معارف نورانية بالحسين عليه السلام
خصائص صفاته واخلاقه وعباداته*يوم عاشوراء
خصائص صفاته واخلاقه وعباداته*يوم عاشوراء
اعلم انالله جل جلاله كلّف عباده بحسب مراتبهم ، ودرجاتهم ، ومصالحهم ، فجعل لكل نبي شرعةومنهاجا له ، ولأمته ، ولكل منهم خصائص بالنسبة الى اوصيائهم،
كما جعلالله تعالى الملة الحنيفية السمحة السهلة لنبينامحمدا المصطفى صلوات الله عليه وآله ، ولكن جعل له خصائص كثيرة تبلغ احدى وعشرين اوازّيد، وجعل لاوصيائه (ع) بالنسبة الى ما يتعلق بامامته ودعوته الى الدين احكاماخاصة مثبتة ، (في صحف مكرمة . مرفوعة مطهرة . بايدي سفرة . كرام بررة) فجعل لكل*واحد في ذلك تكليفا خاصا بيّنه لهم في صحيفة مختومة باثنتي عشرة خاتما من ذهب لم*تمسه النار جاء بالصحف جبرئيل (ع) الى النبي (ص) قبل وفاته .
وقال : يا محمـد ! هذه وصيتك الى النخبة من اهل بيتك ، قال (ص) : ومن النخبة ؟ قال (ع) : علي بن ابي طالب ووُلده ، فدفعها النبي (ص) الى سيد الوصيين عليا (ع) وامره ان يفك خاتما منها ، ويعمل بما فيه ، ثم دفعها الى ابنه الحسن (ع) ففك خاتما فعمل بما فيه ، ثم دفعها الى اخيه الحسين (ع) ففك خاتما، فوجد فيه : ان اخرج بقوم للشهادة ، لا شهادة لهم الا معك ، واشرِ نفسك لله تعالى . اي بمعنى : بع نفسك لله ، ثم دفعها الى علي بن الحسين صلوات الله عليهما ففك خاتما فوجد فيه : اطرق واصمت والزم منزلك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين.
ولما كان من التكليف المختص بالحسين (ع) " بع نفسك" والمراد به في خصوص يوم القتال ، فلا بد ان يجمع في ذلك اليوم بين كل عبادة بدنية وقلبية وفعلية وتركية ، واجبة ، ومستحبة بانواعها واقسامها واصنافها ، واشخاصها ،المشتركة بين وبين غيره ، والمختصة به (ع) ، فاستحق المعاملة الكلية مع الله تعالى*، وان يعطيه كل ما يمكن ان يعطيه المخلوق ، وقد فعل ذلك .
وحصلت له بإزاء ذلك الطاف خاصة جليلة ، وخفية ،وتفصيل هذه المعاملة ، وبيان هذه العبادة ، إنما يتحقق بأن نعنون للعبادات والأخلاق على نحو ما في كتب الفقه ، ثم نذكر كيفية تاديته لها ، ثم بعض خصوصيات جمعها وتركيبها.
كتاب العبادات البدنية الواجبة
وفيه أبواب
الأول : باب الطهارة الظاهرية العامة: فقد اغتسل ليلة شهادته بماء اتى به ولده علي مع علمه بانهم يضطرون اليه ، وهذا من خصائصه فاختص بالجمع بين اقسام الطهارات ، ثم تطّهر بطهور خاص : هو دم قلبه فتوضأ منه بغسل الوجه ، ثم اغتسل غسل ترتيب بدمائه، فغسل بها رأسه ثم بدنه ثمغسل بها غسل ارتماس تارة اخرى.
واما الباطنية الخاصة: فقد توضأ في يوم العاشر بوضوء خاص ، فملأ كفه من بعض دمائه وغسل بها وجهه وخضبه ، ثم تيمم صعيدا طيبا مباركا فمسح به وجهه واضعا عليه جبهته حينما تهيأ لتسليم ما باعه لله تعالى.
الثاني باب الصلاة : في الزيارة الجامعة ورد : واقمتم الصلاة ، وفي زيارة الحسين (ع) بالخصوص : واقمت الصلاة ، فله اقامة الصلاة المختصة به ، فقد صلى في ذلك اليوم بأربعة أقسام من الصلوات.
القسم الاول:الوداع لصلاة الليل ، وهي التي لها استمهل القوم ليلة عاشوراء.
القسم الثاني:صلاة الظهر في ذلك اليوم على طريقة صلاة الخوف ، بنحو خاص به غير صلاة عسفان وذات الرقاع وبطن النخل عسفان اي : موضع بين مكة والمدينة ، وذات الرقاع : مخازن بنجد كانت تمسك الماء لبني كلاب ، وبطن النخل : قرية قريبة من المدينة على طريق البصرة.
القسم الثالث: روح الصلاة من اسرار افعالها واقوالها وكيفيتها على ما هو مذكور في كتاب الصلاة.
الخصائص الحسينية
هذا وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين