إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بين يدي ذي الثفنات /مهدي النهيري

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بين يدي ذي الثفنات /مهدي النهيري

    بين يدَيْ ذي الثفنات عليه السلام..

    في وقتِ أنّ الكونَ دونَ زمام؟
    والساعةُ انفلتتْ من الأرقامِ
    في حيثُ وجهُك والذهولُ مسافرانِ
    وحيثُ فاضَ سناكَ فوقَ سنامِ
    كم كربلاءَ على جفونِكَ أورقتْ يومَ احتُمِلْتَ إلى بلادِ الشامِ
    سارتْ بكَ النوقُ الهزيلةُ.. ربَّما شاغلتَها لتسيرَ في الأحلامِ
    كم حدَّثتْكَ عن المدينةِ فكرةٌ وعن النبيِّ هناكَ والإسلامِ
    وعن الحسينِ أبيكَ يبزغُ في شوارعِها بزوغَ الفجرِ يومَ ظلامِ
    والآنَ رمحُ الشِّمْرِ يرفعُ رأسَهُ في الجوِّ مثلَ علامةِ استفهامِ
    هذا الحسينُ! أمِ الروايةُ أخطأتْ في السَّردِ.. علَّ تَوَهُّمَ الأقلامِ
    وتخلخُلَ التاريخِ صاغَ المسرحيةَ.. يُشرَحُ القرآنُ دونَ حسامِ
    بلْ دونَ أن يُدعى الإمامُ لكي تظلَّ الأرضُ عاريةً بغيرِ إمامِ
    إنَّ الحقيقةَ غيرُ صالحةٍ لتُصبِحَ جثَّةً في الرملِ والأيامِ
    ***
    كم كربلاءَ نَمَتْ برأسِكَ يومَ فارقتَ الجنائزَ في العراءِ دَوامي
    بَيْنا تظلِّلُكَ الرؤوسُ مشيرةً بعيونِهنَّ لأوجُهِ الأيتامِ
    ماءُ العراقِ أقلُّ حينَ عبرتَهُ وأقلُّ موجاً رغبةُ الأبلامِ
    وأملُّ من تكرارِها قصصُ الهوى.. هيَ كالحجارةِ حيثُ لاتَ غرامِ
    وأذَلُّ كلُّ عمامةٍ عربيةٍ تختالُ بالأخوالِ والأعمامِ
    وأعَلُّ كلُّ رجولةٍ منكوسةٍ من ظهرِ سابحةٍ لبطنِ خِيامِ
    حينَ النبوةُ تُستباحُ فهيِّنٌ أن يُقرنَ الخيَّالُ بالخيَّامِ
    أن يُقرنَ العملاقُ ساعةَ ذُلِّهِ وخُنوعِهِ بعبيدِهِ الأقزامِ
    سِيقَ النخيلُ _ وقد رحلتَ _ إلى متاحفَ قُمْنَ للموتى وللأصنامِ
    وتجعَّدَ الوادي وعافَ نسيمَهُ.. ما حاجةُ الجثمانِ للأنسامِ
    ضاقَ العراقُ فكيفَ عنهُ سيختفي ودمُ الحسينِ فضاؤُهُ المترامي
    وعدا الجحيمُ عليهِ حدَّ كأنَّهُ من قبلِ آدمَ كانَ محضَ حُطامِ
    ***
    يا سيدي السجَّادَ.. كم من مشهدٍ غمسَ الخيالَ بمذبحٍ وحَمامِ
    ويدٍ مخضَّبةٍ ووجهٍ غائبٍ لكنْ يلوحُ بصفحةِ الصمصامِ
    وفمٍ نَدٍ عطشانَ يُسقى موتَهُ القاني بكأسِ قناً وشطِّ سهامِ
    كم زينبَ انتحبتْ بصدرِكَ واتقتْ بيديكَ تسترُها من الظُّلامِ
    كم كربلاءَ صحِبتَ يومَ تركتَها جرداءَ إلا من ضميرِ غمامِ
    يجري من الأجسامِ.. بئستْ غيمةٌ إن لم تكنْ تجري من الأجسامِ
    زينَ العبادِ.. من العبادِ من اشتهى ألا يرى إلا من الأوهام
    ألا يطلَّ على الحياةِ بغير مصباحٍ مشظىً أو رضيعٍ ظامِ
    لم يدرِ ما معنى صباحِ الخير إلا دمعَ ليلى وانكسارَ حُذامِ
    زينَ العبادِ، العذرَ.. خذْ ماءَ القصيدةِ.. لستُ أنكر فهْوَ نهْرُ كلامِ
    لكنَّهُ ذخري لديكَ.. وشافعي أني قطعتُ على هُداك ذِمامي
    وسألتُ ذا الثفناتِ أن يختارَني بينَ الحُدائيينَ والأُثَّامِ
    فإذا تقبَّلَها.. وإلا لم أعُدْ بينَ القصائد غيرَ كومِ رُكامِ
    مولايَ تسمحُ لي أعودُ لمطلعي.. لكأنَّ أبوابَ الشَّآمِ أمامي
    وكأنَّ أهلَ البيتِ قد نزلوا.. وأخجلُ أن تشاهدَني بغيرِ مقامي
    مولايَ عمَّتُك الوصيةُ لم تعطِّرْ بعدُ جلدَ الأرضِ بالأقدام
    مولايَ أنزلْها.. وها أنا هاربٌ مني وماضٍ لارتجاف عظامي
    مولايَ هل يكفي السلامُ عليكَ ما في الوسعِ إلا أن عليكَ سلامي..​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X