🔰الزيارة وبعدها الفكري في الحفاظ على الهوية
💠لايخفى على أحد أن واحدة من أهم القنوات الفكرية ، والتربوية التي أسس لها أئمة أهل البيت (ع) وأوضحوا معالمها لشيعتهم ، هي ثقافة الزيارة
والتي تعني إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع الإمام حتى بعد مماته
ويتضح هذا الامر جليا بعد مراجعة جملة وافرة من النصوص الواردة عنهم(ع) في عرض هذه القناة ، وهذا المعلم
ومن يراجع الموسوعات الحديثية سيجد أن هناك كما هائلا من الروايات ، جاءت موضحة أهمية هذا المعلم .
وهي على قسمين :
القسم الاول : عام يتحدث عن الزيارة بشكلها العام من دون تخصيصها بشخص المزور
القسم الثاني : خاص يتحدث عن زيارة الحسين (ع) وما يدور في فضائها من الفضل
وقد ذكر العلامة جعفر بن محمد بن قولويه القمي المتوفى سنة ٣٦٨ هجري جملة من النصوص التي جاء فيها التأكيد على زيارة الحسين (ع)
ولابأس بنقل مجموعة منها
🔶️ ففي الخبر عن أبي جعفر الباقر (ع) أنه قال : " لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين (عليه السلام) من الفضل لماتوا شوقا وتقطعت أنفسهم عليه حسرات، قلت: وما فيه، قال: من أتاه تشوقا كتب الله له ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة وأجر ألف شهيد من شهداء بدر وأجر ألف صائم، وثواب ألف صدقة مقبولة وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله، ولم يزل محفوظا سنته من كل آفة أهونها الشيطان، ووكل به ملك كريم يحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه.
فإن مات سنته حضرته ملائكة الرحمة يحضرون غسله وأكفانه والاستغفار له، ويشيعونه إلى قبره بالاستغفار له، ويفسح له في قبره مد بصره، ويؤمنه الله من ضغطة القبر ومن منكر ونكير أن يروعانه، ويفتح له باب إلى الجنة، ويعطى كتابه بيمينه، ويعطى له يوم القيامة نورا يضئ لنوره ما بين المشرق والمغرب، وينادي مناد: هذا من زوار الحسين شوقا إليه، فلا يبقى أحد يوم القيامة إلا تمنى يومئذ أنه كان من زوار الحسين (عليه السلام) "
عن أبي بصير قال: " سمعت أبا عبد الله أو أبا جعفر (عليهما السلام) يقول: من أحب أن يكون مسكنه الجنة ومأواه الجنة فلا يدع زيارة المظلوم، قلت: ومن هو، قال: الحسين بن علي صاحب كربلاء من أتاه شوقا إليه وحبا لرسول الله وحبا لأمير المؤمنين وحبا لفاطمة، أقعده الله على موائد الجنة، يأكل معهم والناس في الحساب "
وفي خبر ثالث عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين (عليه السلام) بالإمامة من الله عز وجل "
وفي الخبر عن أبي عبدالله عليه السلام قال : " إذا كان يوم القيامة نادى مُنادٍ : أين زُوَّار الحسين بن عليِّ ، فيقوم عُنُقٌ مِن النّاس لا يُحصيهم إلاّ الله تعالى ، فيقول لهم : ما [ذا] أردتم بزيارة قبر الحسين؟ فيقولون : يارَبِّ أتيناه حُبّاً لرسول الله وحُبّاً لعليٍّ وفاطمة ؛ ورَحمةً له ممّا ارْتُكِبَ منه ، فيقال لهم : هذا محمَّدٌ وعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين فالحقوا بهم؛ فأنتم معهم في دَرَجَتهم؛ الحقوا بِلِواءِ رَسولِ اللهِ ، فينطلقون إلى لِواء رَسول الله فيكونون في ظِلِّه ـ واللِّواء في يد عليٍّ عليه السلام ـ حتّى يدخلون الجنّة ، فيكونون أمام اللِّواء وعن يمينه وعن يَساره ومِن خلفه " .
وعن أبي عبد الله الصادق (ع) قال : " فإذا انقلبت من عند قبر الحسين (ع) ناداك مناد لو سمعت مقالته ، لأقمت عمرك عند قبر الحسين (ع) وهو يقول : طوبى لك أيها العبد!.. قد غنمت وسلمت ، قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل "
وعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " إن الحسين صاحب كربلاء قتل مظلوما مكروبا عطشانا لهفانا، وحق على الله عز وجل أن لا يأتيه لهفان ولا مكروب ولا مذنب ولا مغموم ولا عطشان ولا ذو عاهة ثم دعا عنده وتقرب بالحسين (عليه السلام) إلى الله عز وجل، إلا نفس الله كربته وأعطاه مسألته وغفر ذنبه ومد في عمره وبسط في رزقه، فاعتبروا يا اولي الأبصار "
بالنتيجة فإن هذه النصوص ومثيلاتها تكشف عن التحفيز الواضح والمؤكد من قبلهم، صلوات الله عليهم على هذه الثقافة ، بل إن هذا التحفيز لم ينقطع حتى في أحلك الظروف ، التي مر بها المكون الشيعي .
وبهذه الطريقة ، استطاع المكون الشيعي أن ينفتح على طريقة فكرية جديدة، تضاف إلى رصيده الفكري الآخر في مواجهة التحديات التي كان يتعرض لها .
🔰آثار الزيارة
وقد أسهمت هذه الطريقة ( أعني الشخوص عند قبر المعصوم (ع) في تحقق مجموعة من الآثار جراء هذه الممارسة، والفعالية
منها : الأثر السياسي : وهو أن هذا اللون من التحرك والتوافد إلى قبر المعصوم (ع) أدى إلى إحراج الحكومة الظالمة ودق ناقوس الخطر في أركانها ، لأن تواصل الجماهير وحركتهم ، كان يثير الرعب في نفوسهم ، لأن هذا يعد إعلانا لمواجهة الحاكم نعم هو مواجهة بطريقة أخرى الأثر الثاني : الأثر الديني : باعتبار أن الشخوص عند المعصوم يمثل قمة الانشداد واللجوء الى الله
وهذا مابينته بعض النصوص من أن من زار الحسين فكأنما زار الله في عرشه
الأثر الثالث للزيارة : هو توحيد الصف فمن آثارها الواضحة هو العمل على توحيد صفوف أتباع أهل البيت (ع) وتنظيم عملية ترابطهم باعتبار أن هناك عمليات تستهدف وحدة الصف الشيعي ، والإطاحة به من خلال زرع الفرقة بين أبناء المذهب الواحد
ولكن الزيارة ملتقى يحتضن الكل وهذا قد ترجم جليا في زيارة الاربعين حيث نرى كل العناوين تمحى ، ويبقى عنوان واحد وهو الانتماء للحسين (ع)
وهناك ثمة آثار أخرى أعرضنا عنها مراعاة للاختصار
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الغر الميامين
البدري حسن /النجف الاشرف
💠لايخفى على أحد أن واحدة من أهم القنوات الفكرية ، والتربوية التي أسس لها أئمة أهل البيت (ع) وأوضحوا معالمها لشيعتهم ، هي ثقافة الزيارة
والتي تعني إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع الإمام حتى بعد مماته
ويتضح هذا الامر جليا بعد مراجعة جملة وافرة من النصوص الواردة عنهم(ع) في عرض هذه القناة ، وهذا المعلم
ومن يراجع الموسوعات الحديثية سيجد أن هناك كما هائلا من الروايات ، جاءت موضحة أهمية هذا المعلم .
وهي على قسمين :
القسم الاول : عام يتحدث عن الزيارة بشكلها العام من دون تخصيصها بشخص المزور
القسم الثاني : خاص يتحدث عن زيارة الحسين (ع) وما يدور في فضائها من الفضل
وقد ذكر العلامة جعفر بن محمد بن قولويه القمي المتوفى سنة ٣٦٨ هجري جملة من النصوص التي جاء فيها التأكيد على زيارة الحسين (ع)
ولابأس بنقل مجموعة منها
🔶️ ففي الخبر عن أبي جعفر الباقر (ع) أنه قال : " لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين (عليه السلام) من الفضل لماتوا شوقا وتقطعت أنفسهم عليه حسرات، قلت: وما فيه، قال: من أتاه تشوقا كتب الله له ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة وأجر ألف شهيد من شهداء بدر وأجر ألف صائم، وثواب ألف صدقة مقبولة وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله، ولم يزل محفوظا سنته من كل آفة أهونها الشيطان، ووكل به ملك كريم يحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه.
فإن مات سنته حضرته ملائكة الرحمة يحضرون غسله وأكفانه والاستغفار له، ويشيعونه إلى قبره بالاستغفار له، ويفسح له في قبره مد بصره، ويؤمنه الله من ضغطة القبر ومن منكر ونكير أن يروعانه، ويفتح له باب إلى الجنة، ويعطى كتابه بيمينه، ويعطى له يوم القيامة نورا يضئ لنوره ما بين المشرق والمغرب، وينادي مناد: هذا من زوار الحسين شوقا إليه، فلا يبقى أحد يوم القيامة إلا تمنى يومئذ أنه كان من زوار الحسين (عليه السلام) "
عن أبي بصير قال: " سمعت أبا عبد الله أو أبا جعفر (عليهما السلام) يقول: من أحب أن يكون مسكنه الجنة ومأواه الجنة فلا يدع زيارة المظلوم، قلت: ومن هو، قال: الحسين بن علي صاحب كربلاء من أتاه شوقا إليه وحبا لرسول الله وحبا لأمير المؤمنين وحبا لفاطمة، أقعده الله على موائد الجنة، يأكل معهم والناس في الحساب "
وفي خبر ثالث عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين (عليه السلام) بالإمامة من الله عز وجل "
وفي الخبر عن أبي عبدالله عليه السلام قال : " إذا كان يوم القيامة نادى مُنادٍ : أين زُوَّار الحسين بن عليِّ ، فيقوم عُنُقٌ مِن النّاس لا يُحصيهم إلاّ الله تعالى ، فيقول لهم : ما [ذا] أردتم بزيارة قبر الحسين؟ فيقولون : يارَبِّ أتيناه حُبّاً لرسول الله وحُبّاً لعليٍّ وفاطمة ؛ ورَحمةً له ممّا ارْتُكِبَ منه ، فيقال لهم : هذا محمَّدٌ وعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين فالحقوا بهم؛ فأنتم معهم في دَرَجَتهم؛ الحقوا بِلِواءِ رَسولِ اللهِ ، فينطلقون إلى لِواء رَسول الله فيكونون في ظِلِّه ـ واللِّواء في يد عليٍّ عليه السلام ـ حتّى يدخلون الجنّة ، فيكونون أمام اللِّواء وعن يمينه وعن يَساره ومِن خلفه " .
وعن أبي عبد الله الصادق (ع) قال : " فإذا انقلبت من عند قبر الحسين (ع) ناداك مناد لو سمعت مقالته ، لأقمت عمرك عند قبر الحسين (ع) وهو يقول : طوبى لك أيها العبد!.. قد غنمت وسلمت ، قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل "
وعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " إن الحسين صاحب كربلاء قتل مظلوما مكروبا عطشانا لهفانا، وحق على الله عز وجل أن لا يأتيه لهفان ولا مكروب ولا مذنب ولا مغموم ولا عطشان ولا ذو عاهة ثم دعا عنده وتقرب بالحسين (عليه السلام) إلى الله عز وجل، إلا نفس الله كربته وأعطاه مسألته وغفر ذنبه ومد في عمره وبسط في رزقه، فاعتبروا يا اولي الأبصار "
بالنتيجة فإن هذه النصوص ومثيلاتها تكشف عن التحفيز الواضح والمؤكد من قبلهم، صلوات الله عليهم على هذه الثقافة ، بل إن هذا التحفيز لم ينقطع حتى في أحلك الظروف ، التي مر بها المكون الشيعي .
وبهذه الطريقة ، استطاع المكون الشيعي أن ينفتح على طريقة فكرية جديدة، تضاف إلى رصيده الفكري الآخر في مواجهة التحديات التي كان يتعرض لها .
🔰آثار الزيارة
وقد أسهمت هذه الطريقة ( أعني الشخوص عند قبر المعصوم (ع) في تحقق مجموعة من الآثار جراء هذه الممارسة، والفعالية
منها : الأثر السياسي : وهو أن هذا اللون من التحرك والتوافد إلى قبر المعصوم (ع) أدى إلى إحراج الحكومة الظالمة ودق ناقوس الخطر في أركانها ، لأن تواصل الجماهير وحركتهم ، كان يثير الرعب في نفوسهم ، لأن هذا يعد إعلانا لمواجهة الحاكم نعم هو مواجهة بطريقة أخرى الأثر الثاني : الأثر الديني : باعتبار أن الشخوص عند المعصوم يمثل قمة الانشداد واللجوء الى الله
وهذا مابينته بعض النصوص من أن من زار الحسين فكأنما زار الله في عرشه
الأثر الثالث للزيارة : هو توحيد الصف فمن آثارها الواضحة هو العمل على توحيد صفوف أتباع أهل البيت (ع) وتنظيم عملية ترابطهم باعتبار أن هناك عمليات تستهدف وحدة الصف الشيعي ، والإطاحة به من خلال زرع الفرقة بين أبناء المذهب الواحد
ولكن الزيارة ملتقى يحتضن الكل وهذا قد ترجم جليا في زيارة الاربعين حيث نرى كل العناوين تمحى ، ويبقى عنوان واحد وهو الانتماء للحسين (ع)
وهناك ثمة آثار أخرى أعرضنا عنها مراعاة للاختصار
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الغر الميامين
البدري حسن /النجف الاشرف