لماذا لم يرجع الإمام الحسين (ع) بعد استشهاد مسلم بن عقيل (ع) ؟
الإمام الحسين (ع) كان له هدف من إرسال مسلم بن عقيل لأهل الكوفة إذ لم يكن إرساله له لغوًا؛ فإن الأثر المترتب عليه إقامة الحجة عليهم، إذ لو لم يرسل إليهم أحدًا يختبر ضمائرهم، ويعرف نواياهم ومدى أهدافهم، فإن الحسين سيبقى محجوجًا أمام الأمة آنذاك وأمام التاريخ، فالحسين أراد أن يقطع عذر أهل الكوفة، وأن يقطع حججهم، بأنني ما تخلّيت عنكم، ولا أعرضت عنكم، وإنما أرسلت إليكم رسولي ليختبركم، فكنتم على غير ما كتبتم وذكرتم في رسلكم، إذن فالهدف من إرسال مسلم بن عقيل إقامة الحجة على أهل الكوفة، وعلى الأمة آنذاك.
وكذلك لم يكن غائباً عن الإمام الحسين (عليه السلام) المصير النهائي له، بل كان يعلم انه سيؤول أمره الى الشهادة في سبيل الله تعالى قبل مسيره الى كربلاء. وهناك الكثير من الروايات عن الرسول والائمة(عليهم الصلاة والسلام) تشير الى علمهم بمقتله قبل ان تكون واقعه الطف،
وروت اُمّ سلمة قالت : كان النبي (صلّى الله عليه وآله) جالساً ذات يوم في بيتي فقال : لا يدخلنّ عليّ أحد ؛ فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج النبي فإذا الحسين في حجره أو إلى جنبه يمسح رأسه وهو يبكي فقلت له : والله ما علمت حتّى دخل. فقال النبي (ص) : إنّ جبرئيل كان معنا في البيت فقال : أتحبّه؟ فقلت : نعم ؛ فقال : إنّ اُمّتك ستقتله بأرض يقال لها كربلاء ؛ فتناول جبرئيل من ترابها فأراه النبي .
كذلك روى أنس بن الحارث عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: إنّ ابني هذا وأشار إلى الحسين يُقتل بأرض يُقال لها كربلاء فمَن شهد ذلك منكم فلينصره ولمّا خرج الحسين إلى كربلاء خرج معه أنس واستشهد بين يديه. كذلك عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال للبراء: (يا براء يُقتل ابني الحسين عليه السلام وانت حي لا تنصره). والحديث في هذا طويل ولكن العبرة أن الحسين ع كان متأكداً من استشهاده بكل الأحوال وهذه الشهادة هي مشيئة الله تعالى لكي يحي الدين الذي طمس أثاره يزيد وأعوانه ، وتقول الرواية أن محمد بن الحنفية اعترض طريق الإمام الحسين ع حال خروجه فقال: يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ قال: بلى قال: فما حداك على الخروج عاجلا؟ قال: أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ما فارقتك فقال: يا حسين اخرج فان الله قد شاء أن يراك قتيلا فقال محمد ابن الحنفية: إنا لله وإنا إليه راجعون، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟ قال: فقال [لي صلى الله عليه وآله]: إن الله قد شاء أن يراهن سبايا، فسلم عليه ومضى.
ثم إن الحسين (عليه السلام) وان علق خروجه الى أهل الكوفة على الكتاب الذي سيرجعه مسلم اليه عند وصوله الكوفه إلا أن الحسين (عليه السلام) جعل ذلك على الخروج من مكة ولم يجعله على الرجوع, فبعدما وصل الحال الى قتل مسلم، فانه يعني اقدام السلطة على القضاء على الحسين (عليه السلام) وأتباعه رجع أم لم يرجع,
على ان هذا السلوك الذي سلكه الامام الحسين (عليه السلام) من قبول كتب أهل الكوفة والخروج ما هو أي عملاً بالظاهر فقد تمت الحجة على الامام للنصرة، وخرج الحسين (عليه السلام) اتماماً للحجة على أهل الكوفة, والا فهو يعلم أن هؤلاء يزيد واعوانه لايتركونه حياً , فهو (عليه السلام) يعلم بخروجه انه مقتول، بل يعلم أن مقتله بكربلاء, ففي رواية أخرى عن الواقدي وزرارة بن صالح قالا: ((لقينا الحسين بن علي (عليهما السلام) قبل خروجه الى العراق بثلاثه أيام فأخبرناه بهوى الناس بالكوفه وان قلوبهم معه وسيوفهم عليه فأومأ بيده نحو السماء ففتحت أبواب السماء ونزلت الملائكة عددا لا يحصيهم الا الله تعالى فقال (عليه السلام): (لولا تقارب الاشياء وهبوط الاجر لقاتلتهم بهؤلاء(ويقصد الملائكة) ولكن أعلم يقينا أن هناك مصرعي ومصرع أصحابي ولا ينجو منهم الا ولدي علي)(ويقصد الإمام علي السجاد (ع)) ، إذا كان الإمام الحسين (ع) خارج لا محالة مهما كانت النتائج ومهما قدم من تضحيات ، لأن الدين وصل لمرحلة الخطر أن لم ينصره الحسين لضاع تعب الرسالة هباءاً منثورا.
الإمام الحسين (ع) كان له هدف من إرسال مسلم بن عقيل لأهل الكوفة إذ لم يكن إرساله له لغوًا؛ فإن الأثر المترتب عليه إقامة الحجة عليهم، إذ لو لم يرسل إليهم أحدًا يختبر ضمائرهم، ويعرف نواياهم ومدى أهدافهم، فإن الحسين سيبقى محجوجًا أمام الأمة آنذاك وأمام التاريخ، فالحسين أراد أن يقطع عذر أهل الكوفة، وأن يقطع حججهم، بأنني ما تخلّيت عنكم، ولا أعرضت عنكم، وإنما أرسلت إليكم رسولي ليختبركم، فكنتم على غير ما كتبتم وذكرتم في رسلكم، إذن فالهدف من إرسال مسلم بن عقيل إقامة الحجة على أهل الكوفة، وعلى الأمة آنذاك.
وكذلك لم يكن غائباً عن الإمام الحسين (عليه السلام) المصير النهائي له، بل كان يعلم انه سيؤول أمره الى الشهادة في سبيل الله تعالى قبل مسيره الى كربلاء. وهناك الكثير من الروايات عن الرسول والائمة(عليهم الصلاة والسلام) تشير الى علمهم بمقتله قبل ان تكون واقعه الطف،
وروت اُمّ سلمة قالت : كان النبي (صلّى الله عليه وآله) جالساً ذات يوم في بيتي فقال : لا يدخلنّ عليّ أحد ؛ فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج النبي فإذا الحسين في حجره أو إلى جنبه يمسح رأسه وهو يبكي فقلت له : والله ما علمت حتّى دخل. فقال النبي (ص) : إنّ جبرئيل كان معنا في البيت فقال : أتحبّه؟ فقلت : نعم ؛ فقال : إنّ اُمّتك ستقتله بأرض يقال لها كربلاء ؛ فتناول جبرئيل من ترابها فأراه النبي .
كذلك روى أنس بن الحارث عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: إنّ ابني هذا وأشار إلى الحسين يُقتل بأرض يُقال لها كربلاء فمَن شهد ذلك منكم فلينصره ولمّا خرج الحسين إلى كربلاء خرج معه أنس واستشهد بين يديه. كذلك عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال للبراء: (يا براء يُقتل ابني الحسين عليه السلام وانت حي لا تنصره). والحديث في هذا طويل ولكن العبرة أن الحسين ع كان متأكداً من استشهاده بكل الأحوال وهذه الشهادة هي مشيئة الله تعالى لكي يحي الدين الذي طمس أثاره يزيد وأعوانه ، وتقول الرواية أن محمد بن الحنفية اعترض طريق الإمام الحسين ع حال خروجه فقال: يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ قال: بلى قال: فما حداك على الخروج عاجلا؟ قال: أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ما فارقتك فقال: يا حسين اخرج فان الله قد شاء أن يراك قتيلا فقال محمد ابن الحنفية: إنا لله وإنا إليه راجعون، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟ قال: فقال [لي صلى الله عليه وآله]: إن الله قد شاء أن يراهن سبايا، فسلم عليه ومضى.
ثم إن الحسين (عليه السلام) وان علق خروجه الى أهل الكوفة على الكتاب الذي سيرجعه مسلم اليه عند وصوله الكوفه إلا أن الحسين (عليه السلام) جعل ذلك على الخروج من مكة ولم يجعله على الرجوع, فبعدما وصل الحال الى قتل مسلم، فانه يعني اقدام السلطة على القضاء على الحسين (عليه السلام) وأتباعه رجع أم لم يرجع,
على ان هذا السلوك الذي سلكه الامام الحسين (عليه السلام) من قبول كتب أهل الكوفة والخروج ما هو أي عملاً بالظاهر فقد تمت الحجة على الامام للنصرة، وخرج الحسين (عليه السلام) اتماماً للحجة على أهل الكوفة, والا فهو يعلم أن هؤلاء يزيد واعوانه لايتركونه حياً , فهو (عليه السلام) يعلم بخروجه انه مقتول، بل يعلم أن مقتله بكربلاء, ففي رواية أخرى عن الواقدي وزرارة بن صالح قالا: ((لقينا الحسين بن علي (عليهما السلام) قبل خروجه الى العراق بثلاثه أيام فأخبرناه بهوى الناس بالكوفه وان قلوبهم معه وسيوفهم عليه فأومأ بيده نحو السماء ففتحت أبواب السماء ونزلت الملائكة عددا لا يحصيهم الا الله تعالى فقال (عليه السلام): (لولا تقارب الاشياء وهبوط الاجر لقاتلتهم بهؤلاء(ويقصد الملائكة) ولكن أعلم يقينا أن هناك مصرعي ومصرع أصحابي ولا ينجو منهم الا ولدي علي)(ويقصد الإمام علي السجاد (ع)) ، إذا كان الإمام الحسين (ع) خارج لا محالة مهما كانت النتائج ومهما قدم من تضحيات ، لأن الدين وصل لمرحلة الخطر أن لم ينصره الحسين لضاع تعب الرسالة هباءاً منثورا.