إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( النازلة ) - نرجس مهدي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( النازلة ) - نرجس مهدي




    هاهو الكون الثاكل يصرخ ..وتسمع ترانيم تسبيح الوجود ..هاهي العوالم قد أطفئه سراجها ..ومن أين اها النور ونور الله على فراش المنية يقلب طرفيه وحوله أهل بيته يواسيهم بنظراته الدافئة ..وهاهي السماء تنتحب لدموع الحسنان وهما يلوذان تحت جناحيه في لحظاته الأخيرة ..
    بإي لون ستتلونين يا لوحة الزمان بعد فقد الحبيب ؟؟
    وإن غاب شخصه فأي عطر في أجوائك ستحملين ؟
    إنها ساعات الوداع وصرخات ينطق بها السكون ليبعد الصمت الذي يطبق على الأنفاس..
    لا تعرف أي دموع كانت أكثر سخونة ؟.
    دمعك الذي يترقرق من عينيك حزنا على فراق الأحبة ؟
    أم دمع أخيك وإبن عمك الذي لم يفارقك طرفة عين ؟
    أم هي دموع الحبيبة التي أثقلت بحملها وتتهادى بخطواتها ..وقد إبتل مصلاها من رقراق عينها ؟
    أم هي دموع ذلك الملك الذي يقف على اعتاب الباب مترددا بين طرقها وبين تململ الرجوع ..كيف يدخل فلابد للباب من أن يطرق ..
    وهناك يسمع صوتا حزينا تسأل عن الطارق ..
    فيجيبها : بصوت متقطع غريب
    وبعد المرة الثالثة دخل الموت الى الدار وهو مطأطأ رأسه ..ولايدري كيف سيقبض الروح الطاهرة وهي متعلقة بأربعة أنفس نورانية بخيوط ملكوتية متشابكة ..إنه لأمر محير حقا ..
    فتح الحبيب ذراعيه لفرخيه ليتزودا من دفئ حنانه ويتنسما عطر أنفاسه ..
    وبعبراته المتكسرة في صدره يوصي إبن عمه بإبنته خيرا ..ويوصيه على تحمل الرزايا ..(بحار الأنوار :ج 44..ص 265)
    وملك الموت ينتظر وفي داخله يسمع صوت دهرا ينازع فيعصره الآنين ...
    وملائكة الرحمن بين نزول وعروج
    وتوشح الكون سواد ..وأعلنت في جنان الخلد الحداد ..
    وكانت اللحظات الأخيرة ..
    كشف رسول الرحمة النقاب عن ماسيجري على أهل بيته من الرزايا وظلامات ..
    فقال (ص) بصوت حزين: ((اليس قد فهمتما ماتقدمت به إليكما وقبلتما))؟؟
    فقالا : بلى ، صبرنا على ماساءنا وغاظنا ...(الكافي ،ج1..ص281)
    وأعتصر الآلام صدره وأختنق بعبرته وفاضت عيناه مزن الأحزان وهو ينظر ابنته الزهراء وهي تجود بنفسها حزنا على فراق حبيبها ..
    وكانت اللحظات الأخيرة وقد وضع رأسه الشريف على صدر أمير المؤمنين تناجيا وأختلط الدمع بالدمع ..وتعانقت العبرات بالعبرات ..
    وفاضت روحه الطاهرة وهو على هذا الحال ..فأرتجت الدنيا ولفيف الملائكة تقف صفا يقدمهم ملك الموت يرفعون روح الطهر ومعنى الرحمة والإنسانية ..
    وأرتفعت ملائكة الرحمن لتوصل الأمانة إلى الملك الديان وهناك يكون اللقاء

    أما جسده الطاهر فبقي مسجى دون حراك تنظر اليه الزهراء (ع) وتنوح وقد سلب منها الإستقرار والسكون والهدوء
    فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) بتجهيزه وتحنيطه والصلاة عليه..(الإحتجاج للطبرسي)..
    فأي حزن بعدك لايصل ؟
    وأي دمعة لفراقك تهمل؟وأي جفن بعدك بالكرى يكتحل ؟وعجبا للبحار كيف لاتغور ..وللجبال كيف لا تهد وتزول..!
    أي خطب ألم بالدين ..وأي نازلة عظيمة وقعت على رؤوس المسلمين ؟
    وهاهو المحراب قد خلا من شخصه والدنيا قد حرمت من نوره..ولكن قبره فرح بمواراته ..ما أعظم فقدك سيدي يارسول الله
    فإنا لله وإنا اليه راجعون .​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X