إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل الالحاد جهل أم عناد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل الالحاد جهل أم عناد





    صالح حميد الحسناوي







    سؤال قرأته على صفحات الفيس بوك، هل الإلحاد جهل أم عناد؟

    كتبت لهم، إنه يعني الحالتين معا، وفي العراق ليس لدينا إلحاد بمعناه الفكري، كل الذي عندنا هو بعض حالات متذبذبة فيها الكثير من التناقضات

    كنا ننكر وجود الله سبحانه ونقرأ لأمواتنا سورة الفاتحة وآيات من القرآن الكريم، وندعو لهم برحمة الله

    أطلق عليه المفكرون مصطلح الإلحاد الكاذب، بعد تلك التجربة المرة أدعو الله بالمغفرة، أدركت عن يقين أن ليس للإلحاد أي سبب علمي كما يدعي البعض منهم

    لو نلاحظ أن بعض الجمعيات العلمية اليهودية تقدم نماذج استطلاعات غير حقيقية تصنعها لجان تهندم الإلحاد تحت يافطة ربما اقتصادية، وتصور للعالم أن طبقة الفقراء والمعدمين هم الأقرب للإلحاد

    كنا ننظر لتلك الاستطلاعات وكأنها رتبت باتجاهات الحياة، استطلاع يتحرك نحو الفقراء ليظهر الإلحاد وكأن سببه الرئيسي هو الفقر، واستطلاع آخر على العوامل النفسية فيصور للناس أن التعب هو الدافع لنكران الله سبحانه، وكذلك البحث في الدوافع السياسية والاجتماعية، وجميع تلك الاستطلاعات توهيمية، تزرع تلك المعلومات المزيفة في ذهنية المجتمع.

    مثلا.. أحد المراكز أصدر استطلاعا يقول أن في السعودية وحدها ثلاثمائة ألف ملحدا

    ومركز آخر يرشح مصر الدولة الأولى بالإلحاد، ليعزز لنا الرقم الذي يقترحه بملايين من الملحدين مبالغة

    كنا نحن لا نؤمن بها، لكننا نشجعها ونبثها بين الناس وكأنها حقيقة لأتقبل النقاش بينما شيوع ظاهرة الإلحاد هي في حقيقة الأمر لعبة إعلامية، بينما أغلب من انجروا إلى ظاهرة الإلحاد سرعان ما اكتشفوا الحقيقة وأصبحوا متمسكين بدينهم، وجدنا أنفسنا بحرج أمام ظاهرة تدين الشباب بشكل غير متوقع، تحولنا في وسائلنا الإعلامية إلى بث فكرة (الشيوعي المسلم) لا من أجل أن نشجع الدين فيهم بل من أجل أن نفتح هوة الاعتراض، الذي يؤمن بالله سبحانه ما الذي يبقيه في دائرة الإلحاد مادام هو متمسك بالله سبحانه تعالى

    صار البعض منا يبدع تبريرات بأن يحصر الانتماء فقط بالمنهج الاقتصادي والمنهج أساسا فشل في عقر داره

    أعود لأكرر الإلحاد لا علاقة له بأي صفة علمية أو فكرية، بل هي سياسية أو نفسية خاضعة لسياقات منفعلة وانفعالية لا تتصف بالحلم أو العلم.

    الملحد أيضا يؤمن بفكرة أزلية المادة، أي قدم العالم بلا بداية والتمظهر تحت فكرة أزلية المادة كونها تشكل رفضا لأي عقيدة وإنكار مبدأ الخلق وعدم احتياجهم لخالق سبحانه تعالى

    مسألة كانت قد تجاوزتنا دون أن نتأمل في مخادعتها، صوروا لنا العالم المتقدم كله ينكر وجود الله سبحانه تعالى، وجدنا أن نسبة الإلحاد في أوربا قليلة وقليلة جدا، ومع هذا صدروا لنا الإلحاد بشطارة، مع ضعف الدرس التربوي الديني في مدارسنا، البعض يفلسف لنا نظرية نيوتن على أنها ارتكزت على مبدأ نفي الخالق بينما الحقيقة أن نيوتن صاحب تدين، عميقا بالإيمان، لكنه ينظر إلى وجود الله بأنه خلق الكون وتركه يعمل بشكل آلي كصانع الساعة، والعلماء الذين قادوا المسيرة الفكرية والعلمية مثل نيوتن وديكارت وبيكون كانوا يعتقدون بوجود الله سبحانه تعالى، ويؤمنون بأن اكتشافاتهم العلمية وظيفتها دراسة أعمال الله، وكأن عدم الإيمان بالله يعني عدم الإيمان بالعلم وبالتفسير العلمي والشك بعقلية أهل العلم برز الإلحاد مقابل تدين الكنيسة، وجاءت نظرية داروين أثارت جدلا كبيرا وصار التصريح بالإلحاد جزءا من خيار فكري، قابلا للحياة ويمكن الدفاع عنه علميا

    وكنا في العراق نفهم أن سلسلة الاكتشافات العلمية تزعزع الإيمان بوجود الخالق وإذا بنا نرى أن هذه السلسة من الاكتشافات تشكل صدمة كبيرة للمجمع العلمي وللمفكرين الملحدين على السواء

    إذا لم يكن هناك دليل تجريبي واحد على محدودية الكون في الزمان والمكان، الفيزيائي المشهور ستيفن هوكنغ وضح أن المجتمع العلمي لم يتقبل خطأ مبدأ أزلية الكون، يقول أن كثيرا من الناس كانوا غير سعداء بفكرة أن الكون له بداية يعني الإيمان بوجود خالق فوق طبيعي، الآن أدركنا أننا كنا مخدوعين بما يأتينا من المترجم العلمي، هذا الترجمات كانت تؤدلج ثم بعد ذلك تعرب

    والخداع موجود إلى اليوم وأقرّ الكثير من المترجمين بالتزوير

    استيفن هوكنغ كثر الحديث عن وجودياته وإذا به يعد الإيمان بالله حقيقة من خدع الترجمة، إنها صورت لنا أن نظرية الانفجار العظيم هي ضد وجود الله سبحانه تعالى، اليوم عرفنا أن نظرية الانفجار العظيم تعد انتصارا ملحميا للمؤمنين وخيبة أمل كبيرة للملاحدة

    السوفيت اعتمدوا نظرية الكون المستقر، الانفجار العظيم حملت لوازم إيمانية لا تتوافق مع إيدلوجيا السوفيت، من منا كان يعرف أن أينشتاين اعترف بوجود نقطة بدء الكون، وآمنوا أغلب العلماء بأن لا يمكن للكون أن ينشأ من عدم، هناك اعتراف خطير لعالم الفيزياء الأمريكي الملحد (لورنس كراوس)

    نحن لا نريد أن يكون لنا إلهًا.



    صالح حميد الحسناوي
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X