تويت
في سفر النهج الإصلاحي والتجديد عند الشيخ محمد رضا المظفر رحمه الله، أرى أن هناك صراع بين المتداول في زمانه من صعوبات في التلقي تصل لحد أن يتيه الطالب في حواشيها، وكانت أحيانا أصعب من المتن، وبين فكرة التجديد التي تعتمد على ترشيق المدون الحوزوي تكون سهلة القراءة، سهلة الحفظ، يسيرة التناول يقول عنها الشيخ المظفر تسجل خلاصة ما توصلنا إليه من فهم المعتقدات الإسلامية على طريقة أهل البيت عليهم السلام، خطابات ذات منحى تحليلي يبحث في حقيقة الاهتمام بالمسعى التوصيلي القادر على ترسيخ المضمون في ذاكرة المتلقي، لينتفع بها المبتدئ والمتعلم والعالم، واسميتها عقائد الشيعة الإمامية الأنثى عشرية، لإلقائها محاضرات دورية في منتدى النشر الدينية للاستفادة منها تمهيدا للأبحاث الكلامية العالمية،
- ملمح أول.
نشأ الشيخ المظفر يتيما، تعهد زعامته وتربيته أخواه الشيخ عبد النبي والشيخ محمد حسن وتتلمذ على يد الشيخ محمد طه الحويزي في الأدب والأصول واتقن الشعر وبرع فيه، ودرس الدراسات العليا في الفقه والأصول والفلسفة، على يد أخيه الشيخ محمد حسن مع أخيه الشيخ محمد حسين، وحضر درس الشيخ مرزا محمد حسين النائيني في الفقه والأصول وحضر صورة خاصة أبحاث محمد حسين الأصفهاني رحمه الله في الفقه والأصول والفلسفة الإلهية العالمية.
يستحضرني سؤال هل قراءة المنجز يكفي لتحقيق احتواء لفكر الشيخ المظفر؟
نفس المعرفة وروحها المرهفة تجعل من المنجز وجودا فاعلا، ومن خلال القراءة الواعية صورة من عوالم الفكر التكويني قبل المنجز
- الملمح الثاني.
عوامل الارتقاء والديمومة مثل الإيمان والاخلاص والسعي والثقافة العالية القادرة على الانفتاح على الثقافات الأخرى والرؤية الإصلاحية الإبداعية، نجد أن التحولات العميقة والمعقدة على مستوى العلوم والآداب والفنون والسياسة والاقتصاد القوي والقوى النافذة في العالم، ما تعرض له الوطن العربي كان خطيرا وكارثيا يصعب معه التنبؤ بما سيكون عليه حال المعرفة والعلم وثقافة الدين ومرتكزات الحضور، لذلك نجد أن الحراك التجديدي في مسيرة الشيخ المظفر امتاز بعمق النظر ودقة الالتفاتة وسلامة الذوق وبعد التفكير في الفقه والأصول والفلسفة، ومن المعروف أنه اشتغل في الثقافة المعاصرة، واشتغل في هذا اللون الجديد من الثقافة، وراسل مجلة المقتطف وبعض دور النشر للحصول على إصداراتها وكتبها التي تحمل الجديد من الفكر، وأكب الحركة الفكرية الناشئة وأخذ نصيبا وافرا من العلوم الجديدة كما كانوا يسمونها، تأثر بها تأثرا بالغا إلى جنب تأثره بشيوخه في الفقه والأصول والفلسفة،
- الملمح الثالث.
تمثلت رؤيته الفاعلة في تأسيس جمعية منتدى النشر ومشروع إصلاح المنبر الحسيني كلية الوعظ والإرشاد تأسيس هذه الكلية كان هدفه إصلاح المنبر الحسيني من كل الأحاديث الموضوعة والضعيفة، وتهذيب ثقافة الخطباء، ولأن هذه الخطوة كانت قادرة على استنهاض الفكر جوبهت بقوة حتى أنها الغيت بعد شهر واحد، وكلية الفقه التي أسسها الشيخ المظفر وتم اعتراف وزارة المعارف بها، واعتبرت شهادتها عالية، ودرجتها العلمية بكالوريوس.
النشاط العلمي والكتابة والتأليف شكل جزءا منها في رسالة الشيخ المظفر إضافة إلى تطلعاته في الحراك الإصلاحي، يؤكد أغلب النقاد الذين تناولوا كتاباته بأنها تقرن جمال التعبير بسلامة الأداء وروعة العرض بخصوبة المادة ودقة الفكرة، وعمق النظرة في الأصول والمنطق والفلسفة، ولقرب اختصاصي عن الفلسفة وعلم النفس أجد أن كتاب (أحلام اليقظة) فتح كبير في الكتابة الفلسفية.
عمل الشيخ المظفر على أن يخضع الكتابة للفلسفة وفي كتابه (المنطق) قرأت أحد النقود المهمة حول الكتاب أدركت أن جمل ما في الكتاب أنه يقرأ دون إحالة إلى موضع آخر، وكتب الكثير عن كتابه (السقيفة) قرأ اجتماع المسلمين في سقيفة بني ساعدة، وعن موقف المهاجرين والأنصار وموقف الإمام علي عليه السلام مع الخلفاء، مع أنه شاعر كبير له صور شعرية بآفاق أدبية حداثية، امتلك جمال الأداء والصور الشعرية، لكن مهامه الفكرية أولى.
ويرى الشيخ محمد مهدي الآصفي، أنه بلور للعالم فكرة الإصلاح كونها كانت غامضة فنظم مناهجها، وركز علميته حول أولا الكتب الدراسية بما فيها من غموض وتعقيد، وثانيا الخطابة كان يراها بوضع لا يفي برسالة النجف، وشخص قضية التأليف بأنها أقرب إلى الجهد الفردي، كان الشيخ المظفر يدرك تماما أن الدراسة دون عمل لا تنفع والعمل دون دراسة لا يوفق إلى إمكانيات الطموح لذلك حصن الفكر بتأسيس جمعية دينية باسم منتدى النشر، بذل الشيخ المظفر حياته في سبيل تنمية هذه المؤسسة بإخلاص وإيمان