إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

منتهى محسن, موازنة لسورة الكوثر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منتهى محسن, موازنة لسورة الكوثر

    منتهى محسن,
    موازنة لسورة الكوثر
    لخمسة من المفسرين الأجلاء :
    1- تفسير الميزان للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي
    2- الأمثل (في تفسير كتاب الله المنزل) للعلامة الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
    3- (مجمع البيان في تفسير القرآن)للشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي
    4- تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير
    5- تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) لأبي عبد الله محمد بن احمد الأنصاري القرطبي

    إن الوصول الى الحقيقة الساطعة تتطلب بحثا وتنقيبا ومتابعة تاريخية لما احتوته بطون الكتب، ونحن هنا من خلال هذا العرض البين لخمسة من المفسرين الاجلاء من كلا المذهبين نتعمق في اراءهم السديدة، تفسيرا لسورة الكوثر، ثم نستنبط ترجيحنا الذي هو للحقيقة اقوم واقرب، نبدأ على بركة الله في قوله تعالى: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"
    {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}
    في سياق الآية القرآنية تبين الأمتنان على النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
    بإعطائهِ الكوثر وتطيب لنفسه الشريفة بأن شانئه هو الأبتر وتعتبر هذهِ الآيه من أقصر السور في القرآن الكريم، واختلفت الروايات في كون السورة مكية أو مدنية والظاهر أنها مكية.

    في كتاب تفسير الميزان للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي ، تفسيره للآية الأولى من سورة الكوثر ، قوله تعالى إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ )
    قال في مجمع الكوثر فوعل وهو الشيء الذي من شأنه الكثرة والكوثر الخير الكثير.
    وقد اختلفت أقوالهم في تفسير الكوثر اختلافاً عجيباً
    فقيل- هو الخير الكثير
    وقيل- نهر في الجنة
    وقيل-حوض النبي( صلى الله عليه وآله وسلم) في الجنة أو في المحشر
    وقيل- علماء أمته(صلى الله عليه وآله وسلم)
    وقيل- هو نور قلبه (صلى الله عليه وآله وسلم) الى غير ذلك مما قيل إلى أن انهى القول الى ستة وعشرين قول، وقد استند في القولين الأولين إلى بعض الروايات وباقي الأقوال لا تخلو من التحكم، فالمراد ب(الكوثر) الذي اعطيه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) او المراد بها الخير الكثير وكثرة الذرية.
    أما ما جاء في كتاب تفسير الأمثل (في تفسير كتاب الله المنزل) للعلامة الشيخ ناصر مكارم الشيرازي حول نفس الآية الكريمة في قولة تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) ففسر اياها :
    "الكوثر" من الكثرة وبمعنى الخير الكثير ويسمى الفرد السخي كوثراً ، ويأتي معناه لما نزلت سورة الكوثر صعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر يقرأها على الناس، فلما نزل قالوا : يا رسول الله ماهذا الذي اعطاك الله ؟ قال: "نهر في الجنة أشد بياضاً من اللبن، واشد أستقامة من القدح ، حافتا قباب الدر والياقوت ….."
    وعن الإمام الصادق "عليه السلام "في معنى الكوثر قال: ( نهر في الجنّةَ أعطاه الله نبيَّه عوضاً من ابنه)
    وقيل- هو حوض النبي الذي يكثر الناس عليه يوم القيامة .
    وقيل- هو كثرة النسل والذرية، وقد ظهرت الكثرة في نسله من ولد "فاطمة" "عليها السلام" حتى لا يحصى عددهم، واتصل إلى يوم القيامة مددهم
    وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه الشفاعة
    وقد نقل الفخر الرازي خمسة عشر رأياً في تفسير الكوثر، ولكن هذهِ التفاسير تبين غالباً المصاديق البارزة لمعناها الواسع وهو "الخير الكثير"
    وعلى اي حال كل الهبات الإلهية لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كل المجالات تدخل في إطار هذا الخير الكثير .
    أما ما جاء في (مجمع البيان في تفسير القرآن) للشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي
    في قوله تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ )
    خاطب سبحانه وتعالى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) على وجه التعداد لنعمه عليه فقال (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ )
    أختلفوا في تفسير الكوثر :
    قيل- هو نهر في الجنة
    وقيل-هو حوض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي يكثر الناس عليه يوم القيامة من عطاء
    وقيل- الشفاعة
    وروي عن الإمام الصادق"عليه السلام" واللفظ يحتمل للكل فيجب أن يحمل على جميع ماذكر من الأقوال فقد اعطاء الله سبحانه وتعالى الخير الكثير في الدنيا ووعده الخير الكثير في الأخرة وجملة هذه الأقوال هي الخير الكثير في الدارين.
    ومنها ما جاء تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب للأمام محمد الرازي فخر الدين ابن العلامة ضياء الدين عمر في قوله تعالى إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ )
    إنا أعطيناك هذهِ المناقب المتكاثرة المذكورة في كثير من السورة التي ذكرها القرآن الكريم،
    وتعني الخير الكثير في الدنيا والدين فيكون ذلك وعداً من الله إياه بالنصر والحفظ،
    وإما الإعطاء فإنه بالتفضل أشبه فقوله :
    (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) اي :الخيرات الكثيرة ومنها :الإسلام، القرآن، والنبوة ، والذكر الجميل في الدنيا والأخرة محض التفضل منا إليك وليس منه شيء على سبيل الإستحقاق والوجود.
    وقيل- الكوثر هو المقام المحمود وهو الشفاعة.
    وقيل - الكوثر الإسلام.

    وقيل- القرآن وفضائله لا تحصى.
    وقيل -الكوثر كثرة الأتباع والأشياع.

    أما في كتاب تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) لأبي عبد الله محمد بن احمد الأنصاري القرطبي
    قوله تعالى إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ )
    وفيه مسألتان:
    الأولى: "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ" قراءة العامة بالعين، وقراءهُ البعض "أنطيناك" بالنون،
    وروته ام سلمة عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم) وهي لغة في العطاء
    أنطيته:أعطيته

    و"الكوثر" العدد الكثير من الأصحاب والأشياع، والكوثر من الغبار : الكثير ، وقد تكوثر (إذا أكثر)
    وقال الشاعر: "وقد ثار نقع الموت حتى الكوثر"
    الثانية: اختلف اهل التأويل في الكوثر الذي اعطيه النبي( صلى الله عليه وآله وسلم)
    على سته عشر قولا ومنها :
    قبل: انه نهر في الجنة
    وقيل : انه حول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) في الموقف .
    وفي الصحيح عن مسلم عن انس قال :
    "بينما نحن عند رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أغفى إغفاءة ، ثم رفع رأسه متبسماً
    فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: نزلت على آنفا صوره فقرأ
    "بسم الله الرحمٰن الرحيم " (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ……)
    ثم قال أتدرون ما الكوثر؟ قلنا الله ورسوله أعلم، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل، عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم ، فيختلج العبد منهم فأقول إنه من أمتي، فيقال إنك لا تدري ما احدث بعدك"
    الترجيح :
    وجدت كثير من الآراء وأنا أميل لهذا الرأي الذي يستند الى امرين :
    الرأي الأول :
    الكوثر: نهراً من الجنة
    وجاء في كتاب مناقب علي بن أبي طالب (ع):
    قوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر)
    عن ابن مردويه، عن أنس، قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: " قد أعطيت الكوثر ". قلت: يا رسول الله، ما الكوثر ؟ قال: " نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب منه أحد فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد فيتشعث أبدا، لا يشرب منه من أخفر ذمتي، ولا من قتل أهل بيتي "(1)

    الرأي الثاني :
    الكوثر: هو الخير الكثير والخير الكثير هي فاطمة بنت محمد (صلوات الله عليهما ).
    رُوِيَ عَنْ الإمام مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الكاظم ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : كَانَت ْفَاطِمَةُ ( عليها السلام ) إِذَا دَعَتْ ، تَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، وَ لَا تَدْعُو لِنَفْسِهَا .
    فَقِيلَ لَهَا : يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ ، إِنَّكِ تَدْعُو لِلنَّاسِ ، وَ لَا تَدْعُو لِنَفْسِكِ؟
    فَقَالَتْ : الْجَارُ ثُمَّ الدَّارُ .(2)
    ويثبت الخير الكثير بمعنى الكوثر انها السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام ), فهي صلب النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وأولاد النبي من صلبها ..وهم الأئمة الاثنا عشر قادة الإسلام بعد النبي الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) والمنصوص عليهم بالإمامة والخلافة .. وأضف الى هذا الخير الكثير بركات السيدة الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام ) من دعاء للمؤمنين والمؤمنات ..والتي بمحبتها يرد المؤمنين والمؤمنات الجنة كما ورد في الحديث .
    الهامش:
    (1) كتاب مناقب علي بن أبي طالب (ع): وما نزل من القرآن في علي (ع) - أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصفهاني - ص 350
    (2) وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 7 / 113 المعروف بالحُر العاملي.


    وصلنا إلى الآية الثانية في قوله تعالى : "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ " وعلى نفس الغرار نبدأ بعرض تفاسير المفسرين الخمسة كما يلي:
    في كتاب تفسير الميزان للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي، ظاهر السياق في تفريغ الأمر بالصلاة والنحر على الامتنان في قوله : " إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ " انه من شكر النعمة والمعنى إذا مننا عليك بإعطاء الكوثر فاشكر لهذه النعمة بالصلاة والنحر .
    والمراد بالنحر على ما رواه الفريقان عن النبي (ص) وعن علي (ع ) وروته الشيعة عن الصادق (ع) هو رفع اليدين في تكبير الصلاة إلى النحر.

    أما ما جاء في كتاب تفسير الأمثل للعلامة الشيخ ناصر مكارم الشيرازي حول نفس الآية الكريمة (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )، إن العبادات سواء كانت صلاة أم نحرا تختص بالرب وولي النعمة وهو الله سبحانه وتعالى، وان الكثير من المفسرين يعتقدون أن الآية تقصد صلاة عيد الأضحى والنحر فيه، لكن مفهوم الآية عام وواسع وصلاة عيد الأضحى والنحر من مصاديق الآية البارزة، وذكر للآية المباركة تفسيران آخران :
    1- المقصود من كلمة ( وأنحر ) أن استقبل القبلة في الصلاة .
    2- المقصود رفع اليد عند النحر لدى التكبير.
    والتفسير الأول انسب لان" وينحرون "المقصود هو الرد على أعمال المشركين الذين كانوا يعبدون وينحرون لغير الله ، ولكن لا مانع من الجمع بين هذه المعاني .

    وفي كتاب مجمع البيان في تفسير القران للشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره لنفس الآية (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )، أمره الله سبحانه بالشكر على هذه النعمة العظيمة بان قال، فصل صلاة العيد لأنه عقبها بالنحر ، وقال محمد بن كعب أن أناسا كانوا يصلون لغير الله وينحرون لغير الله فأمر الله تعالى نبيه (ص) ان يكون صلاته ونحره للبدن تقربا إليه وخالصا له.
    أما في تفسير الفخر الرازي قوله: إن في لطائف هذه السورة إن السالكين إلى الله تعالى لهم ثلاث درجات، الثانية منها ان يكونوا مشتغلين بالطاعات والعبادات البدنية ، فان منع النفس عن اللذات العاجلة جار مجرى النحر والذبح.
    واخيرا ما جاء في كتاب تفسير القرطبي في تفسير قوله تعالى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) قوله تعالى: (فَصَلِّ)، أي أقم الصلاة المفروضة عليك، وقيل صلاة العيد ويوم النحر.
    " وَانْحَرْ" قيل ان النبي كان ينحر ثم يصلي فأمر ان يصلي ثم ينحر
    وقيل : صل لربك صلاة الصبح المفروضة
    قال ابن العربي : إن المراد بقوله تعالى فصل : الصلوات الخمسة فإنها ركن العبادات وقاعدة الإسلام وأعظم دعائم الدين
    وأما من قال إنها صلاة الصبح بالمزدلفة فلأنها مقرونة بالنحر وهو في ذلك اليوم.
    وأما من قال إنها صلاة العيد فذلك بغير مكة اذ ليس بمكة صلاة بإجماع.

    الترجيح :
    وبعد كل هذا العرض والتبيان فانا نميل في ترجيحنا تفسيرا للآية الكريمة ( فصل لربك وأنحر) إلى :
    1- إن المراد تبيان حال المشركين قبل الإسلام حيث كانوا ينحرون لغير الله تعالى كما جاء في قوله : ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق ) الآية [ الأنعام : 121 ]
    فنزلت هذه السورة بفعل الأمر(صل) لتنهاهم عن ذلك الفعل والاقتداء برسول الله "صلى الله
    عليه واله وسلم" حيث انه أخلص لربه في صلاته واعبده وحده لا شريك له ، ونحر على
    اسمه وحده لا شريك له ، كما جاء في قوله تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي
    ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) [ الأنعام : 162 ، 163 ]

    2-إن تفسير النحر بمعنى رفع الأيدي عند التكبير، روى عن مقاتل بن حيان عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:
    لما نزلت هذه السورة قال النبي صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام: ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربى، قال: ليست بنحيرة ولكنه يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت، وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع وإذا سجدت، فإنه صلاتنا وصلاة الملائكة في السماوات السبع; فان لكل شئ زينة وان زينة الصلاة رفع الأيدي عند كل تكبيرة.(1) والله اعلم.
    الهامش:
    (1) بحار الأنوار 683-684

    وهكذا دواليك وصولا الى الآية الكريمة في قوله تعالى إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) نعود لنفس السياق ونبدأ في كتاب تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي مفسرا : إن الشانيء هو المبغض والأبتر من لا عقب له وهذا الشانئ هو العاصي بن وائل.
    وقيل : المراد بالأبتر المنقطع عن الخير أو المنقطع عن قومه .

    إما في كتاب تفسير الأمثل للشيخ الشيرازي تفسيره لنفس الآية : الشانيء هو المعادي من "الشئان"على وزن ضربان وهو العداء والحقد، و" ابتر" في الأصل هو الحيوان المقطوع الذنب، وصدر هذا التعبير من أعداء الإسلام لانتهاك الحرمة والاهانة ، وكلمة شانيء فيها إيحاء بان عدوك لا يراعي أية حرمة ولا يلتزم بأي أدب، أي ان عداوته مقرونة بالفظاظة والدناءة ، والقرآن يقول لهؤلاء في الواقع : إنكم تحملون صفة الأبتر لا رسول الله .
    ومن جهة أخرى كانت قريش تترقب انتهاء النبي لأنهم كانوا يقولون : إن النبي بلا عقب والقران يقول للنبي : "لست بلا عقب ، بل شانئك بلا عقب "

    إما تفسير كتاب مجمع البيان للشيخ الطبرسي لنفس الآية الكريمة، معناه إن مبغضك هو المنقطع عن الخير وهو العاص بن وائل، وقيل معناه انه لا ولد له على الحقيقة، وقال مجاهد الأبتر الذي لا عقب له وهو جواب لقول قريش إن محمدا لا عقب له، يموت فنستريح منه ويدرس دينه اذ لا يقوم مقامه من يدعو إليه فينقطع أمره.

    إما في كتاب تفسير الفخر الرازي لنفس الآية الكريمة الأنفة، معناها إن المنافق الذي يأتي بتلك الأفعال القبيحة المذكورة في السورة سيموت ولا يبقى من دنياه اثر ولا خبر، وأما أنت فيبقى لك في الدنيا الذكر الجميل وفي الآخرة الثواب الجزيل .
    وان السالكين إلى الله تعالى لهم ثلاث درجات الثالثة التي تخص آية (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) ان يكونوا في مقام منع النفس عن الانصباب إلى اللذات المحسوسة والشهوات العاجلة، ومعنى الآية الكريمة إن النفس التي تدعوك إلى طلب هذه المحسوسات والشهوات إنها دائرة فانية، وإنما الباقيات الصالحات خير عند ربك وهي السعادات الروحانية والمعارف الربانية التي هي باقية أبدية .
    إما في كتاب تفسير القرطبي (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) أي مبغضك وهو العاص بن وائل وكانت العرب تسمي من كان له بنون وبنات ، ثم مات البنون وبقي البنات الأبتر
    أي المقطوع ذكره من خير الدنيا والآخرة، وقيل كان أهل الجاهلية إذا مات ابن الرجل قالوا بتر فلان فلما مات إبراهيم ابن النبي (ص)، خرج أبو جهل إلى أصحابه فقال : بتر محمد فانزل الله جل ثناؤه : " إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ " يعني بذلك أبا جهل .
    وقيل أن الله عزوجل لما أوحى إلى رسوله ودعا قريش إلى الإيمان، قالوا : أنبتر منا محمد أي خالفنا وانقطع عنا، فاخبر الله تعالى نبيه "صلى الله عليه واله "إنهم هم المبتورون .

    الترجيح :
    نميل إلى ترجيح تفسير قوله تعالى (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) بأنها جاءت ردا يقصم ظهور الكافرين ويخرس ألسنتهم ويدحض ادعاءاتهم وأمنياتهم الباطلة، ذلك بان النبي الأكرم ابتر لا عقب له، كما نميل للحقيقة الراسخة والبشارة الكبيرة بأنه صلوات الله عليه واله ممتدا عبر ذريته من ابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام) امتدادا طاهرا شريفا كريما وقد تجسد ذلك بالتأكيد في كوكبة أهل بيت العصمة الأئمة المعصومين عليهم السلام وأخرهم مهدي هذه الأمة (عجل الله فرجه الشريف)
    جاء في معجم الطبراني بإسناده عن ابن عباس، وأربعين المؤذن وتاريخ الخطيب بأسانيدهم إلى جابر قال النبي (صلى الله عليه وآله): "إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي من صلبه خاصة وجعل ذريتي من صلبي ومن صلب علي بن أبي طالب إن كل بني بنت ينسبون إلى أبيهم إلا أولاد فاطمة فإني أنا أبوهم"(1)، والله أعلم
    الهامش:
    (1) بحار الأنوار_ ص٢٨٤

    zz0.pkann7lsuq8zz
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X