معارف نورانية بالحسين عليه السلام
في خصائص صفاته واخلاقه وعباداته يوم عاشوراء .
___ تابع لباب الجهاد_____
وذلك من وجوه:
الاول:ان من شرائط الجهاد في اول الاول ان يكون الواحد بعشرة لا اكثر ، فيلزم ثبات كل واحد في مقابل عشرة من الكفار ، ثم خفف الله تعالى عنهم ، وعلم ان فيهم ضعفا فجعل شرط الوجوب ان يكون الواحد باثنين ، فلم يوجب الجهاد اذا كان عدد العدو عشرة اضعاف المجاهدين ، ولكن قد كتب عليه القتال وحده في مقابل ثلاثين ألفا او اكثر.
الثاني:انه لا جهاد على الصبيان ولا على الهرم ، وهو الشيخ الكبير ، وقد شرع الجهاد في واقعته على البيان مثل القاسم (عليه السلام) وابن العجوز سلام الله عليهما ، بل على مثل عبدالله بن الحسن (عليه السلام) وعلى الشيخ الكبير كحبيب بن مظاهر سلام الله عليه .
الثالث:ان لا يظن الهلاك ، ولكنه (عليه السلام) قد علم بأنه يقتل ، فقال لاصحابه : اشهد انكم تقتلون جميعا ولا ينجو احد منكم الا ولدي علي.
ثم ان اعداءه خالفوا في سلوكهم معه حتى الاحكام التي*جعلها الله تعالى للقتال مع الكفار وهي كثيرة . منها:عدم القتال في الشهر الحرام ، ولكنهم قاتلوه فيه . ومنها:ان لا يقتل صبي ولا امراة من الكفار ، ولكنهم قتلوا منه صبيانا بل رضعا ، فرضيعا حين اراد تقبيله ورضيعا حين اراد منهم ان يسقوه.ومنها:ان لا يحرق زرعهم ، وقد احرقوا بعض خيامه اثناء حياته ، وأرادوا حرقها مع من فيها فخاب كيدهم ولكنهم احرقوا بعضها الاخر بعد قتله . ومنها ان لا يهجموا دفعة اذ الشرط الوحدة في المبارزة ، ولو مع الكفار. ومنها:ان لا يبدؤا في الهجوم قبل الظهر بل العصر حتى لا تطول المقاتلة ، ويحول الليل بينهم لئلا يستأصلوا .ومنها:*ان لا ينقل رأس من المعركة
كما جاء في كتاب المبسوط للشيخ السيوطي 2:33
، وقيل انه يكره نقل رؤوس الكفار الا مع نكاية بهم ، فأصل قطع راس الكافر جائز ونقله في ارض المعركة جائز ، ولكن لا يجوز ان ينقل من الميدان ومحل الحرب الى مكان اخر. ومنها:ان لا يسلب كبير الكفار إلا اذا قتل .
حتى ان عليا (عليه السلام) لما قتل عمرا وهو الكفر كله ، لم يسلب منه حتى درعه الذي لم يكن له نظير في ذلك الزمان على ما قيل ولم يكن من لباسه وقد سئل (عليه السلام) عن ذلك فقال:انه كبير قوم ولا احب هتك حرمته.
وذلك حينما قال المصطفى (صلى الله عليه وآله) فيه : برز الايمان كله الى الشرك كله ، وبذلك فرحت اخته لما رأت اخاها غير مسلوب ، وعلمت ان قاتله علي عليه السلام ، فكان فرحها لشيئين :احدهما :ان قاتله كفء كريم ، وشخص جليل لذا قالت : لو ان قاتل عمر غير قاتله لكنت ابكي عليه أخر الابد، وثانيها : انه (عليه السلام) قد احترمه بعدم سلب درعه ، لذا قالت : " لا رقأت دمعتي ان اهرقتها " ، تعني ان سروري باحترام قاتلك لك قد انساني مصيبة فتلك فلا ابكيك ، بل يقال انها هلهلت فرحا ، وقالت : يا اخي عشت طويلا جليلا مكرما ، وقتلت بيد جليل محترما ، ثم انشدت*:
لكن قاتله من لا يعاب له وكان يدعى قديما ببيضة البلد .
فما ادري لو كان قاتل اخيها ابن راعية معزى,ابقع ابرص من ارذل الناس ، فما كانت تصنع ؟!
ومنها:ان لا يمّثل بقتيل من الكفار حتى ان امير المؤمنين (عليه السلام) نهى عن المثلة بأشقى الاشقياء من الاولين والاخرين ، وهو ابن ملجم ، فقال عليه السلام:
اذا متُ فلا تمثلوا به بعدي . وهذا الحكم ثابت عند الكفار، وعبدة الاصنام ايضا في الجاهلية . حتى بالنسبة الى المسلمين الذين قـُتلوا فإن ابا سفيان لما وقف يوم اُحد على الشهداء ، بعد فرار المسلمين في الاطراف ، ورأى جسد الحمزة ، جاء اليه ووضع الرمح على فمه وضعاً وشمت بقتله .
*وقال :ذق يا شاق يا عاق .
لكن لما رأى المثلة في اصابعه ، وبطنه واخراج كبده ، صاح بأعلى صوته : يا اتباع محمد ان قتلانا في قتلاكم مثلة ، والله ما امرت بهذا ولا رضيت به .
ولكن قد امر بأعظم المثلة دعيُ ابي سفيان ،فكتب الى بن سعد : " اذا قتلت حسينا (اركب ) الخيل ظهره وصدره .!
ولست ارى ان هذا يضر بعد الموت شيئا ، لكن على قول قد قلته : لو قتلته لفعلت هذابه.ومنها:الا يُمر بنساء الكفار اذا اسرن على رجالهن القتلى ، ولذا عاتب المصطفى (صلى الله عليه وآله) بلا لا حين مر بصفية ، اسيرة على قتلى اليهود ، حتى ارتجف وارتعدت فرائصه ، ولكن عظمة المصيبة بالنسبة الى سبايا آل محمد (صلى الله عليه وآله) ليست في مجرد المرور بهن على قتلاهن مضرجين بالدماء ، بل في اصطحابهن لقتلاهن اياما كثيرة ، تزيد على الشهر ، وكون رؤوس القتلى بمنظرهن . ومنها:ان النساء من الكفار اذا اُسرن واسترققن وكنّ من بنات السلاطين فلا يعرضن للبيع في الاسواق ، ولا يوقفن في المجالس ، ولا تكشف وجوههن كسائر نساء الكفار ، ولكن روي عن الباقر (عليه السلام) : انه جيء بسبايانا الى الشام مكشفات الوجوه.
فقال اهل الشام ما رأينا سبايا احسن وجوها من هذه السبايا ومع ذلك فقول الشامي ليزيد : هب لي هذه الجارية ، يقرع الكبد اكثر من العرض للبيع ثامنا : باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر : له (عليه السلام) من ذلك قسم لم يكلف به غيره حتى انه تبسم في وجه قاتله ووعظه لما اراد قتله ، ووعظ رأسه الشريف الراهب ودعاه الى الحق فأسلم على يديه.
الخصائص الحسينية
هذا وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
في خصائص صفاته واخلاقه وعباداته يوم عاشوراء .
___ تابع لباب الجهاد_____
وذلك من وجوه:
الاول:ان من شرائط الجهاد في اول الاول ان يكون الواحد بعشرة لا اكثر ، فيلزم ثبات كل واحد في مقابل عشرة من الكفار ، ثم خفف الله تعالى عنهم ، وعلم ان فيهم ضعفا فجعل شرط الوجوب ان يكون الواحد باثنين ، فلم يوجب الجهاد اذا كان عدد العدو عشرة اضعاف المجاهدين ، ولكن قد كتب عليه القتال وحده في مقابل ثلاثين ألفا او اكثر.
الثاني:انه لا جهاد على الصبيان ولا على الهرم ، وهو الشيخ الكبير ، وقد شرع الجهاد في واقعته على البيان مثل القاسم (عليه السلام) وابن العجوز سلام الله عليهما ، بل على مثل عبدالله بن الحسن (عليه السلام) وعلى الشيخ الكبير كحبيب بن مظاهر سلام الله عليه .
الثالث:ان لا يظن الهلاك ، ولكنه (عليه السلام) قد علم بأنه يقتل ، فقال لاصحابه : اشهد انكم تقتلون جميعا ولا ينجو احد منكم الا ولدي علي.
ثم ان اعداءه خالفوا في سلوكهم معه حتى الاحكام التي*جعلها الله تعالى للقتال مع الكفار وهي كثيرة . منها:عدم القتال في الشهر الحرام ، ولكنهم قاتلوه فيه . ومنها:ان لا يقتل صبي ولا امراة من الكفار ، ولكنهم قتلوا منه صبيانا بل رضعا ، فرضيعا حين اراد تقبيله ورضيعا حين اراد منهم ان يسقوه.ومنها:ان لا يحرق زرعهم ، وقد احرقوا بعض خيامه اثناء حياته ، وأرادوا حرقها مع من فيها فخاب كيدهم ولكنهم احرقوا بعضها الاخر بعد قتله . ومنها ان لا يهجموا دفعة اذ الشرط الوحدة في المبارزة ، ولو مع الكفار. ومنها:ان لا يبدؤا في الهجوم قبل الظهر بل العصر حتى لا تطول المقاتلة ، ويحول الليل بينهم لئلا يستأصلوا .ومنها:*ان لا ينقل رأس من المعركة
كما جاء في كتاب المبسوط للشيخ السيوطي 2:33
، وقيل انه يكره نقل رؤوس الكفار الا مع نكاية بهم ، فأصل قطع راس الكافر جائز ونقله في ارض المعركة جائز ، ولكن لا يجوز ان ينقل من الميدان ومحل الحرب الى مكان اخر. ومنها:ان لا يسلب كبير الكفار إلا اذا قتل .
حتى ان عليا (عليه السلام) لما قتل عمرا وهو الكفر كله ، لم يسلب منه حتى درعه الذي لم يكن له نظير في ذلك الزمان على ما قيل ولم يكن من لباسه وقد سئل (عليه السلام) عن ذلك فقال:انه كبير قوم ولا احب هتك حرمته.
وذلك حينما قال المصطفى (صلى الله عليه وآله) فيه : برز الايمان كله الى الشرك كله ، وبذلك فرحت اخته لما رأت اخاها غير مسلوب ، وعلمت ان قاتله علي عليه السلام ، فكان فرحها لشيئين :احدهما :ان قاتله كفء كريم ، وشخص جليل لذا قالت : لو ان قاتل عمر غير قاتله لكنت ابكي عليه أخر الابد، وثانيها : انه (عليه السلام) قد احترمه بعدم سلب درعه ، لذا قالت : " لا رقأت دمعتي ان اهرقتها " ، تعني ان سروري باحترام قاتلك لك قد انساني مصيبة فتلك فلا ابكيك ، بل يقال انها هلهلت فرحا ، وقالت : يا اخي عشت طويلا جليلا مكرما ، وقتلت بيد جليل محترما ، ثم انشدت*:
لكن قاتله من لا يعاب له وكان يدعى قديما ببيضة البلد .
فما ادري لو كان قاتل اخيها ابن راعية معزى,ابقع ابرص من ارذل الناس ، فما كانت تصنع ؟!
ومنها:ان لا يمّثل بقتيل من الكفار حتى ان امير المؤمنين (عليه السلام) نهى عن المثلة بأشقى الاشقياء من الاولين والاخرين ، وهو ابن ملجم ، فقال عليه السلام:
اذا متُ فلا تمثلوا به بعدي . وهذا الحكم ثابت عند الكفار، وعبدة الاصنام ايضا في الجاهلية . حتى بالنسبة الى المسلمين الذين قـُتلوا فإن ابا سفيان لما وقف يوم اُحد على الشهداء ، بعد فرار المسلمين في الاطراف ، ورأى جسد الحمزة ، جاء اليه ووضع الرمح على فمه وضعاً وشمت بقتله .
*وقال :ذق يا شاق يا عاق .
لكن لما رأى المثلة في اصابعه ، وبطنه واخراج كبده ، صاح بأعلى صوته : يا اتباع محمد ان قتلانا في قتلاكم مثلة ، والله ما امرت بهذا ولا رضيت به .
ولكن قد امر بأعظم المثلة دعيُ ابي سفيان ،فكتب الى بن سعد : " اذا قتلت حسينا (اركب ) الخيل ظهره وصدره .!
ولست ارى ان هذا يضر بعد الموت شيئا ، لكن على قول قد قلته : لو قتلته لفعلت هذابه.ومنها:الا يُمر بنساء الكفار اذا اسرن على رجالهن القتلى ، ولذا عاتب المصطفى (صلى الله عليه وآله) بلا لا حين مر بصفية ، اسيرة على قتلى اليهود ، حتى ارتجف وارتعدت فرائصه ، ولكن عظمة المصيبة بالنسبة الى سبايا آل محمد (صلى الله عليه وآله) ليست في مجرد المرور بهن على قتلاهن مضرجين بالدماء ، بل في اصطحابهن لقتلاهن اياما كثيرة ، تزيد على الشهر ، وكون رؤوس القتلى بمنظرهن . ومنها:ان النساء من الكفار اذا اُسرن واسترققن وكنّ من بنات السلاطين فلا يعرضن للبيع في الاسواق ، ولا يوقفن في المجالس ، ولا تكشف وجوههن كسائر نساء الكفار ، ولكن روي عن الباقر (عليه السلام) : انه جيء بسبايانا الى الشام مكشفات الوجوه.
فقال اهل الشام ما رأينا سبايا احسن وجوها من هذه السبايا ومع ذلك فقول الشامي ليزيد : هب لي هذه الجارية ، يقرع الكبد اكثر من العرض للبيع ثامنا : باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر : له (عليه السلام) من ذلك قسم لم يكلف به غيره حتى انه تبسم في وجه قاتله ووعظه لما اراد قتله ، ووعظ رأسه الشريف الراهب ودعاه الى الحق فأسلم على يديه.
الخصائص الحسينية
هذا وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين