تويت
الشباب والأربعين
الشباب والأربعين
من اللافت للنظر في مواسم زيارات الإمام الحسين عليه السلام المختلفة -وخصوصاً الزيارة الأربعينية- تواجد فئة الشباب بكثرة عجيبة.. والغريب في الأمر أنك ترى الالتزام والتوجه والتفاعل فيها أكثر من باقي أيام السنة، وهذا -في الواقع- أمر مفرح للقلب، ويبشر بالخير، ويدلل على وجود تغيير وتأثير في هذه الفئة خصوصاً.
ولعل من جملة أسباب استقطاب الشباب هذا:-
1- الحث المستمر على الزيارة المباركة من قبل خطباء المنبر الحسيني الكرام في شهر محرم الحرام.
2- انتشار المواكب التثقيفية بكثرة من قبل المؤسسات الدينية والثقافية والمجتمعية المختلفة.
3- بذل الجهود الاستثنائية من قبل الأفاضل من طلاب الحوزة العلمية وأساتذتها، الذين ساهموا في توجيه الشباب وإرشادهم نحو الخير والصلاح، والإجابة على أسئلتهم الفقهية وحل شبهاتهم العقائدية.
وعلى توالي السنوات، صار عندهم تعلق كبير بهذه الزيارة المباركة، بحيث وطنوا أنفسهم على إحيائها بما يرضي الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وآله وأوليائه عليهم السلام، وتقديم الخدمة المباركة؛ وذلك لما لمسوا فيها من بركات وآثار مادية ومعنوية لم يجدوها من قبل.. الأمر الذي دفعهم إلى دوام الاستقامة في سلوكهم وحياتهم، واستمرار العطاء وخدمة الآخرين حتى بعد موسم الزيارة في باقي أيام السنة.
وهذا -في الحقيقة- الاستجابة الفعلية للصوت الحسيني الخالد "ألا هل من ناصر"، والترجمة العملية على أرض الواقع لمبادئ نهضة سيد الشهداء عليه السلام.. فقد شاهدنا بأُم أعيننا كيف هب شباب المواكب الحسينية لنصرة العراق والدفاع عن أهله ومقدساته، وذلك في استجابتهم لفتوى الدفاع المقدسة، وقد حازوا على النصر المؤزر على أعداء الدين والإنسانية بكل بسالة وشجاعة، وقدموا الغالي والنفيس في سبيل تحقيق ذلك.
استثمار الزيارة:
إن الله سبحانه وتعالى من رحمته ورأفته بعباده جعل مواسم يتيح فيها الفرصة للعودة والتقرب إليه، ويتنبه الإنسان للتوبة والصلاح، وجعل محطات ليتزود منها العبد بالخيرات والبركات؛ كأشهر رجب وشعبان ورمضان، وموسم الحج، وغيرها..
ومن هذه المواسم والمحطات: الزيارة الأربعينية، فهي من أهمها وأبرزها، وتعد من علامات المؤمن كما في الرواية الشريفة المعروفة عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
وهي من الفرص الذهبية للتغيير الجذري نحو الأفضل.. وربما لن تعود هذه الفرصة على الشاب مرة أخرى، وتكون آخر موسم يشهده، أو قد لا يُوفق للزيارة مرة ثانية.
ومن هنا، ينبغي للشاب المؤمن أن يعمل جاهداً لاستثمار هذه الفرصة الثمينة الاستثمار الأمثل، ويتزود من المدرسة الحسينية العظمى، ويوظفه في كل مورد يؤول إلى الخير والصلاح، وبما يصب في مصلحته ومصلحة مجتمعه ووطنه.
* منير الحِـزامي