف المِعزى إذا شدّ فيها الذئب ، وهو في ذلك يرتجز بالشِعر المتقدّم وقد أُثخن بالجراح ، فصاح عمر بن سعد بقومه :صرياً ، من الشيعة ومن المخلصين في الولاء ، له ذكر في المغازي والحروب ، وكان من أصحاب الويل لكم ، احملوا عليه من كلّ جانب .
ثمّ قال علي بن الحسين ( عليه السلام ) في ذلك اليوم : ( قلّما رأى الناس منذ بعث الله محمداً فارساً بعد علي بن أبي طالب قتلَ ما قتلَ بعده كهذا الرجل ) ، فتداعَوا عليه فأقبلَ خمسة عشر نفراً (2 فاحتوشوه حتّى قتلوه في حومة الحرب ، بعدما عقروا فرسه رضوان الله عليه ) (3) .
1) قال الفضيل بن الزبير : وخرجَ الهفهاف بن المهنّد الراسبي من البصرة حين سمعَ بخروج الحسين ( عليه السلام ) ، فسار حتّى انتهى إلى العسكر بعد قتله ، فدخلَ عسكر عمر بن سعد ، ثمّ انتضى سيفه وقال : أيها الجند المجنّد ، أنا الهفهاف ، أبغي عيال محمّد ، ثم شدّ فيهم...) . ( راجع : تسمية مَن قُتل مع الحسين ( عليه السلام ) : 156 ) .
(2) في تسمية مَن قُتل مع الحسين ( عليه السلام ) : 156 : ( قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : ( فما رأى الناس منذ بعث الله محمّداً ( صلّى الله عليه وآله ) فارساً ـ بعد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ قتلَ بيده ما قتل ) ، فتداعوا عليه خمسة نفر ، فاحتوشوه حتّى قتلوه رحمه الله تعالى ) .
(3- وسيلة الدارين : 203 ـ 204 رقم 164 ، وانظر : الحدائق الوردية : 122 ، ومستدركات علم رجال الحديث : 8 : 162 رقم 15944 .