تويت
علي حسين الخباز
2023-09-04
قراءات: 7
( استقراء وتوثيق )
رغم أهمية توثيق الشعر الحسيني وفي مرحلة مهمة استنهض فيها صوت النهضة والتحدي الى الآن ـ والاستقراء يعني الابتعاد عن لغة التوثيق الاستنساخ وترسيخ خصوصية وفرادة تلك القراءة ، على مرتكزين الاول هو مرتكز التوثيق سعيا لتحصين المنبر الحسيني من السهو والنسيان والتغافل عن بعض اسماء المبدعين ، وركز في مقدمته على ان المدون التاريخي تجاوز الكثير من مبدعي المنبر الحسيني ، وربما يكون المهمل ذا فائدة وتاثيرا بليغا في حينه ، وله بصمة مؤثرة في المجتمع لذلك هو سلط الضوء على السير الذاتية ، ومقاطع من منجز كل شاعر ورادود وكاتب حسيني ، ، والمرتكز الثاني الاستقراء الذي أنتج فضاءا نقديا واراء انطباعية زاخرة بالتأثير الوجداني ، وتلك الاراء كونت لنا منظومة فكرية اشتغلت علي العديد من المحاور الفكرية ، قال عنها الناقد ناظم السعود رحمه الله انها شكلت مفاجأة وهذه المفاجآت كونت عدداً من الومضات المهمة
الومضة الاولى
كتاب تفتقده المكتبة الكربلائية برغم انه تناول موضوعا مهما يجعل كربلاء من المدن العراقية التي لا يمكن تجاوزها لما تمتلك من ابداعات المنبر الحسيني
*
الومضة الثانية
سعى الشاعر والباحث الدعمي في كل مؤلفاته لتوكيد شرف الكلمة وجعله معيارا لكل اختيارته ، التركيز على قضية الوفاء للمنبر وخدمته
والمفاجأة التي ركز عليها السعود،البحث عن المهمل المتروك والذي هو نتاج لمرحلة شارك مبدعيها في صناعة الأمس وبعضهم في ذمة التأريخ ، ولابد من إنصاف الأحياء ، بمعنى الالتزام الزمني ، لكن توسع في الاستقراء
*
نرى ان الاستقراء والذي هو قراءة الابداع انطباعيا وفكريا منحنا العديد من الاراء المهمة
الرأي الاول
ان المنبر الاسلامي الحسيني ساعد كثيرا على اتساع الرقعة الجغرافية لمواجهة كثافة الاعلام المعادي ، كونه منبر تصحيح ومعرفة وعلم ومن يرتقيه لا يخشى أحدا
*
الرأي الثاني
كان عبر التأريخ الولائي العديد من الكتب التوثيقية التي وثقت حركة المنبر الحسيني الانشادي ، شعراء كربلاء ورواديدها ومجالسها ، لكن كل هذه المدونات اختصت بالتوثيق دون القراءة النقدية ودون ان يثيروا بؤر الاستقطاب الفكري فرادة هذا المنجز تكونت عبر العديد من المحاور
**
المحور الاول
شخّص بداية الانشاد الحسيني بنعي بشر بن حذلم وعده المبتكر الاول للنعي الحسيني، أول من رثى الحسين عليه السلام ، ولكننا نقف أمام قول الامام السجاد عليه السلام ، اذ قال رحم الله أباك يا بشر لقد كان شاعرا وحين استعلم عن امكانية بشر قال أدخل المدينة وانع لأهلها مقتل الحسين عليه السلام ،
*
المحور الثاني
تنوع بحث الشاعر عبد الحسين خلف الدعمي بين محاولات سيرة مدينة وهوية مسيرة ولائية في مجالات الشعر والسرد والسيرة ، ومثل هذا المنجز حقق مستوى التفاعل الانساني بمعنى ان يحقق لمشروعه الرؤية فهو يجمع بين شخصيته النقدية والبحثية
وهو يته الشعرية، يكتب الشعر بنوعيه الفصيح والدارج وهو احد رموز أدب الصحافة ، وله سعي واضح وجهد كبير في تحديث الاعلام الاسلامي الحسيني ، علاوة على الشعر والنقد والصحافة ، كتب المسرح والاوبريت المدرسي واصدر عدد من المجاميع الشعرية ،
المحور الثاني
الحديث عن تفاعل التجربة مع هوية كربلاء واهميتها الانسانية ، فهو يرى ان كربلاء تمتلك مميزات الانتماء بخصوصية الوجاهة الاجتماعية جميع المدن ، تتوج الوجاهة لأغنياء والاثرياء الا كربلاء فقد اعتبرت الشاعر المرحوم كاظم المنظور أمير الشعراء الحسينين، اعتبرته رغم فقره المادي من وجهاء المدينة واعيانها ، ان هذه التجربة التوثيقية والقراءة الانطباعية أكدت حضورها على مستوى التوثيق والاستقراء جدية الاداء والاجراء ، والانجاز الذي يهيء للمؤرخين مادةً ورؤىً حرصت على تقديم المنبر الحسيني بمستوى الاعتماد على ركيزة معرفية تمتاز بالولوج الى عمق التجربة جيلاً حسينياًقدم تجربته
&&&&
المحور الثالث
شخّص الباحث عبد الحسين الدعمي وجود مدرستين كربلائيتين ، حين تكون التجربة واعية مدركة تكون قادرة على التحليل والرصد والنظر والتفاعل الجاد لفهم بنية المنجز العام فهو شخص أكثر من قضية ذات قيمة فنية ، شخّص وجود مدرستين الاولى تحمل سر قوتها وهي مدرسة الرادود حمزة الصغير رحمه الله ومدرسة التجديد الثانية هي مدرسة الحاج باسم كربلائي ، وتاكيدا على قضية القراءة النقدية التي يتمتع بها الباحث الدعمي يذهب الى حضور الانجاز النقدي
الانطباع الاول
تفردت كربلاء بقصيدة الكعدة ، ويرى انها معقدة الاداء ، يسيرة على أهل كربلاء كونهم هم من ابتدعوها ولا زالوا يؤدونها ،
*
الانطباع الثاني
يرى ان في التقليد تجديد وهي مفارقة قصدية أكد على قصيدتها حين اعتبرها غريبة ويؤكد انها لا تحدث الا في المنبر الحسيني والمتفق عليه انّ التجديد ضرب من ضروب الابتكار
*
الانطباع الثالث
اعتبر الشاعر كاظم المنظور رائد التجديد بالشعر الحسيني والاطوار المنبرية ،ويؤكد على وجود الروحانية العجيبة في كتابة الشعر الحسيني ويعتبر المنظور ليس شاعر بل هو له حظ بالإلهام الحسيني ، ويؤكد على أهمية الاخلاص في العمل الحسيني واعتبر الاخلاص مفتاح الدخول الى قلوب الناس ،
وللرؤية النقدية والتي تمثل وجود بعض التشخيصات الوامضة
1ـ لابد للمنشد الحسيني معرفة المقامات
2ـ مهمة تعايش الشاعر الحسيني مع خدمة المنبر وعدم الانعزال ،التعايش بين الشعراء يطور التجربة
3ـ ابتعدنا عن الشعر التقويمي الاجتماعي والذي كان معروفا في منابرنا وينتقد الظواهر السلبية من اجل تقويمها ،
4ـ سخاء الشاعر والرادود الحسيني وعدم البخل بالنصح والارشاد لخدمة المنبر الحسيني
5ــ أهمية الاحتفاء بالمبدعين الاحياء في خدمة المنبر الحسيني
6ـ يرى الشاعر والباحث الدعمي ان لابد الاهتمام بالمبدع خشية ان تنطفئ فيه شعلة الابداع ، ان تلاحم الرؤى المعروضة والاسلوب الخاص للباحث جعل الكتاب مميزا
علي حسين الخباز