إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حوار مع خديجة عليها السلام رزنة صالح

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار مع خديجة عليها السلام رزنة صالح




    خلع الصباح ثيابه ليرتدي ثوبًا معطراً في محراب الصلاة، استحمت المشاعر بنهر من نبع اليقين، نشب في حنجرة الزمان صوت بكاء قديم، خدشت اظافر الكهولة أيام الكفر، وولد الإسلام صبيًا بكرًا ليكون شعاعًا ينقذ الكون من ثغر الظلمة.
    كُل شيء في تلك الولادة أسند رأسه على صدر الأيام، ومسحت أصابع الكون على القلوب لتسطع كل البقع بقبس من نور.
    ولد لي طيف من بعيد
    تساءلت حينها ما زال الليل في ذروة شبابه من قد يكون؟
    تسربت إلى مسامعي كلمات يشهد قلب الأرض بأنها أعظم ما قد ينبض على وريده.
    -هل تشعرين بالدفء على سجادة الصلاة؟
    -تزملني يا أم المؤمنين كما زملتِ حبيبك من قبل.
    -وحدها الصلاة تجعل الإنسان ذو فضل عظيم
    -أم المؤمنين هل البكاء عند دخول الإسلام يحمل لون؟
    -البكاء في الخروج من الكفر طهارة نور ونقاء.
    -كُنت أول من توضأ بعد النبي هل الوضوء يطهر الروح؟
    -الوضوء خروج من قعر الأرض إلى أعتاب الجنة، كُنت أخلع كُل جسدي بين تلك القطرات لأرتدي جسدًا أخرًا إحاطته يدين من ماء.
    -حدثيني يا أمي كيف شعورك وأنت أول من علمهُ الرسول الصلاة وصليتِ خلفه؟
    -كنت أقف على أقدام قلبي حينها وكأنني بدأت الحياة ونهضت من الحبو إلى المشي.
    -يا أمي أشعر وكأني ملكت الدنيا وأنا أحنو بين يديك كيف كان شعوركِ وأنتِ بين يدي رسول الله، وكيف استقبلتِ السلام من الله؟
    -الكلمات لا تفي أن أصف لكِ ذلك الشعور، أن يجلس الإنسان بين يدي أعظم من خلق الله شيئاً أكبر من العظمة، وآه ما أعظم ذلك السلام الذي قد لف قلبي وجعلني أشعر بأني أريد الموت لكي تلتقي روحي خالقها.
    -كيف يكون الصبر في سبيل الإسلام يا أمي، كيف يكون التمسك بالدين في حين كان القوم يملكون عقولاً متصلبة وقلوبًا كالأصنام التي يعبدونها!
    -الإسلام حين يدخل القلب يعمره، تكون أكبر المصائب حينها أصغرها أذلها، تكون الأشواك ورداً، والحرمان عطا كبير، لا تكون جحيم الدنيا إلاًجنة الآخرة.
    -حين قص لك النبي ما حدث معه في الغار هل كان الإيمان صعبًا وجديدًا عليك؟
    - كُنت مؤمنة بأن صفات محمد لا يمتلكها إلا شخصًا ذو شأن عظيم.
    فقلت لهُ الثبات: "أَبْشِرْ يَا ابْنَ عَمِّ وَاثْبُتْ فَوَالَّذِي نَفْسُ خَدِيجَةَ بِيَدِهِ! إنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ نَبِيَّ هَذِهِ الأُمَّةِ"
    -كيف صبرتِ على الحصار والجوع والتعب وأنتِ ذو نسب ومال، ماشعرت بجوع ولا ذقتِ فقرًا ولا نقص لك درهمًا.
    - حين تجوع الأجساد كانت تشبعها الأرواح بالدين فلا تشتكي أبدًا وحين تغر الدنيا كانت الجنة سلعة غالية نصبر أنفسنا بها.
    أن تدخلي الإسلام يعني بأن تدخلي الحياة من أوسع أبوابها وأن تُعوضي بالجنة جبرًا وصبرًا.
    اخترق ضوء الشمس جفون النوافذ، فودعني النور وسكنت روحي باليقين وأوت المنازل إلى بعضها، وظهرت ملامح الطرقات وأشرقت الحياة في غار حراء من جديد
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X